مؤسسة جالوب

عرض: إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجيةبالرغم مما ينص عليه الهدف الـ16 من أهداف التنمية المستدامة، بتشجيع إقامة المجتمعات المسالمة من أجل تحقيق التنمية المستدامة، وإتاحة وصول الجميع إلى العدالة، وبناء مؤسسات فعالة وخاضعة للمساءلة وشاملة على جميع المستويات، فقد حذر أحدث تقرير مرحلي للأمم المتحدة بشأن أهداف التنمية المستدامة لعام 2030 من أن "الظلم الهيكلي وعدم المساواة والتحديات الناشئة في مجال حقوق الإنسان تجعل المجتمعات المسالمة والشاملة بعيدة المنال"، وأصدر دعوة للعمل من أجل "استعادة الثقة وتعزيز قدرة المؤسسات على تأمين العدالة للجميع".وتوازياً مع ذلك، عرض تقرير القانون والنظام العالمي لعام 2023 نتائج آخر تحديث عالمي أجرته مؤسسة "جالوب" حول تصورات المواطنين لأمنهم وثقتهم بسيادة القانون في عام 2022، بناءً على مقابلات مع أكثر من 146 ألف شخص بالغ في أكثر من 140 دولة ومنطقة في عام 2022، وإجابتهم على التساؤلات الرئيسية التي يستخدمها مؤشر "جالوب" للقانون والنظام لقياس إحساسهم بالأمن الشخصي وتجاربهم الخاصة مع الجريمة وإنفاذ القانون.ويظهر آخر تحديث عالمي أجرته مؤسسة "جالوب" أكبر العقبات التي تواجه المجتمعات حول تصورات مواطنها لأمنهم وثقتهم بسيادة القانون خلال عام 2022، موضحاً أن أحد المقاييس الأمنية –والخاصة بنسبة الذين يشعرون بالأمان وهم يتجولون بمفردهم حول المنطقة التي يعيشون فيها (أحد مؤشرات الهدف 16 للأمم المتحدة) – لم يُظهر أي تحسن عن الوضع بين عامي 2021 و2022، وإن ارتفعت ثقة المواطنين على نحو عام بشرطتهم المحلية بنسبة نقطتين مئويتين.مؤشرات رئيسيةكانت نتيجة المؤشر العام حول الشعور بالأمن في عام 2022 هي 83 من أصل 100 نقطة، دون تغيير عن نتائج عام 2021، ودون اختلاف أساسي عن الدرجات المسجلة منذ عام 2017؛ وذلك مع تصريح ما يقرب من سبعة من كل 10 أشخاص حول العالم في عام 2022 بأنهم يشعرون بالأمان أثناء التجول بمفردهم ليلاً حيث يعيشون (71%)، وقال نحو واحد من كل ثمانية (12%) إنهم تعرضوا لسرقة ممتلكات لهم أو لأحد أفراد أسرتهم في العام الماضي، وقال واحد من كل 16 (6%) إنهم تعرضوا للاعتداء أو السرقة.ولم تتغير أي من هذه الأرقام كثيراً عن الوضع بين عامي 2021 و2022؛ فقد ظلت النسبة المئوية للذين قالوا إنهم يشعرون بالأمان أثناء التجول بمفردهم ليلاً دون تغيير عن العام السابق، ولم تتغير النسبة المئوية للذين تعرضوا للاعتداء أو السرقة للعام الخامس على التوالي. وفي الوقت نفسه، ارتفعت نسبة الأشخاص في عام 2022 الذين قالوا إن ممتلكاتهم مسروقة بنقطة واحدة من 11% في عام 2021، وجاءت النتائج تفصيلاً على النحو التالي:1- تقدم طاجيكستان وتراجع ليبيريا في مؤشرات الشعور بالأمن: تراوحت درجات الشعور بالأمن على المستوى القطري في عام 2022 من أعلى درجة بلغت 96 درجة في طاجيكستان إلى أدنى درجة بلغت 49 درجة في ليبيريا، وفي حين لم تكن طاجيكستان ولا ليبيريا في المركز الأول أو الأخير على المؤشر في الماضي – حيث احتلت سنغافورة وأفغانستان عادة هذين المركزين – فإنهما في كثير من الأحيان من بين الدول الأعلى والأدنى في درجات الشعور بالأمن من عام إلى آخر.يُعزى انخفاض درجة ليبيريا على المؤشر في عام 2022 على الأغلب إلى ارتفاع النسبة المئوية للسكان الذين وقعوا ضحايا للجريمة وعدم ثقتهم بالشرطة. وقال أغلبية الليبيريين (53%) إنهم أو غيرهم من أفراد أسرهم تعرضوا لسرقة أموال أو ممتلكات في العام الماضي، وهو من أعلى المعدلات في العالم، بجانب سيراليون (52%)، كما أعرب أقل من نصف الليبيريين (45%) عن ثقتهم بالشرطة المحلية.2- تحسن نسبي في الشعور بالأمان في أفغانستان: في حالة أفغانستان، فإنها بعدما سجلت أدنى مرتبة على المؤشر في أعوام 2018 و2019 و2021، ارتفعت درجة المؤشر في الدولة من 51 في عام 2021 إلى 76 في عام 2022، مع استمرار انخفاض تقارير الأفغان عن الاعتداءات والسرقة، في حين بلغت نسبة قياسية من السكان عن شعورهم بالأمان وهم يسيرون بمفردهم خارج منازلهم ليلاً؛ وذلك مع تنامي شعور المزيد من الرجال على نحو خاص بالأمان (65%)، بينما تحدث 39% فقط من النساء عن شعورهن بالأمان حول منازلهن.3- تفاقم المشكلات الأمنية في ليسوتو مقارنة بأفغانستان: في حين كان الأفغان يشعرون باستمرار بأنهم الأقل أماناً من أي سكان العالم لسنوات، فإن سكان دولة ليسوتو الصغيرة الواقعة في جنوب أفريقيا أظهروا شعوراً أقل بالأمان من حالهم في عام 2022. وقال أقل من ثلاثة من كل 10 (29%) من سكان شعب باسوتو إنهم شعروا بالأمان وهم يسيرون بمفردهم ليلاً في منطقتهم؛ ما يعكس المشكلات الخطيرة التي تواجهها ليسوتو مع ارتفاع جرائم العنف. وبالنظر إلى أن الدولة لديها واحد من أعلى معدلات جرائم القتل في العالم، فإن هذا ما اضطرها في منتصف عام 2023 إلى فرض حظر تجول ليلي على مستوى البلاد للحد من جرائم العنف.4- تخلف أفريقيا جنوب الصحراء أمنياً عن أمريكا اللاتينية: لسنوات عدة، كان السكان في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي وأفريقيا جنوب الصحراء هم الأقل بين جميع مناطق العالم في الشعور بالأمان في مجتمعاتهم، وهذا لا يزال صحيحاً إلى اليوم، ومع ذلك فإن المنطقتين تسيران في مسارين متعاكسين؛ فبعد أن سجلت منطقة أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي درجات أعلى نسبياً في مؤشرات الأمن خلال الفترة من 2017 إلى 2019، تراجعت منطقة أفريقيا جنوب الصحراء عنها في مؤشر "جالوب" للقانون والنظام على مدى الأعوام الثلاثة الماضية. ومع تحسن النتائج في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي في عام 2022، وبقاء النتيجة في أفريقيا جنوب الصحراء على حالها؛ اتسعت الفجوة بينهما.وقد ساعدت التحسينات الطفيفة على أساس سنوي في الدول ذات الكثافة السكانية العالية في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، مثل المكسيك والبرازيل والأرجنتين (جميعها نقطتان)، والزيادات الكبيرة في بلدان مثل فنزويلا (أعلى 11 نقطة) في رفع النتيجة الإجمالية للمنطقة في عام 2022.5- عدم تأثر المؤشرات الأمنية لمنطقة أوراسيا بالحرب الأوكرانية: في معظم المناطق، كانت درجات عام 2022 على مؤشر القانون والنظام ضمن النطاق الذي كانت عليه نسبياً في الأعوام القليلة، ومع ذلك استمرت دول أوراسيا مع منطقة أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي في مساراتها الإيجابية. وتُعزى النتيجة الأعلى في أوراسيا على الأغلب، ورغم وجود دولتين من المنطقة (روسيا وأوكرانيا) في حالة حرب، إلى زيادة نقطة واحدة على الأقل في درجات الشعور بالأمن في معظم الدول، باستثناء روسيا ومولدوفا؛ حيث تراجعت الدرجات نقطة واحدة وبقيت على حالها على التوالي، في حين لم تُسجل النتيجة لأوكرانيا.6- استقرار النتائج الإحصائية في الولايات المتحدة وكندا: الجدير بالذكر أن النتيجة في الولايات المتحدة وكندا – اللتين عانتا من أحد أكبر الانخفاضات الإقليمية في مؤشرهما خلال عام 2021 – لم تتغير إحصائياً في عام 2022، وقد انخفضت تصورات السلامة بشكل أكبر في كندا؛ حيث تراجع مؤشرها أربع نقاط في عام 2022 إلى مستوى منخفض جديد بلغ 83، وهو ما يتوافق مع الدرجة المسجلة في الولايات المتحدة، التي ظلت على حالها كما العام السابق.وعلى الرغم من أن معظم الكنديين لا يزالون يثقون بالشرطة المحلية (78%) ويشعرون بالأمان أثناء التجول بمفردهم ليلاً (74%)، فإن كلا المقياسين انخفض إلى مستويات جديدة في عام 2022، وقد تآكلت ثقة الجمهور مع استمرار ارتفاع جرائم العنف في كندا؛ حيث سجلت جرائم القتل في عام 2022 المعدل الأعلى منذ 30 عاماً.7- تباين النتائج بحسب معايير سيادة القانون وسيطرة الدولة: في معظم الدول والأقاليم المتقدمة اقتصادياً التي تتمتع بسيادة القانون القوية، تقول أغلبية كبيرة من السكان إنهم يشعرون بالأمان أثناء التجول بمفردهم في مناطقهم ليلاً. وينطبق الشيء نفسه على الدول التي يخضع سكانها لسيطرة الدولة المشددة، وهو ما ينطبق على دول مثل الكويت (96%) وسنغافورة (95%) وطاجيكستان (93%) والإمارات العربية المتحدة (91%) والمملكة العربية السعودية (90%)؛ وذلك بحسب ما تظهر بيانات عام 2022.وعلى نحو عام، وباستثناء ميانمار، فإن الدول التي من غير المرجح أن يقول سكانها إنهم يشعرون بالأمان أثناء التجول بمفردهم في الليل هي مزيج حصري من دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي وأفريقيا جنوب الصحراء، وهو الوضع في كل الأعوام. وفي عام 2022، كانت الولايات المتحدة مرة أخرى أعلى بقليل من المتوسط العالمي البالغ 71%؛ حيث قال 73% من السكان إنهم يشعرون بالأمان عند التجول بمفردهم في الليل، وهو الوضع نفسه في العام السابق.8- تحسن عام في معدل الثقة بالشرطة عالمياً: كان هناك بعض التحسن في ثقة المستطلعين بشرطتهم المحلية، التي زادت بمقدار نقطتين، لتصل إلى أعلى مستوى عددي خلال 17 عاماً كانت فيه مؤسسة "جالوب" تطرح فيها السؤال حول الثقة بالشرطة المحلية. وقال ما يزيد قليلاً عن سبعة من كل 10 بالغين في جميع أنحاء العالم (72%) في عام 2022 إنهم يثقون بشرطتهم المحلية، وتختلف النتائج بشكل كبير بحسب المنطقة، من مستوى منخفض يبلغ (52%) في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، إلى مستوى مرتفع يبلغ (84%) في جنوب شرق آسيا.9- تسجيل الثقة بالشرطة في أمريكا اللاتينية مستوى منخفضاً: لا يعد المتوسط المنخفض نسبياً لهذا المقياس في أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي مفاجئاً بالنظر إلى الأداء الضعيف للمنطقة في جميع مقاييس مكونات مؤشر القانون والنظام في عام 2022 وفي الأعوام السابقة؛ حيث تتساوى نسبة (52%) المتحققة في عام 2022 مع العام السابق.10- تزايد الثقة بالشرطة في منطقة جنوب آسيا: في حين لم تتراجع الثقة بالشرطة المحلية بشكل ملحوظ في أي منطقة أخرى من العالم في عام 2022، فإن العديد من المناطق شهدت ارتفاعاً كبيراً. وكانت منطقة جنوب آسيا موطناً لأكبر مكاسب الثقة خلال العام؛ حيث ارتفعت ست نقاط من (74%) إلى (80%)، وبالرغم من أنها لم تَقُد العالم في هذا المقياس. وتعكس التحسينات في جنوب آسيا إلى حد كبير ارتفاع الثقة في الهند؛ حيث ارتفعت الثقة بالشرطة المحلية من (75%) في عام 2021 إلى (81%) في عام 2022 وسط دعوات للإصلاح.خلاصة القول: يعكس التقرير عدداً من المؤشرات الرئيسية حول الوضع الأمني في العديد من الدول والمناطق؛ حيث يستمر التأزم في العديد من الدول مثل دولة ليسوتو في أفريقيا، التي تواجه معدلات مرتفعة من الجريمة. وبالرغم من تحسن حالة بعض الدول، بحسب التقرير، مثل أفغانستان، فإن هذا التحسن لا ينفي الطابع الأمني المأزوم هناك. أضف إلى ذلك أن التقرير يكشف عن جانب آخر مرتبط بالأمن، وهو معدلات الثقة بالأجهزة الشرطية، التي تلعب دوراً في تعزيز أو تراجع الشعور بالأمن من جانب الأفراد.المصدر:Global Law and Order 2023, Gallup, November 2023.&nbsp;

ما الذي يكشف عنه تقرير القانون والنظام العالمي 2023؟