إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية


        
<p><strong>نشرت صحيفة "العرب" الصادرة في لندن، تقريراً حول دراسة صادرة عن "إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية" بعنوان "</strong><strong>Shadow Economics</strong><strong>: ملامح البنية المالية للجماعات المسلحة من غير الدول" للباحثة سهير الشربيني؛ حيث تلجأ الجماعات المسلحة إلى تبني مجموعة متنوعة من أساليب التمويل لدعم مقاتليها، وهو ما يطلق عليه أيضاً اقتصادات الحرب غير القانونية، من خلال تدريبهم على القيام بأنشطة إجرامية، كالسطو على البنوك، والإيرادات المحصلة من السيطرة على الموارد الطبيعية، والفدية، وتحويلات المغتربين، والضرائب، والابتزاز.</strong></p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>وبحسب الصحيفة، "رأت الشربيني أن الفاعلين المسلحين من غير الدول، المعروفين أيضاً باسم الفاعلين غير الحكوميين العنيفين، هم "أفراد أو مجموعات مستقلة كلياً أو جزئياً عن الحكومات، يهددون أو يستخدمون العنف لتحقيق أهدافهم". وتختلف الجهات المسلحة من غير الدول بشكل كبير في أهدافها وحجمها وأساليبها؛ إذ يندرج تحت مظلتها عدد من الأنواع، كالجماعات المتمردة، والميليشيات والتنظيمات التي يقودها أمراء الحرب القبليون، والشبكات الإجرامية والجماعات الإرهابية المسلحة، ممن لديها القدرة بشكل متزايد على زعزعة أو تقويض أو منع عمليات السلام وبناء الدولة بصورة تامة؛ ما يؤدي إلى دورات متكررة من العنف وانتهاك حقوق الإنسان.</strong></p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>ولعل القوة المتزايدة التي أضحى الفاعلون المسلحون من غير الدول يمتلكونها خلال العقدين الماضيين، باتت "دينامية بالغة التعقيد والأهمية في النظام الدولي" في الوقت الراهن؛ حيث ظهرت بفعل توسُّع تلك الجماعات والتنظيمات والشبكات، اقتصادات حرب غير قانونية، تُوفِّر سبل العيش لها، وتُمكِّنها من إضعاف الحكومات الشرعية، عبر ممارسة العديد من الأنشطة المهدِّدة للاستقرار. وفي هذا الصدد، يمكن تقسيم الفاعلين المسلحين من غير الدول، على أساس الأيديولوجيا، إلى قسمين: الأول– الفاعلون المسلحون غير المؤدلجين، الذين ليس لديهم مرجعية دينية أو أيديولوجية تدفعهم نحو استخدام العنف، بل تدفعهم المصالح المادية فحسب، وهم كالتالي: عصابات المخدرات والمنظمات الإجرامية، والحركات المتمردة، وقراصنة الممرات البحرية، والشركات العسكرية الخاصة، وحركات التحرر الوطني، والجماعات شبه العسكرية، وأمراء الحرب.</strong></p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>ويتمثل القسم الثاني في الجماعات الدينية أو الأيديولوجية، وهي جماعات وتنظيمات تتبنى العنف المسلح باعتباره واجباً أخلاقياً أو مقدساً. ومن السمات التي تميزها عن الفواعل المسلحين الآخرين، الأصل الأيديولوجي والتنظيمي للحركة أو الجماعة؛ إذ يعكس ذلك بشكل أكثر دقةً، حقيقة أن الحركة لم تَعُد محصورة في الشبكات الجهادية المخضرمة، التي ظهرت في سياق الجهاد ضد السوفييت في أفغانستان، وشكَّلت نواة تنظيم القاعدة. ومن ناحية أخرى، تمثل الجماعات المسلحة الأوسع نوعاً جديداً من التنظيمات الدينية، التي يشار إليها بشكل متكرر، لا سيما في الأدبيات الغربية، باسم "الجهاد العالمي" أو "الجهاد السلفي العالمي" أو "التيار الجهادي السلفي".</strong></p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>وأشارت الشربيني إلى أنه "بالرغم من رحابة نطاق مصادر التمويل المختلفة التي يمكن للجماعات المسلحة الاستفادة منها، فإن تمويل الجماعات المسلحة يعتمد بطبيعته على أنواع محددة من التمويل انطلاقاً من أهداف ودوافع تلك الجماعات؛ فمثلاً، قد تحصل الجماعات المسلحة من غير الدول التي لديها أنشطة تطوعية على الدعم المالي من الجمعيات التطوعية المرتبطة بها، فيما قد تلجأ الجماعات المسلحة التي ليس لديها دعم طوعي من أي جمعيات إلى النشاط الإجرامي أو السلوك العدواني لتمويل نفسها".</strong></p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>وتطرقت الشربيني إلى مصادر تمويل بعض الجماعات المسلحة باعتبارها نماذج تطبيقية وهي: تنظيم داعش، وطالبان أفغانستان، وتنظيم القاعدة وميليشيا الحوثي، وقالت عن تنظيم داعش إنه على مدى السنوات القليلة الماضية، تمكن من تنمية حجم موارده المالية بصورة هائلة، حتى قدرت قيمتها بنحو مليارَي دولار أمريكي، وهو ما أهَّل التنظيم للحصول على لقب أغنى منظمة إرهابية في العالم. وقد اتجه تنظيم داعش في إطار سعيه لتضخيم ثروته إلى عدة مصادر: الابتزاز على خطوط إمداد النفط، والتبرعات المحلية والضرائب، والاختطاف مقابل الفدية، وإعادة تدوير ثروات التنظيم، والتوسع في غسيل الأموال وجمع التبرعات بدعاوى إنسانية.</strong></p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>وعن ميليشيا الحوثي لفتت الشربيني إلى أن اقتصاد الميليشيات الشيعية الموالية لإيران يُعرَّف بأنه اقتصاد موازٍ غير نظامي، ليس لديه أطر تنظيمية وقانونية، على عكس اقتصاد الدولة، وهو كذلك "كل نشاط اقتصادي أو ربحي، منظم أو غير منظم، شرعي أو غير شرعي، ويضم فرض الضرائب غير القانونية، والتجارة غير الشرعية، كتجارة المخدرات والتهريب وبيع السلع في السوق السوداء بأقل من أسعارها الحقيقية… إلى آخره من الأنشطة غير القانونية. وتعتبر ميليشيا الحوثي من أهم الميليشيات الموالية لإيران، وقد أتاحت الحرب المستمرة في اليمن فرصاً واسعة لها للبحث عن مصادر دخل وتمويل تسهم في دعم جهودها الحربية، ومن أهم هذه المصادر تحصيل الجمارك، وفرض وجمع الضرائب، وجمع التبرعات، وزكاة الخمس والتمويل الخارجي".</strong></p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>وحللت الشربيني عدداً من الاستراتيجيات والتوصيات التي يمكن الاعتماد عليها في تجفيف منابع الإرهاب، ومنها فك الارتباط بين المسلحين وعصابات الجريمة المنظمة، وأوضحت أنه "نظراً إلى ارتباط الجماعات المسلحة بعصابات الجريمة المنظمة، واعتماد الأولى على الأخيرة في الحصول على مصادر تمويل، أو حتى استكشاف المناطق التي بها ثغرات يمكن من خلالها للجماعات المسلحة تنفيذ عمليات مسلحة للسيطرة على المدنيين والموارد الموجودة بها؛ فإنه من الجيد أن يبحث صُنَّاع القرار في استهداف الصلة بين كل طرف منهما، وتفكيك العلاقة الترابطية بينهما، واستهداف الموارد التي يتحصَّلان عليها، حتى يرى كلُّ طرفٍ منهما خطورة استكمال ارتباطه بالآخر، بما يصب في النهاية في صالح منع الجماعات المسلحة من الاستفادة من الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية".</strong></p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong><span class="has-inline-color has-vivid-red-color">المصدر:</span></strong></p>



<p>محمد الحمامصي، اقتصادات الحرب غير القانونية تغذي سطوة الجماعات المسلحة، <strong>صحيفة العرب</strong>، لندن، 7 أغسطس 2023، متاح على الرابط التالي: <a href="https://alarab.news/sites/default/files/2023-08/06_4.pdf">https://alarab.news/sites/default/files/2023-08/06_4.pdf</a></p>

      

اهتمام صحفي بدراسة "إنترريجونال" حول اقتصادات الظلّ