إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية

عقدت لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي، جلسة استماع بعنوان "الدبلوماسية الأمريكية والقيادة العالمية: مراجعة طلب ميزانية وزارة الخارجية للسنة المالية 2025" في 21 مايو 2024؛ لمناقشة طلب ميزانية وزارة الخارجية للسنة المالية 2025؛ للتعامل مع التحديات التي تفرضها بعض الدول والتي تؤثر على مصالحها وأمنها القومي. وقد تحدث في جلسة الاستماع وزير الخارجية الأمريكي "أنتوني بلينكن". وقد ركَّز "بلينكن" خلال جلسة الاستماع على توضيح حالة التحالفات والشراكات الأمريكية، وبيان أهمية تعزيز القيادة العالمية للولايات المتحدة الأمريكية حتى تستطيع مواجهة الدول التي تؤثر على مصالحها.أعباء متزايدةدعم "بلينكن" وجهة نظره بضرورة زيادة ميزانية وزارة الخارجية الأمريكية بمجموعة من العوامل التي تتضح عبر ما يلي: 1– تصاعد التحديات التي تُقوِّض أمن الولايات المتحدة: أوضح "بلينكن" أن هناك جملة من التحديات التي تقوض أمن الولايات المتحدة؛ فعلى سبيل المثال، تسعى الصين إلى التفوق العسكري والاقتصادي والجيوسياسي، وذكر أن ما ترتكبه روسيا ضد أوكرانيا لا يعتبر عدواناً عليها فحسب، بل على المبادئ التي تقع في قلب ميثاق الأمم المتحدة، الذي يشمل السيادة والسلامة الإقليمية والاستقلال، وهي المبادئ التي تشكل اللبنات الأساسية للسلام والأمن العالميَّين.2– قيام الولايات المتحدة بدور كبير لمعالجة تبعات أزمة غزة: أشار وزير الخارجية الأمريكي إلى أن الإدارة الأمريكية وقفت بجانب إسرائيل في جهودها لضمان عدم تكرار ما حدث في السابع من أكتوبر 2023 مرةً أخرى، كما أنها تفعل كل ما لديها لوضع حد للمعاناة الإنسانية الرهيبة في غزة ومنع الصراع من الانتشار.3– الحاجة إلى قيادة جهود التعامل مع الأزمات الإنسانية في العالم: ذكر "بلينكن" أن هناك حاجة إلى قيادة الولايات المتحدة لمعالجة الأزمات الإنسانية في أماكن أخرى حول العالم، بما في ذلك السودان الذي نزح منه الملايين وقُتل الكثيرون، بجانب الأمن الغذائي والتغير المناخي والفساد العابر للحدود الوطنية، كما أوضح أن معالجة القضايا العالمية تتطلب دعم الكونجرس من أجل حلها والقضاء عليها؛ وذلك لأنه ليس من مقدور أي دولة أن تحلها بمفردها، وفق قوله.4– تمكين الولايات المتحدة من الحفاظ على شراكاتها وتحالفاتها: أوضح وزير الخارجية الأمريكي أن واشنطن قامت باستثمارات تاريخية في الداخل لتعزيز قدراتها التنافسية وبنيتها التحتية، كما قامت بتأمين تحالف غير مسبوق مع الشركاء الرئيسيين في أوروبا وآسيا وخارجها، بالإضافة إلى تقديمها مساعدات أمريكية أساسية لأوكرانيا، وحشدت المجتمع الدولي لتقاسم الأعباء؛ ففي مقابل كل دولار أرسلته في صورة مساعدات اقتصادية وتنموية، استثمر آخرون بشكل جماعي ثلاثة دولارات أخرى، على حد قوله.وأوضح "بلينكن" أن وزارة الخارجية في حاجة إلى زيارة ميزانيتها من أجل تحقيق الركيزتين الأساسيتين اللتين تسعى إليهما، وهما استمرار الولايات المتحدة في كونها الشريك المفضل الذي تلجأ إليه الدول عندما تحتاج إلى حل المشاكل الكبيرة، وزيادة التحالفات والشراكات مع الدول الحليفة لها؛ وذلك لكي تتغلب على منافسيها الاستراتيجيين مثل الصين، وإيران، وروسيا، وغيرها.5– عدم تضرر الوضع الداخلي نتيجة استثمارات واشنطن في الخارج: أوضح "بلينكن" أنه على الرغم من الاستثمارات الهائلة التي تقوم بها واشنطن في الخارج، فإن ذلك لا يأتي على حساب استثماراتها الداخلية؛ حيث إنها تنفق معظم المبالغ الإضافية في الولايات المتحدة؛ وذلك لبناء قاعدتها الصناعية الدفاعية، وخلق ودعم الآلاف من فرص العمل الأمريكية، ورأى أن المحافظة على هذا الزخم تتطلب ميزانية لوزارة الخارجية توفر الموارد الكاملة للاستجابة للتحديات التي تواجهها. احتياجات تمويليةأشار "بلينكن" إلى أن المقترحات المقدمة للكونجرس لزيارة ميزانية وزارة الخارجية الأمريكي للعام المالي 2025 تشمل:1– المطالبة بمليارَي دولار لإنشاء صندوق لدعم البنية التحتية في العالم: طالب "بلينكن" بمليارَي دولار لإنشاء صندوق جديد لبناء بنية تحتية مستدامة وعالية الجودة في جميع أنحاء العالم.2– الدعوة إلى تخصيص مبلغ 1.7 مليار دولار للمنظمات الدولية: دعا "بلينكن" إلى تخصيص مبلغ 1.7 مليار دولار للمنظمات الدولية، بما في ذلك الأمم المتحدة، ومنظمة التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ .(APEC)3– تخصيص 500 مليون دولار لتوفير تقنيات رقمية حول العالم: طالب "بلينكن" بمبلغ 500 مليون دولار لمنح المزيد من الأشخاص حول العالم إمكانية الوصول إلى الإنترنت الآمن والتقنيات الرقمية؛ الأمر الذي سيدعم الاقتصاد الأمريكي.4– تمويل التبادلات التعليمية والثقافية لوزارة الخارجية بالكامل: تمثَّل المقترح الأخير لـ"بلينكن" في تمويل التبادلات التعليمية والثقافية لوزارة الخارجية بالكامل.وفي الختام، خلصت جلسة الاستماع إلى أن هناك حاجة ضرورية وملحة لزيادة ميزانية وزارة الخارجية الأمريكية؛ وذلك لكي تستطيع معالجة أولويات السياسة الخارجية الأكثر إلحاحاً في العام المقبل، ولكي تضع الأساس لقيادة أمريكية قوية في السنوات المقبلة، وأن أي تأخير في ذلك سيُقوِّض أمنها القومي، وسيُضعِف قدراتها في تلبية احتياجات الشعب الأمريكي.

ما دوافع مُطالَبات زيادة ميزانية وزارة الخارجية الأمريكية؟