شارك "إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية"، في تحقيق لمجلة الأهرام العربي بعنوان: (إجماع على ضمه لـ مجموعة العشرين.. الاتحاد الأفريقي عضواً بـ "نادى الكبار")، من خلال استعانة المجلة بتصريحات هدى سعيد اليمني، الباحثة غير المقيمة بـ "إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية".
وقد أبرزت "الأهرام" العربي" تصريحات هدى سعيد اليمني، بين جملة من آراء الخبراء والأكاديميين، حول دعوة رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، إلى ضم الاتحاد الأفريقي إلى مجموعة العشرين "كعضو دائم"، وهي الخطوة التي وصفها بأنها "متأخرة، ولكنها "ستحدث"، مما يُمكن للاتحاد الأفريقي -الذي بلغ حجم ناتجه الإجمالي 3 تريليونات دولار في عام 2022- أن يشكل إضافية قوية للمجموعة، لاسيما في ظل ما تزخر به القارة من ثروات، تجذب أنظار المتنافسين الإقليميين والدوليين.
ووفقاً لـ "الأهرام العربي" ترى هدى سعيد اليمني، الباحثة الاقتصادية في "إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية" أن مجموعة العشرين أولت اهتماماً متزايداً بالقضايا الأفريقية والقضايا العالمية ذات الصلة بأفريقيا، وفي الآونة الأخيرة، سعت إلى مساعدة البلدان المنخفضة الدخل والمديونية في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك تلك الموجودة في أفريقيا، مع تغطية لقاح كوفيد-19 ومبادرات مثل مبادرة تعليق خدمة الديون والإطار المشترك لمعالجة الديون، موضحة أن الاتحاد الأفريقي حضر لأول مرة قمة مجموعة الـ 20 في عام 2010، ودعم الاتحاد وبرنامجه للتنمية الاقتصادية – الشراكة الجديدة من أجل تنمية أفريقيا – بانتظام لحضور مؤتمرات قمة مجموعة الـ 20.
وأضافت الباحثة الاقتصادية بـ "إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية"، أن غالبية أعضاء مجموعة الـ 20 أيدت علناً طلب الاتحاد الأفريقي للعضوية، حيث قدمت الصين وفرنسا وإندونيسيا واليابان وأمريكا وجنوب أفريقيا في اجتماع قمة مجموعة الـ 20 الأخير في مدينة بالي في عام 2022، دعمها علناً لعضوية الاتحاد الأفريقي في مجموعة العشرين، فيما أيد رئيس وزراء الهند مودي مؤخراً هذا المسعى، مؤكداً شراكة الهند الطويلة الأمد مع الاتحاد الأفريقي وأفريقيا ككل، في حين لم يعبر البعض عن موقفهم.
وأوضحت هدى سعيد اليمني، أن إدراج الاتحاد الأفريقي عضواً في مجموعة العشرين من شأنه أن يسهم بعدة مزايا اقتصادية عالمياً، وسيعزز الاتحاد الأفريقي تعددية الأطراف ويعزز النمو الاقتصادي الأقوى، ومن شأنه أيضا توثيق العلاقات بين القارة الأفريقية ومجموعة الـ 20 أن ييسر زيادة التجارة والتعاون، مما يؤدي إلى نتائج مفيدة للطرفين، تتضح في تعزيز الحوكمة الاقتصادية عالمياً حيث تسمح العضوية الدائمة للاتحاد الأفريقي في مجموعة الـ 20 باتساع المشاركة الدولية للدول الأفريقية.
وهو ما سيكون لها موقف ورأي مهم في القضايا ذات الأهمية الكبرى لأفريقيا، من بينها إعادة هيكلة الديون، أزمة المناخ والطاقة، الأمن الغذائي، وكذلك مناقشة التحديات التي تواجه الاستثمارات المباشرة للقارة وتوجهاتها، وتحديات الأمن السيبراني، وكذلك تأمين سلسلة إمداد عالمية فعالة وموثوقة، حيث كان الاتحاد الأفريقي هو أول من اقترح إطلاق الحبوب من الموانئ الروسية والأوكرانية بعد العقوبات، ويمكن انضمام الاتحاد الأفريقي لمجموعة العشرين من انشاء سلسلة إمداد أكثر موثوقية، من خلال توثيق العلاقات وتعزيز التعددية والنمو الاقتصادي، وزيادة الصوت الأفريقي في المؤسسات المالية الدولية، وزيادة الاستثمارات في البنية التحتية والزراعة في أفريقيا، وتطوير آليات المتابعة، وتعزيز الشفافية في تنفيذ المشاريع.
وأشارت الباحثة الاقتصادية في "إنترريجونال للتحليلات الإستراتيجية"، إلى أهمية الاستفادة من الخبرات الأفريقية في مجال المدفوعات الرقمية، حيث تقود أفريقيا الطريق لبعض الأولويات لسياسة مجموعة الـ 20، وهي توسيع البنية التحتية للدفع الرقمي في الاقتصاد العالمي، موضحة أن كينيا أول بلد يطلق مدفوعات محلية بدون تلامس في عام 2007، ويعمل الاتحاد الأفريقي ومصرف التصدير والاستيراد الأفريقي (وهو مؤسسة مالية متعددة الأطراف لعموم أفريقيا) على تطوير نظام دفع متقدم عبر الحدود، من شأنه أن يعزز التجارة بين البلدان الأفريقية عن طريق خفض التكلفة والمدة ومتطلبات السيولة للمدفوعات عبر الحدود في جميع أنحاء أفريقيا، الأمر الذي يمكن أن يوفر للقارة أكثر من 5 مليارات دولار سنوياً.
وحول فوائد الانضمام على الجانب الأفريقي، أكدت "اليمني"، أنه على الرغم من توافر المقومات والموارد الطبيعية والاقتصادية الهائلة بأفريقيا، فهي ليست غنية بالدعم العالمي، حيث يحرمها النظام المالي العالمي بشكل روتيني من تخفيف عبء الديون والتمويل الميسر، بينما يفرض أسعار فائدة مرتفعة، مما أسهم في حرمان القطاعات الحيوية من الصحة والتعليم إلى التكنولوجيا الخضراء والحماية الاجتماعية من الاستثمارات الدولية التي تسهم في خلق الحماية الاجتماعية وخلق وظائف جديدة ومستدامة.
وأوضحت "اليمني" أنه إدراجها ضمن دول مجموعة العشرين من شأنه أن يسهم في تعزيز الحلول الاقتصادية الهيكلية التي تعود بالنفع على القارة، مثل توفير التمويل الميسر، وإعادة تخصيص حقوق السحب الخاصة-وهي عملة احتياطية نقدية دولية أنشأها صندوق النقد الدولي لتكملة الاحتياطيات النقدية الحالية للبلدان. ولفت الانتباه إلى أن ذلك سيسهم في تعزيز الدور الأفريقي في الاستجابة العالمية لتغير المناخ، وتمكين أفريقيا اقتصادياً وسياسياً، وكذلك معالجة نقص الغذاء في أفريقيا، من خلال تقديم المساعدات الغذائية إلى البلدان الأفريقية المحتاجة، وأيضاً تطوير البنية التحتية الرقمية.
المصدر:
محمد الطماوي، إجماع على ضمه لـ مجموعة العشرين.. الاتحاد الأفريقي عضواً بـ "نادى الكبار"، مجلة الأهرام العربي، العدد 1372، 9 سبتمبر 2023، متاح على الرابط التالي: https://gate.ahram.org.eg/News/4548121.aspx