استضاف "إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية" أستاذ العلاقات الدولية ورئيس قسم الأمن القومي في جامعة جاجيلونيان في بولندا "د. أرتور جروسزاك"، الذي ناقش خلال حلقتين نقاشيتين متتاليتين حالة الاستخبارات في القارة الأوروبية، مع التركيز على الحرب الروسية الأوكرانية نموذجاً، واستعراض رؤيته لتطورات ومآلات الحرب في المستقبل القريب.

حالة الاستخبارات

استعرض المتحدث الرئيسي تطور التعاون الاستخباراتي بين دول الاتحاد الأوروبي؛ وذلك على النحو التالي:

1– تعدُّد وظائف الاستخبارات في حالة الاتحاد الأوروبي: وفق المتحدث الرئيسي، تتعدد وظائف الاستخبارات في حالة الاتحاد الأوروبي، بين الدعم النفعي (Utilitarian Support)؛ حيث تحتاج مؤسسات الاتحاد الأوروبي إلى دعم جيد وفعَّال، ونصائح يمكن الاعتماد عليها لتحقيق وعي ظرفي (Situational Awareness). يطلق على هذا النوع من الدعم نفعياً نظراً إلى مدى فاعليته بالنسبة إلى مؤسسات الاتحاد الأوروبي، التي لا تريد أن تظهر بصفتها مؤسسات سهلاً استغلالُها أو يمكن اختراقها.

أما المجال الآخر فمرتبط بالاستخبارات القائمة على البحث (Research–Based)؛ حيث يريد الاتحاد الأوروبي تطوير أبحاث لتحسين قدرته وتوسيع منظوره حول كثير من الأمور، وأصبح ذلك يشمل اليوم الذكاء الاصطناعي، وهو يمثل تحدياً إضافياً؛ حيث يصعب تطبيق الذكاء الاصطناعي في الاستخبارات التقليدية.

فيما يرتبط المجال الثالث بالتوقع والاستشراف، وهو جوهر العمل الاستخباراتي؛ حيث يشمل التحذيرات والتوقعات. وعلى الاتحاد الأوروبي أن يعزز قدرته في هذا المجال؛ حيث سيساعده ذلك على حل الأزمات بشكل أفضل، وتعزيز الأمن داخل الدول الأعضاء، بما في ذلك توقع الكوارث الطبيعية؛ حيث شهدنا في السنوات الأخيرة تكرار تلك الحوادث بشكل متزايد، وقد أدَّت إلى خسائر بشرية.

2– تحسُّن قدرات الاستخبارات التصويرية الأوروبية: وفق المتحدث الرئيسي، فإن مركز الاتحاد الأوروبي للأقمار الصناعية (SatCen) مهم أيضاً؛ حيث يقوم بمهام تتعلق بقدرات الاستخبارات التصويرية. ولا يتمتع الاتحاد الأوروبي بقدرات ملحوظة في هذا المجال، لكن بعض الدول الأعضاء لديها هذه القدرة، خاصةً فرنسا؛ حيث لديها أقمار خاصة بها، وألمانيا كذلك لديها مرافق تساعد على جمع معلومات من خلال الأقمار الصناعية، التي لعبت دوراً كبيراً في جمع معلومات من مناطق يصعب الوصول إليها. وهذه القدرات الجيومكانية للاتحاد الأوروبي متطورة للغاية؛ حيث تحسَّنت كثيراً خلال السنوات الماضية.

3– اهتمام أوروبي بالتعاون في مجال الأمن السيبراني: ذكر المتحدث الرئيسي أن وكالة الاتحاد الأوروبي للأمن السيبراني (Enisa) تتعاون مع الهيئات الحكومية في الدول الأعضاء المعنية بالأمن السيبراني، وقد ازداد هذا التعاون في السنوات الأخيرة بسبب العدد المتزايد للهجمات السيبرانية، خاصةً من قِبل الصين وكوريا الشمالية وروسيا والهند.

4– توافق حول تأسيس أكاديمية استخباراتية أوروبية: وفق المتحدث الرئيسي فإنه "في عام 2017، دعا ماكرون إلى إنشاء جامعة استخباراتية أوروبية. وأعتقد أنه يجب بالفعل تأسيس ثقافة مشتركة لتحقيق فهم أفضل للأحداث، وتطوير لغة خاصة مشتركة للعاملين في هذا المجال. وتحمَّست دول كثيرة لهذه الفكرة، وبعدها وجدنا تأسيس أكاديمية استخباراتية في عاصمة كرواتيا في فبراير؛ فهي ما زالت قيد الإجراءات الرسمية، لكن تم التوقيع على خطاب النوايا لتأسيس الأكاديمية هذه من قِبل فئات مختلفة".

5– تطوير اليوروبول نموذجاً للاستخبارات الجنائية الأوروبية: بحسب المتحدث الرئيسي، على الرغم من ذلك ما زال هناك شكوك وعدم ثقة تجاه الاستخبارات الجنائية، لكن تم التغلب عليها عندما أدركت الدول الأعضاء أن وكالة الاتحاد الأوروبي للتعاون في مجال إنفاذ القانون "اليوروبول" (Europol) مفيدة للغاية، وتجلَّى ذلك عندما توصَّلت بعض الدول من اللاعبين الرئيسيين في الاتحاد الأوروبي، مثل فرنسا ألمانيا وإسبانيا وغيرها، إلى قرار سياسي بتحويل أطر التعاون بينها من تعاون ثنائي إلى تعاون متعدد الأطراف، وأن يصبح التعاون بين الشرطة الألمانية والشرطة الفرنسية، على سبيل المثال، عن طريق اليوروبول. وقد طوَّر الأخير نموذجاً للاستخبارات الجنائية الأوروبية، وهو النموذج الذي أثبت فاعليته، خاصةً عندما تم تطبيقه على بعض الجرائم.

تحديات قائمة

استعرض المتحدث الرئيسي بعض التحديات والمعوقات أمام إنجاز تعاون أوروبي قوي في مجال الاستخبارات؛ وذلك على النحو التالي:

1– تراجع التكامل الأوروبي في مجالَي الأمن والدفاع: بحسب المتحدث الرئيسي فإن "هناك تهديدات مختلفة تواجهها الدول، ومن ثم هناك سياسات خاصة بكل دولة؛ حيث يوجد تكامل بين دول الاتحاد الأوروبي في الاقتصاد والسياسة الخارجية وغيرها من المجالات، لكن عندما يتعلق الأمر بسياسة الدفاع والأمن، نجد أنه لا يوجد تكامل كافٍ؛ حيث توجد الكثير من العوائق والانقسامات بين الدول الأعضاء في هذا المجال".

وأضاف: "الاتحاد الأوروبي منظمة فريدة من نوعها؛ لأنه اتحاد فوق وطني، والقرارات على مستوى الاتحاد الأوروبي تُتَّخذ من خلال مؤسسات خاصة به، بعضها يُمثِّل الحكومات، مثل المجلس الأوروبي الذي يمثل اهتمامات الدول الأعضاء، ويسعى إلى فهم مشترك، لكن ليس بالضرورة للتوصل إلى إجماع أو توافق حول سياسة معينة. وهذه مشكلة حقيقية، كما هو الحال مع البرلمان الأوروبي الذي يشارك في عملية صنع القرار على مستوى دول الاتحاد الأوروبي، الذي يتم تشكيله من انتخابات ديمقراطية".

2– ظهور بعض المبادرات الإيجابية في التعاون الاستخباراتي: بحسب المتحدث الرئيسي فإن هناك "تعاوناً إيجابياً في المجال الاستخباراتي على المستوى الأوروبي؛ فمثلاً ظهرت عدة مبادرات من جميع الدول الأعضاء في مواجهة الهجمات الإرهابية، ولتأمين بعثات الاتحاد الأوروبي في الخارج، مثل البلقان وغرب أفريقيا والساحل وغيرها".

3– تضييق التعاون الاستخباراتي في مجالات محدودة: أوضح المتحدث الرئيسي أنه قد ظهرت بعض الشكاوى من جانب الدول الأعضاء والمفوضية الأوروبية؛ حيث قالت الأخيرة إنها غير مطلعة بالشكل الكافي عن تفاصيل التعاون بين الدول في الاستخبارات، بينما قالت الدول الأعضاء إنها تحتاج إلى آليات تضمن أن تعاونها الاستخباراتي سيكون آمناً، بحيث لا تحدث تدخلات غير مسموح بها، أو استخدام معلومات حساسة ضد أي دولة.

وأكد المجلس الأوروبي، في منتصف العقد الثاني من القرن الحالي، أن استخبارات الدول الأعضاء في الأمور التي تخص أمنها القومي، يظل تحت مسؤولية الدولة وحدها؛ لذا نرى أن الاستخبارات بين الاتحاد الأوروبي كانت منحصرة في مجالات معينة فقط.

علاوةً على ذلك، أخلت المفوضية الأوروبية مسؤوليتها عن توفير أي آليات لهذا النوع من التعاون، وأعلنت عدم قدرتها على ذلك، وأنه لا يتعلق بمجال عملها، وأنه أمر يتعلق بالتعاون بين الحكومات فقط للدول الأعضاء. وتعتبر تلك التصريحات صادمة، خاصةً للدول التي كانت مهتمة بتأسيس بعض الهيئات والكيانات لتعزيز التعاون الاستخباراتي، وتعزيز عمل بعض المؤسسات القائمة بالفعل التي أدت أداءً حسناً، ومنها Intelligence and Situational Center (INTCEN) الذي يُصدِر نحو 500 إحاطة كل عام عن شؤون داخلية وخارجية على حد سواء.

4– تعامل هيئة الاستخبارات (INTCEN) مع أزمات مهمة: أوضح المتحدث الرئيسي أن هيئة الاستخبارات الأوروبية (INTCEN) أسَّسها خافيير سولانا الذي تمتع بخبرة واسعة؛ ففي أوائل الألفينيات قال إنه سينشئ هيئة خاصة به تدعم مهمته، وتم إنشاء هذه الهيئة، لكنها في البداية لم تحقق نجاحاً ملحوظاً عند تأسيسها عام 2012، لكن بعد عامي 2014 و2015 مع أزمة شبه جزيرة القرم، وأزمة الهجرة في أوروبا، بدأ يبرز دورها، بالإضافة إلى الدور الذي لعبته في شؤون الشرق الأوسط.

5– افتقار مقومات إنجاح مشروع "البوصلة الاستراتيجية": أوضح المتحدث الرئيسي أن في أوروبا أجهزة معنية بالاستخبارات الدفاعية وغيرها بالاستخبارات المدنية وأجهزة الشرطة وغيرها، وتعمل تلك الجهات بشكل منفصل ومستقل، ولديها عدة مقرات خاصة بها، وهناك أجهزة أخرى مثل التي تركز على دبلوماسية الاتحاد الأوروبي. ويتم معالجة المعلومات المجمعة من كل تلك الجهات ومزجها من خلال مشروع " البوصلة الاستراتيجية للاتحاد الأوروبي" (SIAC)، وتنبع أهميته من أنه المشروع الوحيد من نوعه الذي يوفر استخبارات شاملة المصادر؛ حيث يُعَد ذلك المشروع طموحاً للغاية، لكن الاتحاد الأوروبي يفتقر إلى القدرات اللازمة لتنفيذه.

نموذج أوكرانيا

قدَّم المتحدث الرئيسي رؤيته لتطورات الحرب الأوكرانية، مع التركيز على المنظور الاستخباراتي؛ وذلك على النحو التالي:

1– عدم تنسيق التعاون الاستخباراتي الأوروبي في الحرب: أوضح المتحدث الرئيسي أن الحرب الأوكرانية ليست الأزمة الأولى التي يواجهها الاتحاد الأوروبي، لكن الاستقلال الاستراتيجي عامل مهم في هذا السياق؛ حيث سيعتمد تعزيز التعاون على مدى تحقيق الاستقلال الاستراتيجي من عدمه؛ فمن حيث الأمن التقليدي، فإن الولايات المتحدة هي التي توفر الإمكانات الدفاعية لأوروبا، وكذلك الاستخبارات؛ أي الاستخبارات التكتيكية والعملياتية؛ لذا فإن الاستخبارات تعتبر نقطة ضعف كبيرة للاتحاد الأوروبي، الذي لا يوجد فيه جهاز استخباراتي يمكن من خلاله إصدار منتج استخباراتي مستقل دون أي تدخل من الولايات المتحدة. إلا أن فرنسا لديها طموحات لتغيير ذلك، لكنها تظل بعيدة المنال، خاصةً أن الاستخبارات العسكرية تعتمد على عدة عناصر متفرقة، وتعتمد كذلك على التقنيات العالية.

2– إعادة تشكُّل النظام العالمي عقب الحرب الأوكرانية: ذكر المتحدث الرئيسي أنه في الوقت الذي تستمر فيه الحرب في أوكرانيا، نشهد اشتعال منطقة جديدة للصراع في غزة التي سيكون لها تداعيات أيضاً، لكن في رأيي العامل الرئيسي وراء كل هذه الصراعات هو محاولة إعادة تشكيل النظام العالمي، خاصةً نظام الأمن العالمي، من قبل بعض القوة التعديلية مثل روسيا والصين وإيران، وكذلك إسرائيل إلى حد ما؛ وذلك اعتماداً على رؤيتنا إلى إسرائيل، هل هي فاعل عالمي مستقل؟ أم ذراع للولايات المتحدة؟ أم قوة إقليمية حسبما تدعي دائمًا؟

بالنسبة إلى روسيا، تعتبر الصين شريكاً رئيسياً، لكن الصين فائز استراتيجي بغض النظر عمَّا ستؤول إليه الحرب؛ حيث يزداد الاعتماد الروسي على الصين في عدة مجالات. بالطبع لا يُعتبَر هذا الموقف مثالياً بالنسبة إلى لصين، لكنه فرصة لمراجعة النظام الأمني العالمي وتحدي الولايات المتحدة باعتبارها قوة عظمى، وبناء نظام جديد متعدد الأطراف بقيادة الصين؛ حيث تتطلع الصين إلى أن تكون القوة المهيمنة بحلول عام 2049. ونرى هذه الخطط تتحقَّق بالفعل في المجال التكنولوجي والتكنولوجيات العسكرية، ونرى الفجوة بينها وبين الولايات المتحدة تتراجع.

3– ضعف رد الفعل الغربي في مواجهة تحركات روسيا: بحسب المتحدث الرئيسي، فإن رؤية بوتين للشعب الأوكراني، تقوم على إنكاره أنهم كيان وشعب مستقل لديه لغته الخاصة وتاريخه؛ ما دفعه إلى محاولة ضم أوكرانيا إلى الأراضي الروسية.. وعلى الرغم من أن هذا الموضوع ليس جديداً – فقد شهدنا ضم جزيرة القرم في 2014، وغزو الأراضي الشرقية لأوكرانيا، مع وجود دليل على أن الانفصاليين هناك تدرَّبوا على أيدي روسيا – فإن حالة الصراع اليوم اختبرت قدرات روسيا، وكذلك اختبرت رد الفعل الغربي، وقد كان رد الفعل الغربي ضعيفاً للغاية وإن كان هناك بعض المقترحات التي قُدِّمت من دول مثل ألمانيا وفرنسا بصيغة نورماندي، وتشمل دعوة روسيا وأوكرانيا إلى المحادثات.

4– مساعي كييف لتدعيم قوتها العسكرية خلال الحرب: أوضح المتحدث الرئيسي أنه يوجد الآن مأزق على خطوط القتال، وأضاف: "أعتقد أن هذا الوضع سيستمر خلال النصف الأول من العام المقبل، حتى الربيع، بحلول أبريل أو مايو 2024؛ حيث تستجمع أوكرانيا قواتها مرة أخرى لصد الهجمة الروسية القادمة التي تخطط موسكو لها وتُحضِّر لها منذ فترة، وشهدنا ذلك في التعبئة المستمرة على مدار أشهر، واستثماراتها في الأسلحة، وعقد صفقات مع الصين وإيران في هذا الصدد".

5– رغبة "بوتين" في تحقيق إنجاز تاريخي خلال حقبته: وفق المتحدث الرئيسي، يعتقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الوقت حان لتحقيق شيء يتذكَّره التاريخ. هو شخص أناني للغاية ونرجسي، وحينما كان ضابط استخبارات، اشتكى منه زملاؤه بسبب نرجسيته؛ فهو يحاول الآن التلاعب بالتاريخ، ويحاول إعادة تشكيل الجمهورية الروسية، ويبدأ بأوكرانيا البلد الأضعف نسبياً، ويقول إنه لا مستقبل لروسيا بدون أوكرانيا.

6– تحول الوضع في أوكرانيا إلى "حرب استنزاف": اعتبر المتحدث الرئيسي أن فشل الخطة العسكرية الروسية في حسم الحرب وغياب الرؤية الاستراتيجية اتضح في الأسابيع الأولى، وسرعان ما تحولت العملية العسكرية إلى حرب استنزاف وظلت في الحالة نفسها حتى يومنا هذا؛ ما كان له تداعيات سلبية على كلا الطرفين، لكنه أشد خطراً بالنسبة إلى أوكرانيا؛ وذلك بسبب ضعف مواردها، على عكس روسيا التي تتمتع بموارد عسكرية أكبر من ناحية الأسلحة والقوات. أما أوكرانيا فتعاني من عجز في هذه الموارد، وخسرت الكثير من الأرواح والمعدات، لكن ذلك لا ينفي تحمُّل روسيا أيضاً الكثير من الخسائر.

7– استبعاد جدوى التفاوض بين روسيا وأوكرانيا في الحرب: وفق الممارسات الروسية التاريخية، بحسب المتحدث الرئيسي، فإنه إذا أظهرت دولة ضعفها يجب استغلال هذا الضعف. ولم يعترف الاتحاد السوفييتي سوى بالقوى العظمى مثل الولايات المتحدة أثناء الحرب الباردة. هذا الأمر مهم في المجال الدبلوماسي؛ حيث إن من الصعب التفاوض مع الروس؛ لأنهم دائماً يستغلون الفرص ونقاط الضعف لدى الطرف الآخر. إذن حل التفاوض غير قابل للتطبيق بين روسيا وأوكرانيا.

وقد استغل الروس ضعف الحالة السياسية في أوكرانيا؛ من رئيس ضعيف مستعد للتفاوض، واقتصاد متدهور، ومجتمع منقسم انقسامات عرقية. وأعتقد أن هذا تجلَّى بوضوح الآن. ومن ناحية أخرى، أدركت روسيا أنها تخسر المنافسة مع باقي القوى العظمى، وليس مع الولايات المتحدة فقط، بل أيضاً الصين والهند والقوى الصاعدة الأخرى. ويُشَار إلى أن هناك الكثير من الصناعات في روسيا قائمة على التكنولوجيا الغربية؛ إذ لم يكن نمو روسيا في هذه المجالات مستقلاً كما هو الحال مع الدول المتقدمة والدول النامية؛ حيث إن الدول المتقدمة هي التي تمتلك دائماً التقنيات المتطورة.

وختاماً، ذكر المتحدث الرئيسي أن مشكلة روسيا ليست في النظام الحاكم؛ حيث إن مستشاري بوتين من الجهات الأمنية الخاصة والقوات المسلحة، جميع هؤلاء يؤيدونه بشدة، وحتى إذا تم استبداله لأي سبب، لا نقول: بثورة شعبية، بل إذا تُوفي على سبيل المثال، فسيحمل القادة الجدد الفكر نفسه. أما روسيا فأي هزيمة في الحرب الحالية ستكون لها عواقب وخيمة خاصة بالنسبة إلى مجتمعها. ومن ثم لا يمكن لموسكو تخيُّل خسارة هذه الحرب، وتتطلع إلى أي مكسب في أوكرانيا؛ فإن لم يكن هذا المكسب متمثلاً في الاستيلاء على أراضٍ أوكرانية، فليكن لأوكرانيا – على الأقل – رئيس مُوالٍ لروسيا.

كيف يمكن فهم حالة الاستخبارات في القارة الأوروبية؟ (حلقة نقاشية)