إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية


        
<p>في إطار تحليله للقمة العربية الصينية الأخيرة بالرياض، ديسمبر 2022، استعار الكاتب والمفكر المصري د. عبد المنعم سعيد الاقتراب التحليلي لـ "إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية"، حول ظاهرة التفاعل والترابط بين الأقاليم المختلفة حول العالم، وأن تلك الظاهرة باتت متجاوزة حدود الجغرافيا والتموضع الاستراتيجي لتشمل كافة الأبعاد التفاعلية في العلاقات الدولية؛ السياسية والأمنية والعسكرية والاقتصادية، وحتى الاجتماعية والإعلامية والثقافية وغيرها من مجالات التفاعل الإنساني والدولي على حد سواء.</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p>ففي مستهل مقاله المعنون بـ"قمة الرياض العربية – الصينية" المنشور في صحيفة "الشرق الأوسط"، في 14 ديسمبر 2022، يقول الدكتور عبد المنعم سعيد: (سوف أستعير من الدورية العربية "إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية" المفهوم الذي قامت عليه، وهو التفاعل ما بين أقاليم العالم؛ ليس فقط السياسية، وإنما الجغرافية أيضاً).</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p>وأوضح "سعيد" أن "الصين بحجمها السكاني والجغرافي تمثل أكثر من دولة، وإنما إقليم كامل من التجربة والتاريخ والواقع الدولي الراهن الذي يوحي بأن عالماً جديداً من القطبية الثنائية يولَد من جديد، الفارق بينه وبين القطبية الثنائية القديمة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي، أنها صارت بين الولايات المتحدة والصين".</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p>واستعار "سعيد" في هذا الاتجاه التعبير الجديد الذي صكَّه عالم السياسة الدولية الأمريكي جوزيف ناي، حول "التنافس التعاوني"، من خلال تأكيده أن الصين والولايات المتحدة كلتيهما باتت مرتبطة بالأخرى في إطار علاقة "Cooperative Rivalry" تتطلب استراتيجيات تسعى إلى تحقيق ما هو متناقض: التنافس والتعاون في الوقت ذاته.</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p>واعتبر "سعيد" أن "الصين تخرج إلى العالم بطريقة مختلفة تتمتع بدرجة هائلة من المرونة، فلها علاقات وثيقة وعميقة مع إسرائيل فيما يتعلق بالتكنولوجيات الحديثة، وفي الوقت نفسه فإن علاقاتها مع الفلسطينيين والدول العربية قوية. ورغم علاقاتها الوثيقة مع إيران، فإن لديها علاقات لا تقل عمقاً مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج في عمومها".</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p>وأوضح "سعيد" أن القمة التي احتضنتها الرياض، في ديسمبر 2022، كانت بين الصين والعالم العربي "الجديد"، الذي يعبر برأيه عن "دول الإصلاح العربي". وفي مثل هذه "الحالة الإصلاحية"، بحسب "سعيد"، فإن "السياسة الخارجية للدول العربية تتفهم الخصوصية القطبية الصينية التي لا يصدق عليها النظر لا من خلال البدائل التي يجري تبديلها بين القوى العظمى، ولا الطرق القديمة مثل (عدم الانحياز) التي تقوم على اللعب على حبال متناقضة ومتنافسة بين الشرق والغرب".</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p>واختتم "سعيد" مقاله بتأكيد أن "هذه النوعية الجديدة من التفاعل الإقليمي تمثل إضافة جديدة للعلاقات الدولية بوجه عام في وقت ما بعد الجائحة، وزمن الحرب الأوكرانية التي يراها الجمعان العربي والصيني، أنها أولاً تأخذ النظام الدولي كله بعيداً عن أولوياته العليا في مواجهة الوباء والاحتباس الحراري، وثانياً تتسبب في أضرار بالغة لدول لا ناقة لها ولا جمل في أمور الطاقة والغذاء وغيرها من أمور". مضيفاً أن "العالم العربي الذي يتصرف بمسؤولية كاملة في قضاياه الإقليمية والأخرى العالمية مثل الطاقة، يتجاوب مع الصين التي تدرك هي الأخرى أن الحرب في أوروبا تأخذ العالم بعيداً عن قضاياه الكبرى التي لا يمكنها انتظار حكمة غائبة وقيادات لا تعود".</p>

      

توظيف اقتراب "إنترريجونال" التحليلي بمقال للمفكر المصري "د. عبد المنعم سعيد"