ما أبعاد السياسة الروسية تجاه أفريقيا الوسطى؟

تشهد الصلات القائمة بين روسيا وجمهورية أفريقيا الوسطى حالة من التصاعد في مضامين التعاون المشترك خلال الآونة الأخيرة، ولعل آخر مظاهر ذلك قيام وفد من وزارة الدفاع الروسية بزيارة إلى أفريقيا الوسطى في مطلع ديسمبر 2024، وكذلك تشييد أفريقيا الوسطى النصب التذكاري للرئيس السابق لمجموعة "فاجنر" الروسية "بريجوجين" ومساعده "دميتري أوتكين" الذي كان برفقته في حادث تحطم الطائرة في العاصمة "بانجي" في مطلع ديسمبر 2024، وقد سبق ذلك قيام وفد من وزارة الزراعة الروسية برئاسة مدير الصادرات الزراعية "أرتيم مالكاسيان" بزيارة إلى أفريقيا الوسطى في 20 نوفمبر 2024، والتي كانت تهدف بشكل خاص إلى تقديم التدريب الزراعي في الجامعات الروسية. وتأتي هذه التطورات لتلقي الضوء على جملة من الأبعاد الدالة على ملامح التقارب المشترك بين الطرفين على مختلف الأصعدة، والتي تتسق في مجملها مع التحركات الروسية حيال القارة الأفريقية بصفة عامة وإقليمي الوسط والغرب الأفريقيين بصفة خاصة.

أبعاد دالة

ثمة جملة من الأبعاد الدالة على السياسة الروسية حيال جمهورية أفريقيا الوسطى خلال الآونة الأخيرة، والتي تتمثل فيما يلي:

1- تعزيز أواصر التعاون السياسي المشترك: تبلور ذلك من خلال قيام رئيس جمهورية أفريقيا الوسطى "فوستين أرشانج تواديرا" بزيارة إلى العاصمة الروسية موسكو في فبراير 2024، حيث شارك خلالها في منتدى مناهضة الاستعمار، الذي نظمه حزب "روسيا الموحدة"، والذي حضره ممثلون عن دول "آسيان" وأفريقيا وأمريكا اللاتينية والشرق الأوسط، كما شارك الرئيس "تواديرا" في فعاليات النسخة الثانية من القمة الروسية – الأفريقية المنعقدة في مدينة سانت بطرسبرج في روسيا في يوليو 2023، والتي أكد من خلالها دعمه للدور الروسي في أفريقيا بصفة عامة، وكذلك تأييده الكامل للدور الروسي حيال دعم الاستقرار والأمن في أفريقيا الوسطى وذلك في مواجهة التهديدات المختلفة.

2- دعم العلاقات العسكرية والأمنية المتبادلة: تجلى ذلك من خلال قيام وفد من وزارة الدفاع الروسية بزيارة إلى أفريقيا الوسطى في مطلع ديسمبر 2024، والتي جاءت في إطار مساعي الطرفين لتعزيز التنسيق العسكري المشترك لإقامة قاعدة روسية عسكرية، والتي أكد مستشار رئيس أفريقيا الوسطى "فيديل نغوانديكا" طلب بلاده إقامتها على أراضيها في يناير 2024، حيث أشار إلى تخصيص قطعة أرض لإقامة هذه القاعدة في منطقة "بيرينغو" الواقعة على بعد (80) كم غرب العاصمة "بانجي"، والتي تتيح نشر ما يصل إلى نحو (10) آلاف عسكري بحلول عام 2030.

ويشكل تأسيس هذه القاعدة في حال إنشائها خطوة هامة نحو تكريس الوجود العسكري الروسي في أفريقيا الوسطى، ولا سيما في ضوء وجود اتفاقية تعاون عسكري مشترك وُقِّعَت في أغسطس 2018، والتي جرى السماح في إطارها بافتتاح مكتب لتمثيل وزارة الدفاع الروسية في "بانجي".

وقد قام المدربون العسكريون الروس بموجب هذه الاتفاقية بتزويد جيش أفريقيا الوسطى بالأسلحة، وتدريب جنودها على محاربة المتمردين، وعملوا كحراس شخصيين لرئيس أفريقيا الوسطى، كما يجدر القول إن الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" كان قد أصدر قراراً في أبريل 2019 يقضي بإرسال نحو (30) عسكرياً إلى أفريقيا الوسطى وذلك للمشاركة ضمن "بعثة الأمم المتحدة المتكاملة ومتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في أفريقيا الوسطى" (MINUSCA) القائمة في الدولة منذ عام 2014، ويشمل الفريق الروسي مراقبين عسكريين وضباطاً في الجيش ومختصين في مجال الاتصالات العسكرية.

3- توظيف مجموعة "فاجنر" لدعم النفوذ العسكري الروسي: تُعد جمهورية أفريقيا الوسطى مركزاً رئيسياً لمجموعة "فاجنر"، والتي تُعتبر بمثابة مزود أمني رئيسي في البلاد، وتضطلع بدور محوري في تقديم التدريبات لعناصر الحرس الرئاسي للرئيس "تواديرا" والجيش. وتشير التقديرات إلى وجود أكثر من (1000) عنصر من قوات "فاجنر" في البلاد يعملون كمدربين عسكريين منذ عام 2018. ومن الجدير بالذكر أن حكومة أفريقيا الوسطى قد قامت بافتتاح تمثال لمؤسس هذه المجموعة "يفجيني بريجوجين" ومساعده "دميتري أوتكين" أمام المركز الثقافي الروسي في العاصمة "بانجي" في 3 ديسمبر 2024 واللذين لقيا حتفهما في حادث تحطم طائرة في أغسطس 2023، وقد حضر مراسم تدشين هذا التمثال العديد من المسؤولين وكبار الضباط في جمهورية أفريقيا الوسطى، وعلى رأسهم وزير الدفاع ورئيس أركان القوات المسلحة.

4- استخدام روسيا أدوات القوة الناعمة لتعزيز نفوذها: حيث نفذت روسيا مبادرات للقوة الناعمة في أفريقيا الوسطى من خلال الدبلوماسية الثقافية والتواصل الاستراتيجي في المقام الأول، وذلك بهدف تعزيز نفوذها وتعزيز صورتها بين السكان المحليين؛ إذ تدير روسيا مركزاً ثقافياً يُعرف باسم "البيت الروسي" في العاصمة "بانجي"، والذي يهدف إلى تعزيز الثقافة واللغة الروسية، ويقدم برامج من قبيل دورات اللغة الروسية التي تركز على الشباب من أفريقيا الوسطى الذين يتطلعون إلى الدراسة في روسيا، علماً بأن هذه البرامج مصممة لتسهيل التبادل التعليمي وتعزيز العلاقات بين البلدين، بالإضافة إلى الأحداث الثقافية؛ حيث يستضيف المركز أحداثاً مختلفة تعرض الموسيقى والفن والتقاليد الروسية، بهدف إنشاء جسر ثقافي بين روسيا وأفريقيا الوسطى، وتحاول جهود الدعاية الروسية تصوير ذاتها كشريك خيري في أفريقيا الوسطى.

5- اعتماد روسيا على حملات دعائية لدعم مصالحها: تهدف هذه الحملات الدعائية في أفريقيا الوسطى إلى تشكيل الرأي العام لصالح المصالح الروسية وتقويض النفوذ الغربي، ويتم تنظيمها في المقام الأول من قِبل مجموعة "فاجنر" والمنظمات التابعة لها، كما يتم الاستفادة من وسائل الإعلام المحلية والصحفيين لنشر الروايات المؤيدة لروسيا. ومن الجدير بالذكر أن روسيا، بحسب العديد من التقارير، قامت بإنشاء شبكة تضم صحفيين محليين يتقاضون أجوراً لإنتاج محتوى مؤيد للأنشطة الروسية في أفريقيا الوسطى، وتتضمن الحملات الدعائية خلق روايات حول فاعلية الدعم العسكري الروسي والقوات المسلحة لأفريقيا الوسطى.

اعتبارات حاكمة

ثمة جملة من الاعتبارات الرئيسية المحركة للسياسة الروسية حيال أفريقيا الوسطى على مختلف الأصعدة، والتي تتمثل بالأساس فيما يلي:

1- محاولة موسكو توسيع سيطرتها على الموارد الطبيعية: يدعم ذلك اكتساب الكيانات الروسية وخاصة تلك المرتبطة بمجموعة "فاجنر" سيطرة كبيرة على الموارد الطبيعية الغنية في أفريقيا الوسطى، وعلى رأسها الذهب والماس والأخشاب؛ حيث تطالب المجموعة بتنازلات اقتصادية في مقابل الدعم العسكري، مما يضمن فعلياً حقوق استغلال هذه الموارد، وغالباً ما تعمل في مناطق كانت تسيطر عليها سابقاً الجماعات المتمردة، الأمر الذي يحرم الدولة من الإيرادات المحتملة التي يمكن استخدامها للتنمية الوطنية. وتشير التقديرات إلى أن أرباح المجموعة الروسية من عمليات التعدين والغابات في أفريقيا الوسطى قد تتراوح بين (1 -2) مليار دولار سنوياً.

ومن الجدير بالذكر أن شركة "فاجنر" قد حصلت على امتيازات تعدين كبيرة في جمهورية أفريقيا الوسطى، وخاصة للذهب والماس، ومن أبرز عملياتها منجم الذهب "نداسيما" الذي يعد بمثابة أكبر منجم ذهب في أفريقيا الوسطى، حيث تصل قيمة إنتاجه إلى نحو (290) مليون دولار سنوياً. وقد زاد هذا المنجم المملوك والمدار من قِبل شركة "ميداس ريسورسز" Midas Resources من عمليات التعدين في عام 2022 لتعظيم الربحية وتقليل التداعيات السلبية للعقوبات الاقتصادية المفروضة من قِبل الدول الغربية عقب بدء الحرب في أوكرانيا في أواخر فبراير 2022. وقد أشارت بعض التقارير الدولية إلى أن القدرة على زيادة الإنتاج في مواقع مثل "نداسيما" يعد أمراً هاماً بشكل خاص لروسيا لأنها تسعى إلى تهريب الذهب وغيره من المواد الخام إلى أسواق غير منظمة بشكل جيد من أجل تعويض أضرار هذه العقوبات الغربية المفروضة عليها.

2- الصراع مع النفوذ الغربي التقليدي في أفريقيا: يدعم ذلك مساعي فرنسا للتقارب مع أفريقيا الوسطى خلال الآونة الأخيرة عبر إعلانها استئناف دعمها المالي لها في 13 نوفمبر 2024، وذلك على الرغم من إنهاء فرنسا وجودها العسكري بشكل نهائي في أفريقيا الوسطى في أواخر 2022، ولعل هذا ما دفع روسيا للقيام بتوزيع رسائل مضللة يُزعم أنها موجهة من وزير الدفاع الفرنسي "سيباستيان ليكورنو" إلى السفير الفرنسي في أفريقيا الوسطى "برونو فوشيه"، والتي تحدثت عن اختبارات لأسلحة فتاكة عالية الطاقة يجري الإعداد لها في أفريقيا الوسطى، وهو الأمر الذي قامت السفارة الفرنسية بنفيه بشكل قاطع.

3- مواجهة الضغوط الغربية المفروضة على موسكو: كما تهدف روسيا إلى تعزيز صلاتها التعاونية مع أفريقيا الوسطى لمواجهة الإجراءات التصعيدية التي تتبناها الإدارة الأمريكية ضد مجموعة "فاجنر"، والتي قامت بتصنيفها على أنها منظمة إجرامية عابرة للحدود الوطنية في عام 2023، كما اتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش" في عام 2022 عناصر هذه المجموعة بالإعدام الميداني وتعذيب وضرب المدنيين في أفريقيا الوسطى بين عامي 2019 و2021، وكذلك فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على شركات روسية من قبيل شركة "لوباي إنفست" وشركة "ديامفيل"، وشركة "ميداس للتعدين" التي تمتلك امتيازات التعدين التفضيلية وتراخيص التنقيب عن المعادن واستخراجها، بما فيها الأحجار الكريمة التي يتمتع بها منجم "نداسيما" للذهب.

4- كسب تأييد النظام الحاكم لأفريقيا الوسطى في المحافل الدولية: يعزز من ذلك رغبة روسيا في الاستفادة من الدعم التصويتي لأفريقيا الوسطى داخل أروقة الأمم المتحدة، وهو ما يُعزز من حجم التأييد المقدم من جانب مجمل الكتلة التصويتية الأفريقية البالغة (54) دولة وذلك من إجمالي (193) دولة. وتراهن روسيا على ذلك في ضوء الدعم والمساندة التي تقدمها للنظام الحاكم بقيادة الرئيس "تواديرا"، وهو ما تبلور فعلياً منذ مطلع عام 2018 عندما سمحت الأمم المتحدة بإدخال الأسلحة الروسية إلى أفريقيا الوسطى لمساعدة النظام الحاكم بناءً على طلبه، كما تدخلت قوات مجموعة "فاجنر" لإخماد محاولة تمرد حدثت ضد الرئيس في أفريقيا الوسطى في عام 2020.

5- توظيف روسيا لأفريقيا لتقليص تداعيات الحرب الأوكرانية: تسعى روسيا إلى الاستفادة من دول القارة الأفريقية، ومن بينها أفريقيا الوسطى بطبيعة الحال، لكسر العزلة الدولية المفروضة عليها من قِبل القوى الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة ولا سيما منذ بداية الحرب الأوكرانية، وذلك من خلال تعزيز شبكة علاقاتها وتفاعلاتها الخارجية مع الدول الأفريقية لبناء تحالفات استراتيجية على المستوى متعدد الأطراف "الجماعي"، ولعل ذلك ما تبلور بشكل مباشر من خلال استضافة روسيا لنسختين من القمة الروسية – الأفريقية؛ أما الأولى فكانت في "منتجع سوتشي" في أكتوبر 2019، والتي تم الاتفاق خلالها على تحويل "القمة الروسية – الأفريقية" إلى آلية ثابتة لتعزيز الشراكة مع الاتفاق على عقد لقاءات مماثلة بواقع مرة كل ثلاث سنوات وبالتناوب في استضافتها بين روسيا وأحد بلدان القارة الأفريقية، بينما الثانية كانت في مدينة سانت بطرسبرج في أواخر يوليو 2023، والتي شارك فيها وفود من نحو (49) دولة أفريقية، وأسفرت عن مخرجات عديدة لعلّ من بينها تبني خطة عمل مشتركة لتطوير آفاق ومجالات التعاون بين الطرفين حتى عام 2026.

6- تعزيز روسيا نفوذها الاستراتيجي في وسط وغرب أفريقيا: يدعم ذلك تراجع النفوذ الغربي وتحديداً الفرنسي بشكل ملحوظ في كلا الإقليمين خلال السنوات الاخيرة وتحديداً منذ عام 2020، حيث سعت روسيا إلى إقامة صلات مع الأنظمة العسكرية الانتقالية، وهو ما تبلور من خلال تعزيز الصلات مع النظام العسكري في بوركينافاسو بقيادة "إبراهيم تراوري" الذي وصل للحكم في 30 سبتمبر 2022، والذي أعلن رئيس وزرائه "أبولينير يواكيم كييليم" بعد اجتماعه مع السفير الروسي في العاصمة واجادوجو في يناير 2023 أن روسيا هي الخيار القائم على الحسابات المنطقية بالنسبة لبوركينافاسو، مع الإشارة إلى تعزيز الشراكة المتبادلة بين الجانين، كما أبرمت روسيا اتفاقيات تعاون في مجال الطاقة النووية مع بوركينافاسو خلال فعاليات "أسبوع الطاقة الروسي" في العاصمة الروسية "موسكو" الذي عقد في أكتوبر 2023.

والأمر ذاته في حالة جمهورية غينيا، حيث سعت روسيا إلى إقامة صلات وتفاعلات مختلفة مع النظام العسكري الانتقالي بقيادة "مامادي دومبويا" والذي وصل إلى سدة الحكم في سبتمبر 2021، ولعل هذا ما أكده مدير إدارة أفريقيا بوزارة الخارجية الروسية "فسيفولود تكاتشينكو" في يناير 2022؛ حيث أشار إلى أن روسيا ستعمل مع الإدراة السياسية الانتقالية ولا تنوي قطع العلاقات معها وذلك على الرغم من الموقف الأولي لروسيا غير الداعم للانقلاب العسكري الذي جرى بقيادة "مامادي دومبويا"، إذ أعربت عن قلقها حيال التغيير غير الدستوري للسلطة، وطالبت بالإفراج عن الرئيس الغيني السابق "ألفا كوندي" وضمان حصانته.

كما تسعى روسيا إلى استمالة الأنظمة السياسية المتأرجحة في كلا الإقليمين، ولعل من النماذج الدالة على ذلك النظام الحاكم في تشاد بقيادة الرئيس "محمد إدريس ديبي"، والذي يحتفظ بعلاقات وثيقة مع القوى الغربية وتحديداً فرنسا منذ وقوع انقلاب عسكري بها في أبريل 2021، حيث سعت روسيا إلى توثيق الصلات معها للحيولة دون استغلال الغرب لها كبديل لتعويض الانسحابات العسكرية من دول (مالي، بوركينافاسو، النيجر)، ولعل هذا ما أسفر عن كثافة التحركات الروسية القائمة على التنسيق مع تشاد خلال الآونة الأخيرة، ومن آخر مظاهره تنفيذ عملية عسكرية مشتركة مع الجيش التشادي في أواخر مايو 2024، والتي أسفرت عن تحرير (21) عسكرياً تشادياً كانوا رهائن لدى جماعات متطرفة في جمهورية أفريقيا الوسطى منذ أكثر من (9) أشهر، وذلك وفق ما أعلنته وزارة الدفاع الروسية.

وختاماً، يمكن القول إن السياسة الروسية تجاه أفريقيا الوسطى تشهد منحنى تصاعدياً في طبيعة التفاعلات المشتركة التي تربط كلا الطرفين على مختلف الأصعدة، وهو ما يتسق مع الخط العام للسياسة الروسية حيال القارة الأفريقية بصفة عامة وإقليمي الوسط والغرب الأفريقيين بصفة خاصة خلال السنوات الأخيرة. وتشير القراءة المستقبلية إلى حالة من الاستمرارية فيما يتعلق بكثافة مضامين الصلات التعاونية بين الجانبين ولا سيما على الصعيد الأمني، وهو ما سيجد قاعدة قبول واسعة من قِبل النخبة الحاكمة في أفريقيا الوسطى، وخاصة في ضوء احتياجاتها وأولوياتها الوطنية من جانب، والبحث عن بديل لأدوار القوى الغربية "غير الفاعلة" من وجهة نظرها على كافة المستويات من جانب آخر.