مجموعة مؤلفين


        
<p><strong><span class="has-inline-color has-vivid-red-color">عرض: إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية</span></strong></p>



<p>مع دخول أوروبا فصل الشتاء، واستمرار أزمة الطاقة غير المسبوقة في ظل انقطاع الإمدادات من روسيا، وعدم وجود أفق لانتهاء الحرب الأوكرانية، حذرَّ كبار الصناعيين في الكتلة الأوروبية في وقت سابق من هذا الشهر، من وجود احتمالات لتأثير اقتصادي مُدمر لأزمة الطاقة؛ حيث ذكرت "المائدة المستديرة الأوروبية" للصناعة، في رسالة موجهة إلى "أورسولا فون دير لاين" رئيسة المفوضية الأوروبية، و"تشارلز ميشيل" رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي؛ أنه "بدون اتخاذ إجراءات فورية للحد من الأسعار للشركات الكثيفة الاستهلاك، فسيكون الضرر غير قابل للإصلاح". وفي هذا الصدد، نشر موقع صحيفة "فايننشال تايمز"، مقالاً بعنوان "هل ستؤدي أزمة الطاقة إلى تدمير قطاع الصناعة في أوروبا؟"، لكُل من "جي هولينجر" محرر قطاع الأعمال الدولي في الصحيفة، و"سارة وايت" مراسلة الصحيفة في باريس، و"مادلين سبيد" و"مارتون دوناي" مراسلَي الصحيفة في جنوب شرق أوروبا؛ حيث تناول المقال تأثير أزمة الطاقة على الصناعة الأوروبية في جوانبها وقطاعاتها المختلفة.</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong><span class="has-inline-color has-vivid-red-color">تأثيرات مدمرة</span></strong></p>



<p><strong>يُشير المقال إلى أن "خفض منظم الحرارة" ليس مجرد توفير في التكلفة للعديد من الشركات الصناعية في أوروبا لأنها تستعد لفصل الشتاء القاسي،</strong><strong> </strong><strong>ولكن مع ارتفاع أسعار الطاقة إلى مستويات غير مسبوقة بعد التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا، أصبح الأمر مسألة بقاء؛ حيث توظِّف القاعدة الصناعية في أوروبا نحو 35 مليون شخص أو ما يقرب من 15% من السكان العاملين. وبحسب المقال فإن من أهم التأثيرات المحتملة لأزمة الطاقة ما يلي:</strong></p>



<div style="height:15px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>1– تراجُع الإنتاج في أوروبا ونقله لأماكن أخرى رخيصة:</strong> تسعى الشركات الصناعية الأوروبية لوضع تدابير لتوفير الطاقة والتكاليف الأخرى؛ حيث يتطلع البعض إلى الفحم وأنواع الوقود الأحفوري الأخرى للحصول عليها خلال الشتاء، بينما يتحدَّث البعض الآخر بتفاؤل عن الثورة الخضراء التي تُحفِّزها الأزمة.</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p>ويرى المقال أن هناك بالفعل مؤشرات على أن الشركات الكبرى تقلل الإنتاج في بعض القطاعات بسبب نقص الطاقة، حتى قبل أن يبدأ الشتاء، كما أن هناك تحذيرات من المسؤولين التنفيذيين في قطاعات المواد الكيميائية والأسمدة وأعمال السيراميك من أنهم يخاطرون بفقدان حصتهم الدائمة في السوق، وقد يضطرون إلى نقل بعض إنتاجهم إلى أجزاء أخرى من العالم يمكن أن توفر طاقة أرخص وأكثر موثوقية. يأتي هذا فيما يحذر الخبراء من أنه كلما اضطرت الشركات إلى تحويل الإنتاج من أوروبا لفترة أطول، زاد خطر عدم عودة بعض الإنتاج أبداً.</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>2– تقليل استهلاك بعض المواد لخفض تكاليف الطاقة</strong>: صرَّح رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو قائلاً: "إننا نجازف بإلغاء التصنيع على نطاق واسع في القارة الأوروبية". وفي إطار ذلك، تتسابق الشركات في قطاعات من الصلب والكيماويات، والسيراميك وصناعة الورق، والأسمدة والسيارات لتقليل الاستهلاك؛ لخفض تكاليف الطاقة النادرة، والاستعداد لنقص الغاز خلال فصل الشتاء إذا فرضت الحكومات التقنين.</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>3– زيادة الأسعار نتيجة ابتكارات تقليل وقت التصنيع</strong>: يشير المقال إلى أن الكثيرين يجدون طرقاً مبتكرة لتقليل استخدام الطاقة؛ فعلى سبيل المثال، تعمل شركة "رينو الفرنسية" لصناعة السيارات على تقليل الوقت الذي تُبقِي فيه الطلاء ساخناً، وهي عملية تمثل ما يصل إلى 40% من طلبها على الغاز. وبحسب المقال، تعِد مثل هذه الابتكارات بتقديم مصانع وعمليات أكثر كفاءةً في المستقبل، لكن في الوقت ذاته ستؤدي إلى زيادة الأسعار.</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>4– خفض منظمات الحرارة بالمصانع لتوفير استهلاك الطاقة:</strong> بحسب المقال، بدأت الشركات الأوروبية توفر استهلاك الطاقة، وتخفض منظمات الحرارة؛ فعلى سبيل المثال، أمرت مجموعة الورق والتعبئة والتغليف "DS Smith" مصانعها بخفض الاستهلاك بنسبة 15%، ويتم الآن إيقاف تشغيل الآلات التي كانت متوقفة عن العمل بين دورات الإنتاج، وخفض منظمات الحرارة. كما طلبت شركة فاليو (مورد السيارات الفرنسي) من المصانع خفض استهلاك الطاقة بنسبة 20%، مع تدابير مثل وقف الإنتاج في عطلة نهاية الأسبوع وخفض درجات الحرارة خلال الأسبوع.</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>5– تأثُّر سلاسل الإمداد الأوروبية بالكامل نتيجة تراجع الإنتاج:</strong> بحسب المقال، إذا كانت ألمانيا غير قادرة على الإنتاج والتوريد فهذا سيكون له تأثير مضاعف في جميع أنحاء أوروبا؛ إذ إن الشركات الألمانية، التي تمثل 27% من الإنتاج الصناعي للكتلة الأوروبية من حيث القيمة، هي في الخطوط الأمامية. وجدير بالذكر أنه في بداية هذا العام، جاء أكثر من 50% من واردات ألمانيا من الغاز من روسيا، وتمثل الصناعة ما يزيد قليلاً عن ثلث الطلب.</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>6– العودة للوقود الأحفوري وتراجُع خطط التحول الأخضر:</strong><strong> </strong>وفقاً لـ"أنوك أونوريه" نائب مدير برنامج أبحاث الغاز في معهد "أكسفورد" لدراسات الطاقة، فإن "المشكلة تكمن في أنه ليس من السهل قطع الوقود عن العديد من العمليات الصناعية"؛ إذ إن ما يقرب من 60%من استهلاك الغاز الصناعي يُستخدم في عمليات درجات الحرارة العالية من 500 درجة مئوية وما فوق، مثل صناعة الزجاج أو الأسمنت أو السيراميك؛ لهذا السبب تتجه بعض الشركات إلى الوقود الأحفوري، في انتكاسة محتملة لخطط الاتحاد الأوروبي للتحول الأخضر.</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p>فعلى سبيل المثال، أعلنت شركة "باير" الألمانية للأدوية والتكنولوجيا الحيوية في عام 2019 عن خطط للانتقال بالكامل إلى الطاقة المتجددة، لكنها أعادت الآن تنشيط الفحم في حال عدم قدرتها على تلبية احتياجات الحرارة للإنتاج، كما تُدير شركة "فولكس فاجن" لصناعة السيارات محطات توليد الطاقة في مدينة فولفسبورج الألمانية باستخدام الفحم للشتاء.</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>7– التسريح المحتمل للعمالة في العديد من الدول الأوروبية</strong>: يُشير المقال إلى أن ارتفاع تكاليف الغاز والكهرباء تُشكل تهديداً وجودياً للصناعات الكثيفة الاستخدام للطاقة، مثل صناعة الصلب. وبينما لا تتمتَّع البلدان الأخرى بالثقل الصناعي لألمانيا، فإن اقتصاداتها وعمالتها تعتمد بشكل أكبر على التصنيع. وتقدر منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أن كلاًّ من بولندا، وجمهورية التشيك، وسلوفاكيا، والنمسا، وسلوفينيا، والسويد، وفنلندا، وشمال إيطاليا، لديها أعلى حصص من العمالة في القطاعات الضعيفة كثيفة الاستخدام للغاز.</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong><span class="has-inline-color has-vivid-red-color">قطاعات متضررة</span></strong></p>



<p><strong>يُشير المقال إلى أن الأزمة الناتجة عن مشكلة الطاقة والغاز قد أثَّرت على القطاعات المختلفة للصناعة في أوروبا، وأدَّت إلى تراجع وانخفاض الإنتاج؛ وذلك على النحو التالي:</strong></p>



<div style="height:15px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>1– خفض إنتاج قطاع الصلب الخام:</strong> يُشير المقال إلى أن الجفاف في الصيف أدى إلى استنفاد الطاقة الكهرومائية، في حين أن المفاعلات النووية الفرنسية غير قادرة على تلبية الطلب بسبب الإغلاق المُطوَّل وقضايا الصيانة؛ لذلك قرَّرت بعض الصناعات التي تُواجِه ارتفاعاً في أسعار الطاقة وتراجعاً لطلب المستهلكين، أن أفضل طريقة للتكيُّف هي ببساطة خفض الإنتاج؛ إذ يُقدِّر المُحلِّلون في بنك الاستثمار "جيفريز" أن ما يقرب من 10% من قدرة إنتاج الصلب الخام في أوروبا مُعطَّلة في الأشهر الأخيرة، فيما تتوق شركة "آرسيلورـ ميتال" أكبر صانع للصلب في أوروبا، إلى أن يكون ناتج عملياتها الأوروبية أقلَّ بنسبة 17% خلال الربع الجاري من 2022 مقارنةً بالعام الماضي بعد أن خفضت الإنتاج.</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>2– مواجهة قطاع الكيماويات مخاطر كبيرة:</strong> تقول هيئة تجارة المعادن "يوروميتاكس Eurometaux" إن جميع مَصاهِر الزنك في الاتحاد الأوروبي اضطُرت إلى تقليص أو حتى إيقاف التشغيل بالكامل، في حين أن الكتلة الأوروبية فقدت 50% من إنتاج الألمنيوم الأساسي. وأضافت أن نحو 27% من إنتاج السيليكون والسبائك الحديدية قد تم إيقاف تشغيله، كما يؤكد المقال تضرُّر قطاع الأسمدة أيضاً الذي يعتمد على الغاز كمادة وسيطة لإنتاج الأمونيا. وفي هذا السياق، يُقدِّر بنك "جولدمان ساكس" أن 40% من صناعة الكيماويات في أوروبا "مُعرَّضة لخطر الترشيد الدائم" ما لم يتم احتواء أسعار الطاقة.</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>3– تعرُّض صناعة الكيماويات الألمانية للخطر:</strong> يؤكد المقال أن مستقبل صناعة الكيماويات المعتمدة على الغاز في أوروبا، وخاصةً موقع لودفيجسهافن بألمانيا التابع لشركة "BASF" – وهو أكبر مصنع كيميائي متكامل في العالم – يُثير قلق بعض الصناعيين بشدة؛ إذ إن موقع "لودفيجسهافن" هو المُورِّد الرئيسي لكل المُصنِّعين بدايةً من شركات السيارات إلى شركات معجون الأسنان، وهو مُحرِّك قطاع الكيماويات بأكمله في ألمانيا؛ لذلك يرى المقال أنه إذا انهارت صناعة الكيماويات الألمانية، فإنه بعد ثلاثة أسابيع ستُواجِه كل سلاسل الإمداد في أوروبا مشكلة.</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>4– تبعات سلبية على صناعة الصلب الألمانية:</strong> تُهيمن الصناعة الألمانية على طلب الاتحاد الأوروبي على الغاز، بالإضافة إلى إنتاجه الصناعي؛ إذ تمثل برلين 27% من الإنتاج الصناعي في الاتحاد الأوروبي، تليها إيطاليا بنسبة 16% وفرنسا بنسبة 11%. وقد كشفت الحكومة الألمانية مؤخراً عن حزمة دعم بقيمة 200 مليار يورو لتعويض ارتفاع تكاليف الطاقة للأسر والشركات.</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p>لكن الشركات المُصنِّعة الألمانية، مثل شركة تيسين كروب لصناعة الصلب، لا تستبعد الحاجة إلى اتخاذ إجراءات صارمة إذا استمرت الأزمة، وقد قامت المجموعة بالفعل بنقل الإنتاج بعيداً عن اثنَيْن من مصانعها إلى موقعها الرئيسي في دويسبورج، الذي يعمل على شبكة الطاقة الخاصة بها، وهو أقل اعتماداً على الغاز الطبيعي. وتقول الشركة إنها مستعدة أيضاً لإغلاق مصانع فردية إذا استمرَّت فواتير الطاقة في الارتفاع.</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>5– إتلاف المُعدات بشكل كامل في بعض القطاعات:</strong> يُشير المقال إلى أن المشاكل نفسها تتكرر في صناعات البلاستيك والسيراميك وغيرها من الصناعات الكثيفة الاعتماد على الطاقة. وفي بعض هذه القطاعات، فإن الإغلاق المؤقت ليس مكلفاً فحسب؛ فغالباً ما يكاد يكون من المستحيل تنفيذها دون إتلاف المعدات بشكل دائم.</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>6– تعرُّض بعض المصانع للإغلاق أو للإتلاف:</strong> يؤكد الخبراء أن إمكانات الحد من الطاقة في مصانع الزجاج مكلف للغاية؛ إذ يجب أن تستمر الأفران في الاحتراق؛ لمنع الزجاج من التصلب. فيقل الاستهلاك بنسبة 30%، وهو ما يعني أن المصانع ستضطر إلى الإغلاق، وسيؤدي ذلك إلى إتلافها، وستحتاج من ستة أشهر إلى سنة لإعادة التشغيل؛ فعلى سبيل المثال، أوقفت شركة " آرك إنترناشيونال Arc International" صانعة الأواني الزجاجية الفرنسية، اثنين من تسعة أفران تملكها، ومددت فترة الصيانة لفُرنَيْن آخرَين، بعد أن زادت فواتير الغاز أربعة أضعاف هذا العام.</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong><span class="has-inline-color has-vivid-red-color">تفاؤل حذر</span></strong></p>



<p><strong>وختاماً، يشير المقال إلى أن كل هذه البلدان تسعى جاهدةً لتقديم الدعم لصناعاتها ومواطنيها مع ازدياد برودة الطقس وارتفاع الطلب على الطاقة، وتتطلع العديد من الشركات بالفعل إلى ما بعد هذا الشتاء، وتتوقَّع ظروفاً أكثر صرامةً. لكن هناك من يعتقد أن نتيجة الأزمة ستكون قاعدة صناعية أقوى وأكثر اخضراراً؛ إذ قالت شركات مثل "سانت جوبين" الفرنسية المتخصصة في أعمال البناء،</strong><strong> </strong><strong>وشركة "سمورفيت كابا" الرائدة في مجال التعبئة والتغليف، إنها جميعاً تعمل على تسريع خطط تحويل الطاقة التي كانت موجودة قبل التدخل العسكري الروسي</strong><strong> </strong><strong>في </strong><strong>أوكرانيا؛ لذلك هناك أسباب تدعو للتفاؤل؛ بأنه سيتم تسريع خطط التحول الأخضر في أوروبا بحسب المقال.</strong></p>



<p></p>



<p></p>

      