إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية


        
<p>قدمت دورية "<a href="https://araa.sa/index.php?option=com_content&amp;view=article&amp;id=6665&amp;catid=4679&amp;Itemid=172">آراء حول الخليج</a>" التي يصدرها مركز الخليج للأبحاث، ومقره جدة بالمملكة العربية السعودية، وكامبريدج بالمملكة المتحدة، في عددها رقم "188"، مراجعة أكاديمية لكتاب "القارة الغامضة: كيف يمكن فهم أمريكا اللاتينية؟" الذي أعدته د. صدفة محمد محمود؛ الخبيرة في شؤون أمريكا اللاتينية والكاريبي، والباحثة الأولى غير المقيمة بـ "إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية".</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p>وأوضحت مراجعة "آراء حول الخليج"، أن الكتاب يسبر أغوار قارة أمريكا اللاتينية، من خلال ثمانية فصول تُلقي الضوء على الاتجاهات والظواهر المؤثرة في تفاعلات المنطقة، والقوى والأطراف الفاعلة، والهيكل الاقتصادي، إضافة إلى التكتلات والتجمعات الإقليمية، وكذلك خريطة العلاقات الخارجية لدول أمريكا اللاتينية مع القوى الكبرى، بجانب العوامل المحددة لمستقبل القارة خلال الألفية الثالثة.</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p>ووفقاً لمراجعة "آراء حول الخليج"، فإن الكتاب يناقش إشكالية قصور الرؤى السائدة بشأن أمريكا اللاتينية؛ إذ تميل المنشورات الوفيرة حول تحولات الاقتصاد العالمي والسياسة الدولية إلى تصوير القارة باعتبار أنها تحتل موقعاً هامشياً في النظام الدولي، والنظر إليها كـ"تابع" لـ"مهيمن".</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p>وشددت المراجعة الأكاديمية لـ"آراء حول الخليج"، على أن "د. صدفة" أوضحت في كتابها أن ذلك يعود جزئياً إلى تركيز اهتمام عدد كبير من وسائل الإعلام ومراكز الفكر الغربية على ما تشهده دولها من أوضاع عدم الاستقرار وارتفاع معدلات الجريمة والعنف وانتشار المخدرات. وبالرغم من صحة بعض هذه الرؤى، فإنها لا تقدم تصوراً دقيقاً لما يدور في نصف الكرة الغربي، من تحولات عميقة، كما أنها لا ُتعبر بشكل صادق عن مغزى التفاعلات الداخلية والإقليمية والدولية لبلدان المنطقة.</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p>ويفترض الكتاب، وفقاً لمراجعة "آراء حول الخليج" أن أمريكا اللاتينية تمثل نموذجاً مميزاً، لكونها المنطقة الوحيدة في العالم التي تجمع بين الأنظمة الديمقراطية في جميع البلدان تقريباً مع قطاعات كبيرة من سكانها الذين يعيشون في فقر، ويشير ذلك إلى أن ثمة تعقداً في المشهد الداخلي في بلدان أمريكا القارة، في ظل ما تعانيه من أزمات اقتصادية واجتماعية وسياسية حادة، وهذا التعقد تزامن مع تنامي الضغوط الدولية التي تتعرض لها بلدان المنطقة، في ظل تفاقم حالة التنافس بين القوى الكبرى في العالم.</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p>ويخلص الكتاب، بحسب مراجعة دورية مركز الخليج للأبحاث، إلى أنه بالرغم من معاناة أمريكا اللاتينية من ضعف التكامل الإقليمي، والعديد من الأزمات الهيكلية، فإن القارة يتوافر لديها إمكانيات واعدة لتحقيق النمو الاقتصادي السريع والمستدام، خاصة الموارد الطبيعية الاستراتيجية، إضافة إلى امتلاكها احتياطات ضخمة من النفط والغاز الطبيعي، مع وجود فرص واعدة لنمو الاقتصاد القائم على المعرفة والإبداع وكذلك المستند إلى حماية المحيطات ومصادر المياه والهيدروجين الأخضر.</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p>ويؤكد الكتاب كذلك حاجة بلدان أمريكا اللاتينية والكاريبي بشكل متزايد إلى إرساء الأسس لنمو ديناميكي وشامل ومستدام، من خلال مواجهة التحديات الطويلة الأمد في البنية التحتية والتعليم والابتكار وكفاءة الإنفاق بإصلاح السياسات التي تعالج أيضاً آثار تغير المناخ والاستفادة من الفرص الهائلة للنمو والتحول إلى اقتصادات أكثر استدامة، وهو ما يمكن تحقيقه، بحسب الكتاب، من خلال زيادة الاستثمار في التعليم والبنية التحتية وسيادة القانون إضافة إلى تعزيز أسس التكامل الإقليمي.</p>

      

مراجعة كتاب "القارة الغامضة" بدورية مركز الخليج للأبحاث