الإيكونوميست


        
<p><strong><span class="has-inline-color has-vivid-red-color">عرض: صباح عبد الصبور</span></strong></p>



<p><strong>يرى بعض الخبراء والمتخصصين أن العالم سيعاني في الفترة المقبلة من تداعيات خطيرة لظاهرة "النينيو" التي تشير – وفق ما أعلنته الإدارة الوطنية لعلوم المحيطات والغلاف الجوي في الولايات المتحدة – إلى نمط مناخي يظهر كل سنتين إلى سبع سنوات، ويؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة العالمية. ويأتي ذلك بالتوازي مع ترجيح تقارير أن يعاني العالم، خلال العام الجاري، من ارتفاعات غير مسبوقة في درجات الحرارة، وتوقُّع تقارير أن يكون عام 2024 أكثر حرارةً من أي وقت مضى؛ حيث تقترب درجات الحرارة من 1.4 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية. وفي هذا الإطار، نشر موقع "الإيكونوميست" تقريراً بعنوان "بدأت ظاهرة النينيو ويجب الاستعداد لها"؛ وذلك بتاريخ 24 أغسطس 2023.</strong></p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong><span class="has-inline-color has-vivid-red-color">انعكاسات خطيرة</span></strong></p>



<p><strong>أشار التقرير إلى أن تقلب الأحوال الجوية عالمياً والإعلان عن ظاهرة "النينيو"، يفرض تداعيات عالمية واسعة، وهو ما يتضح عبر ما يأتي:</strong></p>



<div style="height:15px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>1– تعرض مناطق واسعة من العالم لأحوال جوية قاسية: </strong>أوضح التقرير أنه لا يكاد يمر يوم واحد هذا الصيف، من دون تعرُّض العالم لأحوال جوية قاسية؛ ما يثير مخاوف بشأن ما سيكون عليه الحال عندما تزداد درجة حرارة المناخ أكثر مما هي عليه الآن. ووفقاً للتقرير، فإنه على الرغم من ندرة تعرض ولاية كاليفورنيا – على سبيل المثال – لأنواع الأعاصير والعواصف ذاتها التي تضرب ولايات مثل فلوريدا ولويزيانا وتكساس بوتيرة روتينية، فإنها تعرضت في 20 أغسطس الجاري للعاصفة الاستوائية "هيلاري" التي ضربتها من الجنوب، كما شهدت هطولاً غير مسبوق للأمطار على وسط مدينة لوس أنجلوس؛ ما تسبب في غرق الوديان القاحلة بالولاية. <strong></strong></p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p>كما لفت التقرير إلى احتمالية تعرض بعض المناطق الاستوائية لفيضانات مدمرة، فضلاً عن معاناة مناطق أخرى من الجفاف، مع ما يترتب على ذلك من عواقب مثيرة للقلق فيما يتصل بالإمدادات الغذائية وانتشار الأمراض. وكما هو الحال مع تغير المناخ، أكد التقرير ضرورة الاستعداد للاضطرابات القادمة الناجمة عن ظاهرة "النينيو"، وما تتسبب به من تداعيات خطيرة على مستوى العالم<strong>.</strong></p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>2– الإضرار بالأمن الغذائي العالمي لانخفاض إنتاج الغذاء:</strong> بحسب التقرير، فإنه وفقاً للتوقعات الحالية، من المرجح أن تكون ظاهرة "النينيو" قوية إلى حد غير مسبوق؛ حيث تتفاقم خطورة الأضرار الناجمة عنها إلى الحد الذي يفوق آخر دورة من هذا القبيل، التي كانت في الفترة من 2014 إلى 2016؛ حيث كانت التقلبات المناخية مدمرة في البلدان التي تعرضت لها والتي تضررت بشدة.</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p>ووفقاً التقرير، أدى الجفاف الناتج عن التقلبات المناخية، إلى انخفاض إنتاج الغذاء في جنوب أفريقيا إلى أدنى مستوى له منذ 20 عاماً، كما أشعل واحدة من أسوأ موجات حرائق الغابات في إندونيسيا على الإطلاق. وأشار التقرير إلى أنه على الرغم من أن ظاهرة "النينيو" قد بدأت للتو، فإنها ساهمت بالفعل في إغلاق أكبر مصايد الأسماك في العالم؛ حيث هربت أسماك "الأنشوجة" من المياه الساحلية في بيرو، على سبيل المثال، كما هزت أسواق الأرز العالمية؛ ما أجبر الهند على أن تفرض حظراً على معظم صادرات محصولها بصورة غير مسبوقة.</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>3– المساهمة في تفشي الأمراض المعدية في مناطق واسعة: </strong>بحسب التقرير، تحذر الوكالات الإنسانية من التهديدات التي يتعرض لها الأمن الغذائي والصرف الصحي نتيجة تلك الظاهرة، بجانب تفشي الأمراض الخطيرة، بما في ذلك الملاريا وحمى الضنك والكوليرا في أجزاء كبيرة من أفريقيا وأمريكا الجنوبية. ونوه التقرير بأن الطقس الأكثر دفئاً ورطوبة، أدى إلى تغذية الأمراض في جميع أنحاء أمريكا الجنوبية، بما في ذلك أسوأ تفشٍّ للعدوى بفيروس "زيكا" منذ 65 عاماً. وطبقاً للتقرير، فإن من المرجح أن تشهد منطقة جنوب شرق آسيا طقساً حاراً وجافاً بدرجة مفرطة، كما يمكن للحرائق الواسعة النطاق في إندونيسيا أن تؤثر على جودة الهواء في جميع أنحاء آسيا.</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong><span class="has-inline-color has-vivid-red-color">تدابير استباقية</span></strong></p>



<p><strong>رغم تفاقم خطورة التداعيات السلبية لظاهرة "النينيو"، يعتقد التقرير أن من الممكن اتخاذ بعض الإجراءات والتدابير الاستباقية التي تحد من تأثيراتها الضارة، وهو ما يتضح عبر ما يأتي:</strong><strong></strong></p>



<div style="height:15px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>1– تعزيز خطط الطوارئ العالمية للتأهب للكوارث المحتملة: </strong>شدد التقرير على ضرورة الاعتماد على التوقعات المسبقة لدعم البنية التحتية على مستوى العالم قبل وقوع أي كارثة محتملة؛ إذ يمكن أن يساعد ذلك في توجيه الأموال لتحسين البنية التحتية للمياه بأسلوب وقائي، أو لتعزيز المباني استباقياً في المناطق التي من المحتمل أن تضربها العواصف، دون انتظار وقوع الكارثة ومواجهتها؛ وذلك من خلال بناء القدرة على الصمود بحكمة قبل حدوث ظاهرة "النينيو"؛ ما سيسهم في تقليل الضرر فيقل الإنفاق على المساعدة الطارئة والإصلاحات. <strong></strong></p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>2– تنفيذ البرامج الاستباقية للإغاثة من الكوارث الطبيعية: </strong>لفت التقرير إلى ضرورة تزايد اعتماد الوكالات المحلية والدولية المعنية، على التوقعات المحتملة لحدوث أي كوارث طبيعية، واستخدامها في تنفيذ برامج وتدابير استباقية قبل وقوع الكارثة؛ حيث تستخدم بعض وكالات المعونة بالفعل توقعات أفضل لبدء التخطيط للمستقبل، كما أورد التقرير مثالاً لذلك؛ حيث يدير الاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر برامج استباقية في 17 دولة، ويهدف إلى إنفاق ربع تمويله للإغاثة من الكوارث مقدماً بحلول عام 2025.<strong></strong></p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>3– تنسيق المنظمات الدولية المعنية بمجالَي الصحة والمناخ: </strong>أشار التقرير إلى بدء منظمة الصحة العالمية العمل مع المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، حتى تتمكن من التنبؤ بنجاح بالمكان الأفضل لتخصيص الإمدادات الطبية والموظفين اللازمين لمواجهة الكوارث، لافتاً إلى أوجه القصور التي تواجه البيئة التمويلية الدولية للتنبؤ بالمخاطر ومواجهتها؛ حيث لم يتم تخصيص سوى 1% فقط من التمويل اللازم لمواجهة الكوارث، وهو ما تم جمعه من خلال نداءات الأمم المتحدة بين عامَي 2014 و2017 مقدماً.</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p>ولفت التقرير إلى أن هذا الأمر ساهم في أن يكون حدث واحد فقط من كل خمسة أحداث يمكن التنبؤ به إلى حد كبير. وبحسب التقرير، تشير التقديرات إلى أن الكوارث الطبيعية تتسبب في مقتل 185 مليون شخص في جميع أنحاء العالم في العام الماضي، وهو رقم كبير جداً مقارنةً بمن تمت مساعدتهم، وهم أقل من 4 ملايين شخص من خلال التدابير الاستباقية.</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong><span class="has-inline-color has-vivid-red-color">أعباء متزايدة</span></strong></p>



<p><strong>وختاماً، أشار التقرير إلى أن العديد من البلدان التي ستتحمل العبء الأكبر من ظاهرة "النينيو"، لا تزال تعاني بالفعل من كوارث موجودة سلفاً، يرتبط بعضها بنوبات سابقة من الجفاف الشديد والفيضانات، والبعض الآخر بالآثار المتبقية لمرض كوفيد–19 والارتفاع الكبير في أسعار المواد الغذائية بسبب الحرب في أوكرانيا. وشدد التقرير على أن "النينيو" هي تذكرة بصعوبات التعامل مع التغيرات المناخية؛ فالضغوط تأتي كثيفة وسريعة دون إعطاء الحكومات والمجتمعات الوقت الكافي للتعافي منها، وتشير إلى أهمية تعزيز مساعدة البلدان التي لا تستطيع دفع تكاليف الاستعدادات الخاصة بها لمواجهة التغيرات المناخية والكوارث الطبيعية.</strong></p>



<p><strong><span class="has-inline-color has-vivid-red-color">المصدر:</span></strong></p>



<p> El Niño has started. Preparations must too<strong>, The Economist</strong>, August 24, 2023, Accessible at: <a href="about:blank">https://www.economist.com/leaders/2023/08/24/el–nino–has–started–preparations–must–too</a></p>

      

كيف يمكن للعالم الاستعداد للتقلبات المناخية العنيفة؟