أصدر “إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية” العدد الثالث من إصدارة NEW WORLD، وهي سلسلة تقارير متخصصة تَصدُر بصورة غير دورية، وتتناول الاتجاهات الرئيسية التي تشكل ملامح العالم الجديد في المجالات الأمنية والسياسية والاقتصادية والتكنولوجية، وتأثيراتها على الأقاليم الرئيسية في العالم. وقد جاء العدد الثالث بعنوان “المليارية الثامنة: كيف تُشكِّل التحولات الديموغرافية مستقبل العالم؟”، من إعداد حسن النوبي رئيس وحدة تحليل البيانات بإنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية.
ويتناول العدد الجديد من “نيو وورلد” ملامح التحولات الديموغرافية في العالم، وتداعيات وصول تعداد سكان العالم إلى 8 مليارات نسمة. ويفترض العدد أن هناك عوامل عديدة ساهمت في وصول تعداد السكان إلى هذا الرقم؛ في مقدمتها التطور الحادث على مدار قرون في آليات مواجهة الأوبئة والأمراض، وهو ما أفضى إلى زيادة أعداد المواليد وتراجع الوفيات. ومع ذلك، فإن هذه الزيادة السكانية العالمية اتسمت بعدد من السمات؛ منها أن الزيادة لم تشهد توزيعاً متساوياً لأقاليم العالم؛ ما جعل هناك فجوات كبيرة في الانتشار والتوزيع السكاني.
وصاحبت الزيادةَ السكانيةَ عددٌ من الظواهر، على غرار تصاعد معدلات شيخوخة السكان في بعض الدول، وكذلك تفاقم ظاهرة “تضخُّم الشباب” أو ما يُعرف بـ”البروز الشبابي”، وخصوصاً في الدول النامية، كما تزايدت معدلات الهجرة دوليّاً، ناهيك عن تصاعد معدلات النزوح إلى الحضر. وعلى مستوى التحديات، أفضت الزيادة السكانية الكبيرة إلى تفاقم أزمة الموارد، وتصاعد حدة صراع الأجيال، وتزايد مخاطر العنف الشبابي، وتسارع الهجرة ومخاطر اللجوء، واحتمالية انتشار الأوبئة، ناهيك عن شراسة المنافسة على العمالة وأصحاب المواهب بين الدول.