“ميدل إيست أونلاين”:

اهتمام صحفي بإصدارة "إنترريجونال" حول المليارية الثامنة
“ميدل إيست أونلاين”:
11 سبتمبر، 2023

نشر موقع “ميدل إيست أونلاين” تقريراً من إعداد الكاتب الصحفي أ. محمد الحمامصي حول دراسة صادرة عن “إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية” بعنوان “المليارية الثامنة: كيف تُشكل التحولات الديموغرافية مستقبل العالم؟”. وقد أشار التقرير إلى “تباين ردود الأفعال حول ما أعلنته منظمة الأمم المتحدة في 15 نوفمبر 2022 من أن عدد سكان العالم قد تخطى حاجز 8 مليارات نسمة؛ ففريق رأى الرقم انتصاراً للتنمية البشرية، وآخرون رأوه تهديداً وانفجاراً سكانياً، لكن هذا الرقم الهائل يلخِّص رحلة التطور البشري عبر آلاف السنين التي اختلفت تفاصيلها من آن إلى آخر، كما يمثل ترجمة رقمية للتفاعل بين الديموغرافيا ومسيرة التنمية عبر مختلف العصور”.

وأضاف التقرير: “هذه الدراسة الصادرة أخيراً عن مركز إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية بأبوظبي، تتبع الخريطة الديموغرافية التي شهدت تغيراً دراماتيكياً خلال رحلة التطور البشري عبر آلاف السنين، من حيث وتيرة التسارع الديموغرافي، وتعدد الأسباب المحركة للنمو السكاني، وطبيعة الانتشار الجغرافي للسكان، واختلاف تفاصيل التركيبة السكانية، وغيرها من عوامل النمو السكاني، وطبيعة الانتشار الجغرافي للسكان، واختلاف تفاصيل التركيبة السكانية، وغيرها من العوامل التي مثلت أحياناً فرصاً ديموغرافية استطاعت الدول استغلالها في تعزيز مسيرتها التنموية، وأحياناً أخرى مثلت تحدياً كبيراً أمام الدول واقتصاداتها، كارتفاع نسب الشيخوخة، وتزايد النزوح إلى الحضر، فضلاً عما مثلته بعض الظواهر من فرص وتحديات في آن واحد بشكل يتوقف على طريقة إدارتها وحسن تطويعها، كالبروز الشبابي والهجرة الدولية”.

وأضح التقرير أن “الدراسة اشتغلت على خمسة محاور: الأول ملامح عامة لمسيرة التطور السكاني، والثاني الاتجاهات الديموغرافية الصاعدة في العالم، والثالث تحديات التطور السكاني العالمي، والرابع ارتباط الديموغرافيا بالصراعات الدولية، والخامس سيناريوهات مستقبل الديموغرافيا العالمية. وهذا الأخير هو ما نتوقف عنده، خاصةً أن التغيرات الديموغرافية الأخيرة تمثل في مضمونها تحدياً أمام تحقيق أهداف التنمية المستدامة. وانطلاقاً من محدودية الموارد أمام التزايد المستمر للسكان فيما يعرف بالفخ الديموغرافي، فضلاً عن مخاطر البروز الشبابي التي تتزايد في الدول النامية، ومخاطر صراع الأجيال، ومشكلات الهجرة، التي تتزايد في الدول الأوروبية، كما كان للديموغرافيا باع طويل في تشكيل بيئة الصراعات العالمية وتحفيزها؛ فإن النمو السكاني والتحضر السريع والبروز الشبابي من أبرز العوامل المحفزة للصراعات، كما أن الصراع على الموارد قد يصبح نمطاً سائداً في ظل تحديات الموارد، فضلاً عن تباين مصادر القوة الوطنية بين الدول من حيث الاعتماد على رأس المال أو العنصر البشري”.

وكشف التقرير أن “أول سيناريوهات مستقبل الديموغرافيا العالمية يتمثل في اقتراب الإنسانية من مرحلة الذروة؛ حيث يشير أحدث توقعات الأمم المتحدة إلى أن عدد سكان العالم يمكن أن ينمو إلى نحو 8.5 مليار في عام 2030 و9.7 مليار في عام 2050 قبل أن يصل إلى ذروته عند نحو 10.4 مليار شخص خلال عام 2080، ومن المتوقع أن يظل عدد السكان عند هذا المستوى أو أن يقل عنه بحلول عام 2100. ومن المتوقع أن تصل كل من أوروبا وأمريكا الشمالية إلى ذروتها من حيث حجم السكان قبل عام 2038؛ بسبب استمرار انخفاض مستويات الخصوبة التي كانت أقل من ولادتين لكل سيدة منذ منتصف التسعينيات، كما أن من المتوقع أن يصل عدد سكان وسط وجنوب آسيا إلى ذروته في عام 2072، كما أن أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي ستصل إلى ذروتها تقريباً خلال عام 2056”.

ولفت التقرير إلى أن “مما يعزز هذه السيناريوهات النمو المتباطئ الذي يشهده عدد سكان العالم؛ حيث ينمو العالم بأبطأ معدل له منذ عام 1950، كما شهدت معدلات الخصوبة انخفاضاً بشكل ملحوظ في العقود الأخيرة بالنسبة إلى العديد من البلدان؛ حيث يعيش اليوم ثلثا سكان العالم في بلد أو منطقة تقل فيها معدلات الخصوبة مدى الحياة عن 2.1 مولود لكل امرأة، وهو المستوى المطلوب تقريباً لتحقيق نمو صفري على المدى الطويل، مع انخفاض معدل الوفيات، كما أن هناك 61 دولة أو منطقة من المتوقع أن ينخفض عدد سكانها بنسبة 1% على الأقل خلال العقود الثلاثة القادمة؛ نتيجةً لاستمرار انخفاض مستويات الخصوبة وارتفاع معدلات الهجرة في بعض الحالات”.

وتخلص الدراسة، بحسب التقرير، إلى أن عامل الديموغرافيا بتفاعلاته المؤثرة، أصبح عاملاً حاسماً في العالم، لا يمكن لأي حكومة من حكومات العالم تجاهله، بل من الأحرى أن تتصدر القضايا الديموغرافية أجندات صناع القرار خلال الفترة القادمة. ومن المحتمل أن يجد علماء الديموغرافيا أنفسهم أمام نماذج ديموغرافية جديدة تنجم عن السياسات المختلفة بالبلدان، فضلاً عن إمكانية بروز ظواهر جديدة ديموغرافية يمكن أن تنجم عن هذه المسيرة، ولا سيما أننا ننتظر التفاعلات الجديدة مع مسيرة التطور التكنولوجي والذكاء الاصطناعي، وكذلك مع التغيرات المناخية بالعالم وتأثيراتها المتنامية.

المصدر:

محمد الحمامصي، المليارية السكانية الثامنة بين النعمة والنقمة، ميدل إيست أونلاين“، 9 سبتمبر 2023.


https://www.interregional.com/middleeast-online/