إطلاق الأعداد الثلاثة الأولى من دورية "إنترريجونال" الجديدة

أطلق "إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية" الأعداد الثلاثة الأولى من سلسلة "دراسات إنترريجونال" الجديدة، وهي دورية تحليلية من فئة الدوريات ذات الدراسة الواحدة، تصدر شهرياً عن المؤسسة، وتتناول أهم التحولات والقضايا الاستراتيجية الصاعدة في التفاعلات الإقليمية والدولية، على كافة المستويات؛ السياسية، والاقتصادية، والأمنية، والعسكرية، والتكنولوجية، والاجتماعية، وغيرها، وتأثيراتها على حالة الأقاليم الرئيسية في العالم.

ويأتي العدد الأول بعنوان "الدبلوماسية العدائية: تحولات العمل الدبلوماسي في البيئة الدولية المعاصرة"، ليناقش قضية صعود ظاهرة الدبلوماسية العدائية في العلاقات الدولية المعاصرة، من خلال تحليل خريطة الفاعلين الجدد في العمل الدبلوماسي الدولي، والقضايا الجديدة، وتحديات العمل الدبلوماسي في ظل البيئة العالمية المعقدة.

وبحسب الدراسة، فإن تعقُّد البيئة الدولية وقضاياها، المصحوب بتطورات هائلة في الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والإنترنت، وتزايُد الاعتماد المتبادل بين دول العالم أدى إلى تحولات كبيرة في طبيعة العمل الدبلوماسي وأدواته وقضاياه، بالإضافة إلى القائمين عليه والفئات المستهدفة، لا سيما أن تلك التحولات وما صاحبها من اشتداد التنافس والاستقطاب الدوليين، خاصةً بعد الحرب الأوكرانية، أدى إلى بروز ما بات يُعرف بـ"الدبلوماسية العدائية" في العلاقات الدولية.

وترصد الدراسة أبرز التحولات في البيئة الدبلوماسية المعاصرة، وأهم الفاعلين المؤثرين في الدبلوماسية الدولية، بالإضافة إلى القضايا والأشكال المختلفة التي تُشكل محوراً لتفاعل هؤلاء الفاعلين، كما تسعى الدراسة إلى إلقاء الضوء على أبرز الفرص والتحديات التي باتت تفرضها التحولات الجديدة في البيئة الدبلوماسية الدولية، لا سيما أن الدول لم يعُد لديها رفاهية تجنُّب الاشتباك مع تلك التطورات الجديدة، مع ما تتضمنه من فرص جنباً إلى جنب مع ما تفرضه من مخاطر وتحديات.

فيما يأتي العدد الثاني بعنوان "الصراعات المتشابكة: تداعيات الترابط بين النزاعات الإقليمية والعالمية"، ويحلل أبعاد ظاهرة ترابط الصراعات في مناطق النزاع والبؤر الملتهبة إقليمياً ودولياً، على مستويات الفاعلين الرئيسيين في تلك الصراعات، والأدوات، والاستراتيجيات، وإشكاليات التقاطع بين المصالح الاستراتيجية للفاعلين في النقاط الساخنة على خريطة العالم.

وتحلل هذه الدراسة ظاهرة قد تبدو جديدة بالنسبة إلى أبرز الصراعات الدائرة في العالم في الوقت الراهن، وهي ظاهرة الترابط والتشابك، من خلال استعراض المؤشرات التي تدلل على وجود علاقات ارتباط بين الصراعات، وأسباب حدوث هذه الظاهرة، وأبرز تداعياتها. وتستعين الدراسة بشكل أساسي بخمسة صراعات أساسية، وهي الصراعات القائمة في كل من سوريا، والعراق، واليمن، وليبيا، وأوكرانيا؛ لمعالجة الظاهرة محل البحث والتحليل.

وبحسب الدراسة، فقد وصلت درجة الترابط بين ساحات الصراعات القائمة حالياً إلى حد اعتقاد الكثيرين أن حل أحد هذه الصراعات يمكن أن يساهم في حل صراعات أخرى، أو على الأقل تقليص حدتها. ويأخذ الترابط أشكالاً وصوراً عديدة لا تقتصر على الشكل العسكري الذي يُعد الشق الأهم في أي صراع، لكنها تمتد لتشمل أبعاداً سياسية واقتصادية واجتماعية.

ووفقاً للدراسة، تعتبر الأبعاد العسكرية هي المؤشرات الأكثر وضوحاً لإظهار مدى الترابط بين الصراعات، ويمكن النظر إليها على أنها المؤشرات المباشرة المعبرة عن الترابط بين الصراعات. ويظهر ترابط الصراعات عسكرياً من خلال دوران المقاتلين من صراع إلى صراع آخر. ويعتبر المرتزقة السوريون المثال الأشهر لذلك؛ حيث وظفتهم تركيا بكثافة في بؤر الصراعات التي تنخرط فيها.

بينما يناقش العدد الثالث من الدورية الجديدة، وهو بعنوان (Shadow Economics: ملامح البنية المالية لـ"الجماعات المسلحة من غير الدول")، قضية اقتصادية أمنية ذات أبعاد سياسية واستراتيجية متشابكة، تتمثل في ظاهرة اقتصاديات الظل المتعلقة بتمويل التنظيمات والجماعات المسلحة في مناطق الصراع الرئيسية حول العالم، وتأثير ذلك على استراتيجيات إحلال السلم والأمن الدوليين، وجهود بناء الاستقرار وإعادة الإعمار في دول الصراعات.

وتستعرض الدراسة أنواع الفاعلين المسلحين من غير الدول، باعتبار الجماعات المسلحة واحدة من ضمن تلك الأنواع، ثم تتناول الدراسة الاستراتيجيات المتبعة من قبل الجماعات المسلحة في اقتصاديات الصراع، والأساليب التي تلجأ إليها للحصول على التمويل من أجل تغطية أنشطتها، كما تسلط الدراسة الضوء على كيفية تأثير الجماعات المسلحة على ديناميكيات الصراع، يلي ذلك تناول تأثير اقتصاديات الجماعات المسلحة على مساعي التسوية السلمية، وأخيراً استراتيجيات تجفيف منابع الإرهاب وإنجاح إعادة الإعمار وبناء السلام.