الدفاعات الذكية:

نشر موقع "الحرة" تقريراً بعنوان (الذكاء الاصطناعي والتنبؤ بالصراعات.. إمكانيات واعدة تعترضها "أوجه قصور")، استند فيه إلى تقدير "إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية" المنشور تحت عنوان "الثورة الثالثة: الاتجاهات العشر لتوظيف الذكاء الاصطناعي في الحروب"، الذي حلل أبعاد صعود نهج جديد للحرب يُعرَف باسم "الحرب الذكية" أو "الحرب القائمة على الذكاء الاصطناعي"، وهو النهج الذي يقوم على تفعيل الأخير، بما يضمن هزيمة العدو دون شن حرب تقليدية أو حرب ساخنة.

ووفقاً لتقدير "إنترريجونال"، شهدت الحروب، بالتوازي مع ذلك، تغيرات جذرية على صعيد مهام الاستطلاع والمراقبة والاستهداف والاستخبارات وتوثيق وقائع العمليات العسكرية والدعم اللوجستي، لتدفع بعض التحليلات بتعدد المفاهيم العملياتية الجديدة التي تتواكب مع جيل جديد من الحروب بعد أن أضحى المجال المعرفي هو ميدان الحروب في المستقبل، لا سيما في ظل التطور التكنولوجي المستمر.

وأوضح تقرير "الحرة"، نقلاً عن تقدير "إنترريجونال"، أنه من خلال إنشاء قواعد بيانات ضخمة تضم معلومات تفصيلية عن الدول وتاريخها ودرجة تسلحها؛ يمكن الاستعانة بقدرات الذكاء الاصطناعي في توقُّع الحروب والصراعات، كما أنه يتم حالياً استخدام الذكاء الصناعي في المجالات العسكرية لوضع سيناريوهات محددة في زمن وجغرافيا محددين لحالات اندلاع حروب، كما أنه بناءً على توافر معطيات يتم ضبط حدودها للخوارزميات التي يعملها بها هذا الذكاء، يمكن الوقوف على إمكانية التنبُّؤ بالحروب قبل وقوعها.

وبحسب تقرير "الحرة" فإنه وفقًا لتقدير "إنترريجونال" فإن توثيق جرائم الحروب العسكرية والصراعات المسلحة، أضحى من الوظائف التي يمكن أن يساعد فيها الذكاء الاصطناعي من أجل محاولة إنهاء النزاعات، كما أنه من خلال الاعتماد على صور الأقمار الاصطناعية وعدد من التقنيات، أمكن الكشف عن وجود مقابر جماعية في بعض المناطق في كلٍّ من أوكرانيا وسوريا، على سبيل المثال، فيما يُعَد تطبيق "eyeWitness to Atrocities" الذي يسمح للمنظمات غير الحكومية في مناطق النزاع بجمع الأدلة وتوثيق جرائم الفظائع الجماعية، من نماذج استخدام التكنولوجيا المتطورة لتوثيق الجرائم والفظائع الجماعية.