عمار ياسين

قام الرئيس السنغالي باسيرو ديوماي فاي، في 26 مايو 2025م بزيارة رسميّة إلى غينيا بيساو، دولة الجوار المُباشر لبلاده، بهدف تعزيز العلاقات الثنائية ومناقشة قضايا اقتصادية وأمنية مُشتركة، يأتي على رأسها تعزيز الخطوط الأمامية لمنع تمدُّد الظاهرة الإرهابية من بعض دول الجوار المُباشر مثل نيجيريا والنيجر إلى أيّ من البلدين. أتت تلك الزيارة بعد أيام قليلة من زيارة رفيعة لرئيس الوزراء السنغالي، عثمان سونكو، إلى بوركينافاسو، حملت في طياتها رسائل عديدة من السنغال لتحالف دول الساحل وليس فقط لبوركينافاسو، وهو ما طرح في مجموعِهِ تساؤلاً حول ملامح تحركات السنغال في منطقة غرب أفريقيا، وتداعيات ذلك على المشهد المحلي والإقليمي على حد سواء.

ملامح تحركات السنغال في منطقة غرب أفريقيا

تطلُّعات "فاي":

استطاع رئيس الوزراء الكندي مارك كارني قيادة حزبه الليبرالي للفوز بصورة مُباغتة بولاية رابعة في الانتخابات التشريعية التي أُجريت في 28 أبريل 2025؛ وذلك بعدما كان الحزب متأخراً بنحو 23 نقطة في مُجمل استطلاعات الرأي السابقة، وبالتحديد قبيل استقالة رئيس الوزراء السابق جاستن ترودو؛ حيث أسهم تنامي حجم التوترات مع واشنطن منذ تنصيب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في يناير 2025 – ويشمل ذلك التهديد بفرض رسوم جُمركية كبيرة على السلع الكندية، وتكرار التصريحات حول مساعي ضم كندا لتصبح الولاية الأمريكية الحادية والخمسين – في تغيير قواعد اللُّعبة السياسية في الانتخابات الكندية، وهو ما كانت له تداعيات مُباشرة على نتائج تلك الانتخابات، وعلى قضايا داخلية وأخرى دولية تبعاً لذلك.

دلالات فوز الليبراليين بقيادة "مارك كارني" بالانتخابات التشريعية في كندا

مُرشح الضرورة:

تتصاعد حدة التوترات بين إثيوبيا وإريتريا في الآونة الأخيرة؛ ففي يوم 21 مارس الجاري، ذكر الجيش الإثيوبي أن قواته قتلت أكثر من 300 مقاتل من جماعة فانو المسلحة خلال يومين من الاشتباكات في منطقة أمهرة الشمالية، وهي الجماعة التي تمتلك علاقات وثيقة مع الجيش الإريتري. وقبل ذلك، أثارت تكهنات رئيس أركان قوات الدفاع الإثيوبية السابق، النائب الحالي لحاكم إقليم تيجراي "تسادكان جبرتسائيل"، في 10 مارس الجاري، التي نشرها في مقالة على موقع (African Report)، وأشار فيها إلى أن الحرب بين إثيوبيا وإريتريا في الوقت الراهن باتت على وشك الاندلاع، وأن الاستعدادات العسكرية لكل من أديس أبابا وأسمرة بلغت مراحلها النهائية؛ مخاوف عديدة حول التداعيات المحتملة على الداخل في كلٍّ من إثيوبيا وإريتريا، فضلاً عن ارتدادات هذا السيناريو على المُحيط الإقليمي على دول الجوار المباشر، وعلى أمن واستقرار منطقة القرن الأفريقي. 

تداعيات زيادة حدة التوتر بين إثيوبيا وإريتريا

حافة الهاوية:

أجرت كرواتيا ثالث استحقاقاتها الانتخابية في أقل من عام، بإجراء انتخابات الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في 29 ديسمبر 2024؛ وذلك بعد إجرائها انتخابات برلمانية مُبكرة في أبريل 2024م، ثم انتخابات البرلمان الأوروبي في يونيو 2024م. وقد كان لنتائج الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية التي أسفرت عن دخول كلٍّ من زوران ميلانوفيتش ودراجان بريموراك جولة الإعادة؛ دلالات وتداعيات ودروس مُستفادة في مسار التحولات السياسية الجارية حالياً في أوروبا.

دلالات نتائج الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الكرواتية

شعبوية "ميلانوفيتش":

نقلت شبكة (ABC News) الأمريكية في 28 نوفمبر 2024، إعلان الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدِس عزم بلاده التقدُّم بطلبٍ رسميّ في وقتٍ لاحق للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) وذلك بمجرد توفر التدريب والمعدات اللازمة لقواته المسلحة بما يتلاءم مع المعايير العسكرية المطلوبة للانضمام للحلف. رتبت هذه الخطوة ردود أفعال متباينة تكشف عن استمرار تعقيدات الملف القبرصي وخاصة في ظل الموقف التركي المعارض لهذه التحركات، ناهيك عن انتقاد وزارة خارجية جمهورية شمال قبرص (التركية)، في 5 ديسمبر الجاري، هذه التحركات التي تدفع، من وجهة نظرها، نحو "تزايد عسكرة جنوب قبرص وتسهيل دخول القوات الأجنبية إلى الجزيرة".

تداعيات اعتزام قُبرص الحصول على عضوية الناتو

إصرار "خريستودوليدِس":

تعهَّد الرئيس الأمريكي المُنتخب دونالد ترامب، في حملته الانتخابية بتسوية الحروب والأزمات الخارجية التي اتسمت بها فترة الرئيس المُنتهية ولايته جو بايدن، وفي مقدمتها حرب أوكرانيا المستمرة منذ نحو 30 شهراً، التي أسهمت في إحداث تحولات جيوسياسية واسعة النطاق، سواء في مستوى الشراكة بين الصين وروسيا أو حتى في استدعاء الكوريتين لمواجهة وشيكة وغير مباشرة بين الجانبين على الأراضي الأوكرانية، فضلاً عن تكبيد تلك الحرب، الولايات المتحدة أثماناً باهظة نتيجة استمرار تدفق المساعدات الاقتصادية والعسكرية لكييف بقيمة 175 مليار دولار منذ عام 2022.

انعكاسات فوز ترامب بالانتخابات الأمريكية على حرب أوكرانيا

تسوية مُتأرجحة:

أُجرِيت الانتخابات العامة المُبكرة، في 27 أكتوبر 2024، في ظل حالة من عدم اليقين بشأن بعض القضايا الأكثر إلحاحاً على الساحة السياسية في اليابان. أتت قضايا الدُّخول والضرائب على رأس القضايا الداخلية المُثيرة للجدل بين الأحزاب والتيارات السياسية المختلفة، ومنها تيار الحزب الليبرالي الديمقراطي؛ حزب رئيس الوزراء الياباني الجديد شيجيرو إيشيبا، وحلَّت في المقابل قضايا التحالف مع الولايات المتحدة، ومدى تمسُّك إيشيبا بفكرة استنساخ حلف ناتو "آسيوي" لتكون من القضايا الحيوية التي كان لها أثر مباشر على المزاج التصويتي للناخبين.

ما الذي كشفت عنه نتائج الانتخابات العامة في اليابان؟

مصير "إيشيبا":

أصبحت فرنسا، يوم 7 أكتوبر 2024، أول دولة أوروبية ترفع علاقاتها مع فيتنام إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة، وهو أعلى مستوى في علاقات فيتنام الدبلوماسية. هذا التقارب مع فيتنام يعكس اهتماماً فرنسياً متصاعداً بالوجود والحضور في منطقة الهندوباسيفيك؛ نظراً إلى ما تمثله من أهمية بالنسبة إلى المصالح الفرنسية، كما تتخوف باريس من التهديدات القادمة من المنطقة، وخاصةً في ظل التوترات القائمة في مضيق تايوان، وبحر الصين الجنوبي، وشبه الجزيرة الكورية.

كيف تعمل فرنسا على تعزيز نفوذها في منطقة الهندوباسيفيك؟

تنويع المسارات:

أظهرت النتائج الأولية للانتخابات التشريعيّة في النمسا، فوز حزب الحُرية اليميني "FPÖ" بقيادة هربرت كيكل بالمركز الأول بنسبة 29.2% لأول مرة في تاريخه، متفوقاً على حزب الشعب النمساوي الذي حصل على نسبة 26.5% فيما حلّ الحزب الاشتراكي الديمقراطي المنتمي إلى يسار الوسط على 21% من جملة الأصوات. يأتي فوز حزب الحرية بالانتخابات التشريعية النمساوية بعد نحو ثلاثة أشهر فقط من فوزه في انتخابات البرلمان الأوروبي، وهو ما يمكن أن يسهم في تغيير الخريطة السياسية للنمسا وتكون له تداعيات داخلية وأخرى متعلقة بديناميات المشهد الأوروبي في ظل صعود اليمين في عديد من البلدان الأوروبية.

عمار ياسين

عمار ياسين

متجر MIR

الأكثر مشاهدة