إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية

نشرت صحيفة "المشهد" تقريراً تحليلياً مفصلاً لمراجعة كتاب "الانحسار الأمريكي: أزمات الداخل والمكانة العالمية للولايات المتحدة"، المُحرَّر من قِبَل الأستاذ محمد بسيوني عبد الحليم رئيس تحرير سلسلة "كتب إنترريجونال"، والمكون من 10 فصول، شارك في إعدادها مجموعة من الخبراء والباحثين المهتمين بالشأن الأمريكي والعلاقات الدولية، وتناول ملامح التفاعلات الداخلية والخارجية للولايات المتحدة في اللحظة الراهنة، التي تنطوي على إرهاصات لتحولات راديكالية في النظام الدولي القائم، وأثار مجموعة من التساؤلات حول مدى جاهزية الولايات المتحدة للتعامل مع تلك التحولات، وحدود قدرتها على مقاومة طموحات "القوى التعديلية" الساعية إلى تغيير بنية النظام، وتقليص النفوذ والمكانة الأمريكية.ووفقاً لعرض صحيفة المشهد، ذهب محرر الكتاب محمد بسيوني عبد الحليم، إلى أنه على الصعيد الخارجي، كرَّست التدخلات العسكرية الأمريكية لفكرة الإمبريالية الأمريكية، التي تستهدف تحقيق مصالح سياسية واقتصادية، وليس نشر مبادئ الديمقراطية والحرية، كما استعرضت الصحيفة مقتطفات مما ذهب إليه الخبراء والباحثون المشاركون في إعداد كتاب "الانحسار الأمريكي"، وهم د. يوسف داوود، د. رغدة البهي، عمرو عبد العاطي، سهير الشربيني، ياسمين أيمن، عبد المجيد أبو العلا، ميرال حسين، دينا حلمي، أسماء الصفتي.فبحسب عرض المشهد، يؤكد الخبير في العلاقات الدولية د. يوسف داوود، أنه بالرغم من المكانة المتميزة لمؤسسة الرئاسة في النظام السياسي الأمريكي الذي يتم الترويج له بأنه "النظام الرئاسي" القياسي في نظرية النظم المقارنة؛ فإن مجموعة من الأزمات والتحديات الداخلية والخارجية تُظهِر أن هذه المكانة في حالة إثبات وجود بشكل مستمر، فيما ترى الباحثة في العلوم السياسية والمنسقة بإدارة العلاقات الخارجية بالبرلمان العربي ياسمين أيمن، أن تنامي الشعبوية وزيادة الاستقطاب الحزبي في الولايات المتحدة، نجم بشكل ما عن فشل الرأسمالية في تحسين حياة ملايين الأفراد، وهو ما أكد للأفراد أن النخبة الحاكمة الأمريكية تحتاج إلى تغيير.بينما توضح الباحثة المتخصصة في الشأن الأمريكي ميرال حسين أن العنف المسلح يُعَد مرضاً مزمناً في الولايات المتحدة؛ وذلك بسبب تفاعله مع ثقافة السلاح، والحقوق الفردية، وجماعات المصالح، والسياسات الحزبية. وفي تحليلها تتوقف دينا حلمي الباحثة بمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار أمام مأزق المؤسسات الإعلامية الأمريكية، مشيرةً إلى حالة الاستقطاب الإعلامي والصدام مع مؤسسات الدولة، وإلى أن أزمات النظام الإعلامي الأمريكي قد تفاقمت إلى حد كبير، وساعد على تصاعد أزمات الإعلامي الأمريكي حالة الاستقطاب السياسي المتصاعد في المشهد الأمريكي.ووفقاً لعرض "المشهد"، تكشف د. رغدة البهي مدرس العلوم السياسية بجامعة القاهرة أن أمريكا تواجه جملة من التهديدات غير التقليدية التي تأتي من مصادر معقدة، وتتحرك بسرعات غير عادية، ولا تجدي السياسات والاستراتيجيات التقليدية نفعاً في مواجهتها، ويضاف إليها جملة من التحديات الاقتصادية أشارت إليها الباحثة سهير الشربيني رئيس تحرير سلسلة Light House – إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية في فصل خاص داخل كتاب "الانحسار الأمريكي".فيما ترى الباحثة في العلاقات الدولية أسماء الصفتي أن الصين لم تعتمد على الإجراءات العقابية فقط وسيلةً للضغط على الولايات المتحدة وحلفائها وكسر هيمنتها الاقتصادية والسياسية والعسكرية، بل سعت أيضاً إلى قيادة دبلوماسية تفاوضية فعالة، ومحاولة إحلال السلام بين عدد من القوى المتقاتلة بعيداً عن القيادة والهيمنة الأمريكية.أما الباحث عبد المجيد أبو العلا، فقد اعتبر أن الحرب الأوكرانية هي اللحظة التي سعت من خلالها موسكو إلى تأكيد رغبتها ببناء نظام دولي جديد يتجاوز ذلك النظام الذي حاولت واشنطن التكريس له خلال العقود الماضية، وأظهرت بشكل جلي عُمق التحولات الراهنة والمستقبلية في النظام الدولي، وموقع روسيا فيه، واصطدام السياسات الروسية بنظيرتها الغربية، وتأثير سياسة موسكو على المكانة الأمريكية بشكلٍ عام، وعلى موقعها في النظام الدولي بشكلٍ خاص.

عرض تفصيلي لكتاب "الانحسار الأمريكي" بصحيفة "المشهد"