إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية


        
<p><strong>قدَّمت صحيفة "المشهد"، في عددها الأسبوعي، تقريراً من إعداد الكاتب الصحفي أ. محمد الحمامصي، حول دراسة صادرة عن "إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية" بعنوان "الصراعات المتشابكة: تداعيات الترابط بين النزاعات الإقليمية والعالمية"، للباحث أحمد عدلي رئيس تحرير مرصد "إنترريجونال".</strong> <strong>وقد أشارت الصحيفة إلى أن هذه الدراسة "تحاول معالجة ظاهرة قد تبدو جديدة بالنسبة لأبرز الصراعات الدائرة في العالم في الوقت الراهن، وهي ظاهرة الترابط؛ حيث تحاول استعراض المؤشرات التي تدلل على وجود علاقات ارتباط بين الصراعات، وأسباب حدوث هذه الظاهرة، وأبرز تداعياتها. وتستعين الدراسة بشكل أساسي بخمسة صراعات أساسية، هي الصراعات القائمة في كل من سوريا والعراق واليمن وليبيا وأوكرانيا؛ لمعالجة الظاهرة محل البحث والتحليل".</strong></p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>ووفق الصحيفة "يستعرض عدلي مؤشرات دالة عديدة على هذه الظاهرة الترابطية بين الصراعات، ومنها التكامل العسكري بين البؤر الصراعية؛ حيث إن الأبعاد العسكرية هي المؤشرات الأكثر وضوحاً لإظهار مدى الترابط بين الصراعات، ويُدرِج تحت هذه النقطِ دورانَ المقاتلين من صراع إلى صراع آخر، موضحاً أن العديد من الأطراف المنخرطة في صراعات إقليمية ودولية حرصت، على مدار السنوات الأخيرة، على استقدام مقاتلين موالين لها في أحد الصراعات للمشارَكة في صراع آخر، بما يمكن تسميته بظاهرة "دوران المقاتلين". ويُعتبَر المرتزقة السوريون المثال الأشهر على ذلك؛ حيث وظَّفتهم تركيا بكثافة في بؤر الصراعات التي تنخرط فيها، على غرار ما حدث في صراعَي ليبيا وإقليم ناجورنو كاراباخ بين أذربيجان وأرمينيا، بشكل حوَّل ذلك الأمر إلى ظاهرة شبيهة بالحالة الأشهر في الإقليم، وهي اعتماد إيران على ميليشيات مسلحة يعملون كوكلاء لها في الساحات التي تحاول طهران خلق نفوذ لها فيها".</strong></p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>وحول تعقُّد واستدامة الأزمات والصراعات بالقياس بالدول الخمسة محل الدراسة، يشير عدلي إلى أن جميع الجهود التي بُذِلت لحل الصراع السوري على مدار السنوات الماضية، فشلت جميعها في التوصل إلى حل رغم تعدُّد المنصات التي سعت إلى ذلك، مثل منصات جنيف والأستانة وسوتشي. وثمَّة تناقض صارخ في الحالة السورية على وجه التحديد؛ حيث تقوم دول عديدة برعاية تحركات تستهدف التوصل إلى حل سياسي، في حين أن تحرُّكات هذه الدول على الأرض في سوريا تؤكد استحالة التوصل إلى حل سياسي، أو أنه ليس من مصلحة تلك الدول التوصُّل إلى حل من الأساس، ما لم يحفظ لها هذا الحل مصالحها.</strong></p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>ونُلاحِظ في هذا الصدد أن نموذج التعاون الثلاثي الذي برز بين روسيا وتركيا وإيران في سوريا، في السنوات الأخيرة، تحكمه الصيغة التكتيكية، وليس الاستراتيجية؛ حيث تُؤمِن الأطراف الثلاثة بأن هذا التعاون تمَّ في ظروف ولأسباب معينة، على رأسها معارضتُها التحرُّكات الأمريكية في سوريا، ومن ثم سينفضُّ هذا التحالف عاجلاً أم آجلاً ما دامت دوافعه مصلحيةً ووقتيةً.</strong> <strong>وبحسب الصحيفة، فإن الدراسة قد خلصت إلى أنه "دائماً ما تندلع الصراعات في دول أو مناطق تتسم بالهشاشة الشديدة. وتشمل تلك الهشاشةُ الدولةَ والمجتمعَ على حدٍّ سواء. وتُوفِّر هذه الأوضاع فرصة للأطراف التي تستفيد من ربط الصراعات بعضها ببعض لتحقيق أهدافها من وراء ذلك؛ حيث لا تجد هذه الأطراف مقاومةً رسميةً أو شعبيةً لخططها ولتحركاتها.</strong></p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>وتتمثَّل أبرز المؤشرات المُعبِّرة عن الهشاشة في بؤر الصراعات، في غياب التماسك المجتمعي أو العرقي، كما تعاني البؤر التي تُعايِش صراعات في الغالب أوضاعاً سياسيةً غير مستقرة نتيجة الخلافات الممتدة على السلطة بداخلها؛ حيث يوفر غياب الاستقرار السياسي مناخاً داعماً لحدوث مثل هذه الصراعات، سواء بين أطراف داخل الدولة أو بين الدولة ودولة أخرى، فضلاً عن عجز الدولة عن القيام بوظائفها الأساسية.</strong> <strong>كما يوجد حضور واسع لمن يُعرَفون باسم "مُفسِدي السلام" في الصراعات الحالية، ويُشَار إليهم بأنهم من تَثبُت عرقلتُهم المتعمدة لمحاولة إنهاء الصراعات وبلوغ السلام. ويُخلِّف كل صراع تداعيات سلبية خطيرة على مستويات ثلاثة: على المستوى المحلي؛ حيث الموقع الذي يجري فيه الصراع، وعلى المستويَين الإقليمي والدولي. وبطبيعة الحال، فإن حجم التداعيات على المستوى المحلي أكبر من نظيرتها على المستوى الإقليمي الذي تكون التداعيات فيه أكبر من المستوى الدولي. </strong></p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong><span class="has-inline-color has-vivid-red-color">المصدر:</span></strong></p>



<p>محمد الحمامصي، أحمد عدلي: "تدوير المقاتلين" مؤشر صراعات مترابطة يطيل أمدها "مفسدو السلام"، <strong>صحيفة "المشهد"،</strong> 3 أغسطس 2023، متاح على الرابط التالي: <a href="https://www.elmashhad.online/Post/details/153729">https://www.elmashhad.online/Post/details/153729</a></p>

      

عرض صحفي لدراسة "إنترريجونال" حول الصراعات المتشابكة