إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية

أصدر "إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية" ثمانية كتب جديدة تتناول أهم القضايا الاستراتيجية الكبرى ذات التأثيرات المركبة والممتدة عبر أقاليم العالم في المجالات الأمنية والعسكرية والسياسية والاقتصادية والتكنولوجية. وجاء الكتاب الأول بعنوان "القرن الصيني: كيف تسعى بكين إلى إعادة تشكيل النظام الدولي؟"، وهو الكتاب الذي يتناول، عبر عشرة فصول، أهم ملامح وتحولات السياسة الصينية في ظل مساعي بكين لتعزيز حضورها في النظام الدولي وإعادة تشكيل هذا النظام وفقاً لرؤيتها، وهو الأمر الذي يفرض تحدياً للولايات المتحدة، لا سيما أن بكين تتبنى رؤية مغايرة للنظام الدولي والمبادئ المهيمنة على العلاقات الدولية؛ إذ ترفض المبادئ التي تطرحها الدول الغربية بقيادة واشنطن، كمبدأ التدخل، ونشر الديمقراطية، ناهيك عن تحالفها مع موسكو لتغيير بنية النظام القائم. ومن هذا المنطلق، يستعرض الكتاب ديناميات السياسة الصينية في أقاليم مختلفة تتقاطع فيها مصالح بكين، وفي الوقت ذاته تضغط على المكانة الأمريكية.ويتناول الكتاب المعنون بـ"المراجعة المتكاملة: استراتيجيات استعادة النفوذ البريطاني في النظام العالمي" ملامح التحركات البريطانية على الساحة الدولية في السنوات الأخيرة؛ حيث تسعى لندن إلى تعزيز نفوذها العالمي، وخصوصاً بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي. وربما كان التوظيف للأداة العسكرية ملمحاً مهماً للسياسة البريطانية في السنوات الماضية؛ إذ ازداد الانخراط العسكري لبريطانيا في مناطق مختلفة؛ على رأسها أوكرانيا والبحر الأحمر ضد الحوثيين، وجويانا في أمريكا اللاتينية ضد فنزويلا. هذا التوسع في استخدام الأداة العسكرية، يعكس – في جانب منه – مساعي لندن لتعزيز دورها على الساحة الدولية، وإعادة تقديم نفسها طرفاً مؤثراً في التفاعلات العالمية، ناهيك عن محاولة بريطانيا الحصول على المزيد من المكاسب الاقتصادية لتعويض الخسائر المترتبة على الخروج من الاتحاد الأوروبي.ويستعرض كتاب "الرابطة الأطلسية: سياسات حلف الناتو لمواجهة الاضطرابات العالمية" سياسات حلف الناتو في السنوات الأخيرة ومساعيه للتفاعل مع الاضطرابات القائمة في النظام الدولي؛ إذ شكلت الحرب الأوكرانية لحظة مواتية للحلف من أجل تعزيز حضوره على الساحة العالمية، فعمل الحلف على توسيع عضويته وضم أعضاء جدد (فنلندا والسويد)، كما بدأ يمدد تحركاته في مناطق وبؤر جديدة على غرار منطقة القوقاز التي تحظى بأهمية جيوسياسية واستراتيجية، خاصة عقب انفصالها عن الاتحاد السوفييتي في بداية تسعينيات القرن الماضي، وهو ما جعلها في طليعة اهتمامات السياسة الخارجية للقوى العالمية؛ وذلك بهدف محاولة تحجيم النفوذ الروسي في المنطقة، فضلاً عن تمتعها بموقع استراتيجي على مفترق الطرق بين أوروبا وآسيا والشرق الأوسط، ناهيك عن كونها موطناً لعدد من خطوط أنابيب النفط والغاز الطبيعي، كما تصاعد اهتمام الحلف بالوجود في آسيا؛ حيث التنافس المتزايد مع الصين، عبر التقارب مع بعض الأطراف الرئيسية هناك على غرار اليابان.وذلك فيما تنطلق الإصدارة المعنونة بـ"AI Governance: الاتجاهات العالمية لتنظيم الذكاء الاصطناعي" من فرضية مفادها أن التوسع في استخدامات الذكاء الاصطناعي والطفرة الحادثة في هذا المجال، استدعى تحديات عديدة للحكومات، وهو الأمر الذي دفع الدول إلى البحث عن آليات لتنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي ومحاولة تحييد آثاره السلبية. ولعل هذا ما اتضح في الاتفاق الذي توصلت إليه الدول الرائدة والقوى التكنولوجية، في نوفمبر 2023، بالمملكة المتحدة في بلتشلي بارك، الذي أكد أهمية التعاون والتنسيق الدولي لتعزيز الاستفادة من الذكاء الاصطناعي ومواجهة الأخطار التي يفرضها. ولكن من المؤكد أن جهود تنظيم الذكاء الاصطناعي تواجه تحديات رئيسية في ضوء تسارع وتيرة انتشار الذكاء الاصطناعي وتزايد مستخدميها، وتصاعد نفوذ شركات التكنولوجيا.ويشير كتاب "التيار العائد: تصاعد نفوذ اليمين المتطرف في السياسة العالمية" إلى أن السياق الدولي الراهن شاهد تصاعداً ملحوظاً في نفوذ اليمين المتطرف في مناطق عديدة؛ وذلك في ظل قدرة القوى اليمينية على الترويج لخطابها واستقطاب قطاعات مختلفة؛ فعلى امتداد المجتمعات الأوروبية، على سبيل المثال، باتت القوى اليمينية أكثر نفوذاً وقادرة على المنافسة الانتخابية في ظل تحولات المزاج العام للناخبين، واستيائهم من عدد من الأزمات والقضايا الداخلية، وفي مقدمتها قضية اللاجئين، والاعتقاد بأنهم تهديد أمني واقتصادي وثقافي، كما أن ارتفاع أسعار الطاقة الناجم عن حرب أوكرانيا والعقوبات المفروضة على النفط الروسي شكلت عوامل رئيسية داعم لفرص القوى اليمينية.ويحلل كتاب "صراع الانتخابات: تأثير الاستحقاقات السياسية في التفاعلات الدولية" تأثير الانتخابات على التفاعلات الدولية في ظل إجراء العديد من الانتخابات خلال عام 2024 في العديد من الدول. وبالرغم من تباين العوامل الاقتصادية والسياسية المؤثرة في كل استحقاق انتخابي، فإن ما يجمع هذه الانتخابات أنها تأتي بالتزامن مع تصاعد أزمات دولية وصراعات حادة، على غرار الحرب الأوكرانية، وهو ما يدفع نحو تأثيرات محتملة لهذه الاستحقاقات على السياسة العالمية؛ فربما تدفع الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وخاصةً في حال وصول ترامب إلى البيت الأبيض، نحو إضعاف موقف كييف في الحرب، وتثير مخاوف الدول الأوروبية لتدفعها نحو البحث عن آليات لتعزيز استقلالها الدفاعي. والأمر ذاته يظهر في الانتخابات التي تجري في عدد من الدول الآسيوية التي تعيد تشكيل التوازنات الدولية في الهندوباسيفيك وديناميات التنافس بين واشنطن وبكين.ويتعرض كتاب "أرض الأزمات: التحولات الاستراتيجية في القرن الأفريقي" لأبعاد التفاعلات في منطقة القرن الأفريقي انطلاقاً من تصاعد الأهمية الاستراتيجية للمنطقة، وتزايد حدة التنافس الدولي في المنطقة، في ظل اهتمام قوى دولية عديدة بتعميق نفوذها في القارة الأفريقية. وبموازاة هذا التنافس الدولي على النفوذ، تعرضت منطقة القرن الأفريقي لتحديات عديدة؛ في مقدمتها تفاقم التوترات بين دول المنطقة. ولعل النموذج الأبرز على ذلك التوترات بين الصومال وإثيوبيا عقب توصل الأخيرة في يناير 2024 إلى اتفاق مبدئي مع إقليم أرض الصومال يسمح لأديس أبابا باستئجار نحو 20 كيلومتراً مربعاً بالقرب من ميناء بربرة لمدة 50 عاماً، تمهيداً لإقامة ميناء بحري وقاعدة عسكرية إثيوبية تجارية. علاوة على ذلك تستمر التحديات الأمنية في المنطقة في ظل الصراعات الداخلية وكذلك النشاط الإرهابي المتصاعد.كما صدر كتاب باللغة الإنجليزية بعنوان (Future Wars: Expected Transformations in Advanced Weaponry Systems)، وهو يلقي الضوء على التطورات الحادثة في منظومات التسلح، وتأثيرها على مستقبل الحروب؛ إذ تزايد الاعتماد على المسيرات التي باتت بمنزلة "سلاح ثوري" (A revolutionary weapon)، وخاصةً مع التطورات في تقنيات المسيرات وظهور المسيرات الانتحارية التي أفضى توافرها وانخفاض تكلفتها إلى مضاعفة قوة الدول، ويزود الجهات الفاعلة غير الحكومية بوسائل جديدة للهجوم. وعلى مستوى آخر أصبحت الحروب تشهد محاولات متسارعة لإعادة تفعيل أدوار بعض الأسلحة التقليدية مثل الدبابات؛ حيث تعمل الدول على تعزيز الدفاعات الخاصة بالدبابات، وتطوير دبابات غير مأهولة، وكذلك دبابات قادرة على إصلاح نفسها وتشخيص الأعطاب التي تتعرض لها (resilient weapon system)، وكذلك طرح دبابات قادرة على التمويه والمناورة، وتزويد الدبابات بنظام قتالي متكامل يتضمَّن الرقابة والاتصال وتقديم رؤية أوسع لميدان المعركة، كما شكلت التطورات التكنولوجية هي الأخرى ملمحاً مهماً في مشهد الحروب الحديثة؛ فالكثير من الدول أصبحت تتجه نحو دمج الذكاء الاصطناعي في الأنظمة التسليحية المختلفة، والعمل على تقليل حضور العامل البشري.

إصدار ثمانية أعداد جديدة من سلسلة كتب إنترريجونال