إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية

بالتزامن مع معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2024، أطلق "إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية"، العدد الخامس من دورية "دراسات إنترريجونال"، تحت عنوان "المركز الآسيوي: ملامح التنافس الدولي على آسيا الوسطى". والدراسة من إعداد الدكتورة منى سليمان الباحثة الأولى غير المقيمة بإنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية، والخبيرة في العلاقات الدولية.وترسم الدراسة، من خلال ستة فصول تحليلية، خريطة تفصيلية معمقة لأهمية إقليم آسيا الوسطى؛ سياسياً واقتصادياً وعسكرياً، وطبيعة التفاعلات السياسية الإقليمية والدولية الراهنة بالإقليم، وخريطة القوى المتنافسة على النفوذ بالمنطقة، سواء القوى الإقليمية أو القوى الدولية، مع مناقشة وتحليل أبرز التهديدات الناجمة عن تلك التفاعلات التنافسية بين الفاعلين الدوليين والإقليميين، ومستقبل الإقليم في ظل التحولات الجيوسياسية الراهنة، وتصاعد التنافس الدولي عليه على كافة المستويات. وبحسب الدراسة، فإن إقليم آسيا الوسطى يُعَد من الأقاليم الواعدة في الساحة الآسيوية والدولية، وقد أسفرت التطورات السياسية خلال العامين الماضيين عن تغير المشهد الجيوسياسي به من حيث تصاعد أهميته بفعل توافر احتياطيات الطاقة، وقربه من أفغانستان حيث تتمركز التنظيمات الإرهابية، وارتباطه الوثيق بروسيا والصين الراغبتين في إزاحة واشنطن على قيادة النظام الدولي، فضلاً عن تصاعد التنافس الإقليمي والدولي من عدد من القوى الوازنة لتعزيز وجودها وبسط نفوذها به.وقد نوهت الدراسة بمواجهة دول آسيا الوسطى عدداً من التحديات الداخلية؛ أبرزها التغيرات المناخية والأزمات الاقتصادية، وتصاعد النزعات القومية، بيد أنها ستلتزم بمحددات العلاقات الداخلية البينية للحفاظ على الاستقرار الإقليمي في المديين المنظور والمتوسط؛ وذلك لتحقيق الهدف المشترك لها، وهو الحفاظ على استقرار الدولة، وتثبيت أركان النخب الحاكمة بها حالياً، بعد سلسلة من الاضطرابات التي شهدتها عام 2022 لمنع حدوث "ثورات ملونة" جديدة تعصف باستقرارها وتؤدي إلى عرقلة تطورها الاقتصادي وممرات النقل الإقليمي بها.واستعرضت الدراسة استراتيجيات دول آسيا الوسطى لنسج نموذج إقليمي مؤسسي خاص بها يعتمد على تحقيق مصالحها الاستراتيجية، وتحقيق التوازن في علاقاتها الخارجية مع مختلف القوى الإقليمية والدولية؛ وذلك في ضوء تصاعد حدة التنافس الإقليمي بين تركيا وإيران وإسرائيل على تنفيذ ممرات النقل الإقليمية تحديداً، وفي ضوء احتدام الاستقطاب الدولي بين روسيا والصين والولايات المتحدة الأمريكية، بما يمثل تحدياً لدول المنطقة نجحت في التعامل معه حتى الآن، بيد أنه ربما يؤدي إلى تحول المنطقة إلى ساحة "لتصفية الحسابات والمواجهة" بين تلك القوى، لا سيما في ظل تقاطع مصالحها في أقاليم أخرى كالشرق الأوسط وشرق المتوسط وجنوب شرق آسيا؛ ما يرشح آسيا الوسطى لأن تصبح ساحة جديدة صاعدة للمواجهات الإقليمية والدولية.يذكر أن سلسلة "دراسات إنترريجونال" هي دورية تصدر فصلياً عن "إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية"، في أبوظبي، تتناول أهم التحولات والقضايا الاستراتيجية الصاعدة في التفاعلات الإقليمية والدولية، بالمجالات الأمنية والسياسية والاقتصادية والتكنولوجية، وتأثيراتها على حالة الأقاليم في العالم.

إطلاق العدد الخامس من دورية "دراسات إنترريجونال"