Global South:

بالتزامن مع فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب 2023، أصدر "إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية" العدد الرابع من دورية "دراسات إنترريجونال"، والتي جاءت تحت عنوان: (Global South: صعود تأثير "الجنوب العالمي" في التفاعلات الدولية) للخبيرة في العلاقات الدولية والباحث الأول غير المقيم بـ "بإنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية"، الدكتورة صدفة محمد محمود.

وتعد سلسلة "دراسات إنترريجونال"، دورية تحليلية متخصصة من فئة الدوريات ذات الدراسة الواحدة، تصدر بشكل دوري عن المؤسسة، وتتناول أهم التحولات والقضايا الاستراتيجية الصاعدة في التفاعلات الإقليمية والدولية على كافة المستويات؛ السياسية، والاقتصادية، والأمنية، والعسكرية، والتكنولوجية، والاجتماعية، وغيرها، وتأثيراتها على حالة الأقاليم الرئيسية في العالم.

ويناقش العدد الجديد من الدورية أبعاد تصاعد نفوذ وتأثير دول الجنوب في المشهد العالمي، مستعرضاً مؤشرات تنامي هذا النفوذ من قبيل تحول القوة الاقتصادية العالمية لصالح دول الجنوب، والتأثير المتنامي للجنوب على الجغرافيا السياسية العالمية، وزيادة قدرة القوى الصاعدة على تحدي الهيمنة الأمريكية، فضلاً عن تصاعد التحركات الدبلوماسية للقوى الكبرى لكسب دعم دول الجنوب.

وتنقسم الدراسة إلى 5 فصول بحثية، يسبقها مقدمة تعريفية، ويعقبها خاتمة استشرافية، تتناول تلك الفصول؛ المنظورات والاتجاهات المختلفة لدراسة الجنوب العالمي، ومؤشرات تنامي نفوذ بلدان الجنوب في السياسة العالمية، وعوامل صعود دور دول الجنوب في الشؤون الدولية، واستراتيجيات دول الجنوب للانخراط في التفاعلات الدولية، ومحددات مستقبل دور دول الجنوب في النظام الدولي.

وأوضحت الدراسة أنه على الرغم من أن الحديث عن تنامي دور دول الجنوب في السياسة العالمية، ارتبط بشكل وثيق بالحرب في أوكرانيا، فإن الواقع يكشف عن تزايد نفوذ هذه الدول بشكل ملحوظ منذ الأزمة المالية العالمية 2008–2009، التي أدت إلى إلحاق الضرر باقتصادات بلدان الشمال المتقدمة، وأفقدت إجماعَ واشنطن القائم على نظام اقتصادي دولي ليبرالي مصداقيتَه. في المقابل، أضحت دول الجنوب تضطلع بدور حاسم في النظام الاقتصادي العالمي، وهو الأمر الذي يتطلب دراسة متعمقة للتغيرات الجيوسياسية والاقتصادية والتجارية التي ساهمت في زيادة دور ونفوذ الجنوب العالمي في الشؤون الدولية.

وحللت الدراسة المنظورات والاتجاهات المختلفة لدراسة الجنوب العالمي؛ بما يشمل منظور الاقتصاد السياسي، والمنظور الجغرافي، والمنظور الاقتصادي–التنموي، المنظور الجيوسياسي، مع تحليل مؤشرات تنامي نفوذ بلدان الجنوب في السياسة العالمية، من قبيل؛ تحول القوة الاقتصادية العالمية لصالح دول الجنوب، والتأثير المتنامي للجنوب على الجغرافيا السياسية العالمية، وزيادة قدرة القوى الصاعدة على تحدي الهيمنة الأمريكية، فضلاً عن تصاعد التحركات الدبلوماسية للقوى الكبرى لكسب دعم دول الجنوب.

كما ناقشت الدراسة عوامل صعود دور دول الجنوب في الشؤون الدولية، من خلال مناقشة التحول الحادث في بنية النظام الدولي، واشتداد حدة التنافس الدولي، مع بروز أهمية خاصة للجنوب فيما يتعلق بالنمو الاقتصادي العالمي، ومساهمة الجنوب المحورية في معالجة القضايا الدولية الحيوية، مع تزايد الثقل السياسي والعسكري لدول الجنوب في الاستراتيجيات الدولية.

وعلى صعيد استراتيجيات دول الجنوب للانخراط في التفاعلات الدولية، ألقت الدراسة الضوء على عدد من السياسات أبرزها؛ سياسة عدم الانحياز النشط Active Non-Alignment، واستراتيجية الانحيازات المتعددة Multi-alignment، وتوظيف الشراكات الإقليمية، وتشكيل التكتلات والبنى المؤسسية البديلة.

ثم اختتمت الدراسة بمحور لمناقشة محددات مستقبل دور دول الجنوب في النظام الدولي، والتي تمثلت في؛ نمط استجابة الغرب لمطالب دول الجنوب، ومستقبل المنافسة على زعامة الجنوب العالمي، ومدى تماسك وفاعلية تجمعات الجنوب العالمي وتحالفاته، وقدرة دول الجنوب العالمي على معالجة انقساماتها الداخلية، والصعوبات الاقتصادية التي تواجه بلدان الجنوب.