شهدت السنوات الأخيرة تحركات عديدة من جانب الدول في جميع أنحاء العالم من أجل تعزيز دفاعاتها الجوية، مدفوعةً باندلاع الحرب الروسية–الأوكرانية، ولا سيما التخوف من اتساع رقعتها إلى بقية أوروبا، فضلاً عن المخاوف بشأن التوترات في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وتجدد الصراع في منطقة الشرق الأوسط. تلك التطورات العالمية قد دفعت الشركات المنتجة لأنظمة الدفاع الجوي الصاروخية إلى التعرض لضغوط الطلب المتزايد على أنظمتها، خاصةً أن عملية إنتاجها تتطلب فترات زمنية طويلة، بيد أن البلدان المحيطة بمناطق الصراع لا تزال تضغط من أجل الحصول عليها؛ نظراً إلى نجاحها، إلى حد ما، في مواجهة الهجمات الجوية؛ الأمر الذي يشير إلى احتمالية توجُّه الجيوش العالمية نحو تكثيف استثماراتها في هذه الأنظمة، وهو ما ينذر باحتمالات اشتعال سباق التسلح الصاروخي عالمياً.

الطلب العالمي

ثمَّة مؤشرات متعددة تؤكد مدى حرص مختلف دول العالم على الحصول على أنظمة الدفاع الجوي الصاروخي، ومن أبرزها:

1– مطالب أوكرانيا المتزايدة بالحصول على أنظمة دفاع جوي: لقد شكلت الحرب مع روسيا محفزاً لكييف من أجل مضاعفة مطالباتها للدول الغربية بالحصول على أنظمة دفاع جوي؛ فعلى سبيل المثال، قدَّرت المخابرات الأوكرانية في نوفمبر 2023، أن روسيا قادرة على إنتاج نحو 100 صاروخ من نوعين مختلفين من صواريخ كروز، وأربعة صواريخ باليستية من طراز كينجال، وخمسة صواريخ باليستية كل شهر، وهو ما قد دفع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى تنبيه الغرب أن بلاده في أمسِّ الحاجة إلى أنظمة الدفاع الصاروخية من أجل صد الهجمات الصاروخية الروسية؛ ولذلك سعت الدول الغربية إلى تزويد كييف بأنظمة دفاعية جوية صاروخية.

2– مساعٍ أوروبية لتوسيع مبادرة درع السماء: كان من تداعيات الحرب الأوكرانية، تزايد الطلب الأوروبي على تشكيل أنظمة دفاعية جماعية، ولعل هذا ما اتضح من طرح ألمانيا مبادرة درع السماء، في عام 2022، التي تهدف إلى إنشاء نظام دفاع جوي أوروبي متكامل على الأرض، يتمتع بقدرة مضادة للصواريخ الباليستية، تحسباً لأي هجوم روسي مُحتمَل على الأراضي الأوروبية، إذا توسَّع نطاق الصراع في أوكرانيا. وبالرغم من الخلافات التي أثارتها هذه المبادرة في بداية طرحها، فإنها باتت تكتسب المزيد من الدعم بمرور الوقت؛ فعلى سبيل المثال، وافقت سويسرا، في أبريل 2024، على الانضمام إلى المبادرة. وفي الإطار ذاته، تجري المملكة المتحدة أيضاً محادثات للانضمام إلى المبادرة.

3– تزايد حجم صفقات الشركات العالمية من أنظمة الدفاع: بحسب تقديرات في شهر يناير 2024، فإن نحو عشر شركات من أكبر شركات الدفاع الغربية، على غرار لوكهيد مارتن، ونورثروب جرومان، وجنرال دينامكس، وراينميتال، ومجموعة تاليس؛ تمتلك وحدها حالياً طلبات شراء بقيمة تزيد عن 730 مليار دولار، بزيادة نحو 57% عن نهاية عام 2017؛ وذلك نتيجةً لمخاوف تكرار سيناريو الهجوم الروسي على أوكرانيا في فبراير 2022، وخاصةً في شرق آسيا، إذا اندلعت حرب بين الصين وتايوان.

وفي هذا الصدد، تسارع واشنطن وحلفاؤها إلى عقد صفقات مع شركات الدفاع العالمية؛ من أجل تزويدهم بالصواريخ الدفاعية؛ فعلى سبيل المثال، في الولايات المتحدة، فازت شركة لوكهيد مارتن في أبريل 2024 بعقد بنحو 17 مليار دولار من أجل تصنيع أنظمة ميدكورس الاعتراضية (جي إم دي) المصممة لإسقاط أعداد صغيرة من الصواريخ الباليستية العابرة للقارات التي قد تستهدف البر الرئيسي للولايات المتحدة.

وفي الإطار ذاته، كشف حلف شمال الأطلسي في يناير 2024، أن تحالفاً من أعضائه، بما في ذلك ألمانيا وهولندا، يسعى إلى شراء ما يصل إلى 1000 صاروخ باتريوت، أو ما قيمته 5.5 مليار دولار، لتعزيز دفاعاتها الجوية بالتزامن مع الحرب الروسية ضد أوكرانيا. وقد فاز بالصفقة تكتل COMLOG، وهي مشروع مشترك بين شركة رايثيون الأمريكية والشركة الألمانية MBDA.

4– مواصلة تنافس القوى الكبرى حول تطوير أنظمة الدفاع الجوي: شكَّلت أنظمة الدفاع الجوي محوراً مهماً للتنافس بين القوى الكبرى، ولا سيما الولايات المتحدة وروسيا والصين؛ فعلى سبيل المثال، تُقدَّر أعداد أنظمة الصواريخ الدفاعية لدى روسيا والصين معاً – وفقاً لتقديرات المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية – بنحو 5020 نظاماً صاروخياً للدفاع الجوي الأرضي، مقارنةً بنحو 3200 نظام لدى الولايات المتحدة وأوروبا واليابان مجتمعةً. ويرجع ذلك إلى تفوق القدرات الإنتاجية الروسية والصينية في هذه الصناعة الدفاعية. ولكن في المقابل، تعمل واشنطن على التطوير المستمر لأنظمتها الدفاعية لضمان تفوقها على خصومها. وفي هذا الصدد، أشارت تقارير، في شهر مايو 2024، إلى أن قوات مشاة البحرية الأمريكية تخطط لنشر ثلاثة أنظمة دفاع جوي أرضية متنقلة خلال العام المقبل (2025)، بما في ذلك قاذفة القبة الحديدية المعدلة، وسيتم توجيه اثنتين على الأقل إلى منطقة الهندوباسيفيك.

5– تدشين مشاريع دولية مشتركة لتطوير أنظمة الدفاع الجوي: المُلاحَظ أن العديد من الدول بدأت تدخل في مشاريع مشتركة لتطوير أنظمة دفاع جوي؛ فعلى سبيل المثال، يستمر التعاون الأمريكي الإسرائيلي في مشروع "آرو" الذي طوَّرته بشكل مشترك منظمة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية، ووكالة الدفاع الصاروخي الأمريكية، وأنتج المشروع نظاماً معروفاً باسم "آرو –3"، وهو نظام دفاع اعتراضي قائم بذاته. وأشارت تقارير إلى تحركات مشتركة بين بريطانيا وبولندا لتطوير نسخة أطول مدى من الصاروخ المعياري المشترك المضاد للطائرات (CAMM) من شركة MBDA، كما يستمر التعاون بين الهند وروسيا في تطوير أنظمة صاروخية، وخاصةً في إطار تعاون براهموس، بما في ذلك إنتاج نسخة تفوق سرعتها سرعة الصوت من صاروخ براهموس الأسرع من الصوت. وفي سياق متصل، أفادت وزارة الدفاع اليابانية، يوم 15 مايو 2024، بأن طوكيو وواشنطن وقعتا على ترتيب لتطوير مشترك لنوع جديد من نظام الدفاع الصاروخي لمواجهة تهديد الأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت.

6– اهتمام خليجي بتطوير أنظمة دفاع جوي: في إطار تحركات دول الخليج لتوطين الصناعات الدفاعية، بزغت تحركات عديدة لتطوير أنظمة دفاع جوي محلية؛ ففي شهر مارس 2022 أعلنت الهيئة العامة للصناعات العسكرية السعودية عن مشروعين لتوطين صناعة منصات إطلاق صواريخ الاعتراض، إضافة إلى تصنيع حاويات الصواريخ محلياً؛ وذلك بالتعاون مع شركة لوكهيد مارتن العربية السعودية المحدودة التي تأتي بصفتها أحد مشاريع توطين منظومة الدفاع الجوي الصاروخي (ثاد). وفي سياق متصل، كشفت شركة "هالكن"، في فبراير 2021، عن (skynight) باعتباره أول منظومة صاروخية مضادة للصواريخ وقذائف المدفعية وقذائف الهاون تُصمَّم وتُصنَّع في الإمارات.

7– تنافس آسيوي حول تعزيز أنظمة الدفاع الجوي: تعمل العديد من الدول الآسيوية على تطوير أنظمة الدفاع الجوي الخاصة بها؛ ففي أكتوبر 2023، أعلنت الهند أنها بدأت عملية التطوير المحلي لأنظمة الدفاع الجوي البعيدة المدى الخاصة بها، على أن تنتهي من نشرها بحلول عامي 2028 و2029. علاوةً على ذلك، فإن نظام الدفاع الجوي البعيد المدى الذي تُطوِّره الهند حالياً سيكون قادراً على اكتشاف وتدمير المقاتلات الشبح والطائرات بدون طيار وصواريخ كروز والذخائر الموجهة بدقة على مدى يصل إلى 350 كم، وسيكون قابلاً للمقارنة بنظام الدفاع الجوي الروسي (S–400). كما سبق أن أعلنت الهند، في يناير 2023، عن خططها لإنفاق 522 مليون دولار للحصول على صواريخ وأنظمة دفاع جوي من لاعبين محليين.

من جانبها، ذكرت وزارة الدفاع اليابانية أن البلاد "بحاجة إلى تعزيز قدراتها الدفاعية بشكل جذري وبسرعة، بما في ذلك نُظُم الدفاع الجوي والنُّظُم الصاروخية المتكاملة"، مشيرةً إلى جهودها في الاستثمار من أجل الحصول على صواريخ باتريوت مُطوَّرة ورادارات أكثر تطوراً، فيما قالت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية، في بيان لها، إنه في أحدث موازنة دفاعية، تمَّت زيادة التمويل الموجه لنظام الدفاع الجوي والصاروخي بنسبة 12%، بهدف تطوير قدراته الحالية، مُصرِّحة بأن "مواقف مثل الصراع بين إسرائيل وحماس والحرب الروسية الأوكرانية أكدت مجدداً أهمية النظام الدفاع الصاروخي الباليستي للتصدي للتهديدات الصاروخية المتطورة بشكل متزايد".

8– زيادة حجم الإنفاق على الأنظمة الدفاعية الجوية: شهد حجم الإنفاق العالمي على الأنظمة الدفاعية الجوية نمواً ملحوظاً خلال عام 2023، حتى وصل إلى أعلى مستوى له على الإطلاق بقيمة تقدر بنحو 47.2 مليار دولار؛ وذلك مقارنةً بـ43.65 مليار دولار أمريكي في عام 2022؛ أي بنسبة زيادة تقدر بنحو 8.1%؛ وذلك بدافع استمرار نمو حجم الإنفاق العسكري العالمي، الذي يشجع على اقتناء العديد من أنظمة الدفاع الجوي من قبل مختلف جيوش العالم، نتيجةً لزيادة وتيرة الاضطرابات والصراعات الحدودية في جميع أنحاء العالم. ومن ثم، تسعى الدول إلى التركيز على زيادة استثماراتها للحصول على أنظمة دفاع جوي جديدة ومتقدمة لرفع مستوى قدراتها على تحييد الهجمات الجوية المحتملة، ومن ثم تكتسب ميزة تنافسية خلال سيناريوهات الحرب.

9– توقعات باستمرار توسع السوق العالمية: من المتوقع أن ينمو قطاع أنظمة الدفاع الجوية خلال الفترة (2024–2032)؛ وذلك بالرغم من تباين التقديرات المتوقعة من قبل العديد من المؤسسات المتخصصة في هذا المجال، التي تشير إلى احتمالية وصول حجم هذه السوق إلى نحو (70–72) مليار دولار بحلول نهاية عام 2032. وتتماشى هذه التوقعات مع تحليلات العديد من الخبراء العسكريين الذين يرون أن الجيوش ستتطلَّع إلى الاستثمار في أنظمة الدفاع الجوي الصاروخية، وهو ما سيمثل مكاسب غير متوقعة لشركات التسليح العالمية، وتحديداً الغربية مثل لوكهيد مارتن ورايثيون، التي تنتج هذه الأنواع من الأنظمة.

والدليل على ذلك هو توجه العديد من دول العالم نحو زيادة مقدار الأموال المخصصة للأنشطة العسكرية، ومنها دول مثل بولندا وألمانيا وفرنسا التي سبق أن منحت الأولوية لشراء أنظمة الدفاع الجوي الصاروخي المتوسطة المدى؛ نظراً إلى التهديدات الروسية المتزايدة في شرق أوروبا؛ ولذلك فإن من المتوقع أن تهيمن أوروبا على هذه السوق، تليها أو قد تعادلها منطقة آسيا والمحيط الهادئ، في ضوء احتمالية اندلاع حرب مباشرة بين الصين وتايوان.

دوافع الاهتمام

ساهمت عدة عوامل مهمة في الزيادة الهائلة التي تمتع بها سوق أنظمة الدفاع الجوي خلال السنوات القليلة الماضية، وعلى رأسها اتساع دائرة المخاطر العالمية المتزايدة التي تشكلها مجموعة متنوعة من الهجمات الجوية، التي تشهد ارتفاعاً في معدلات استخدام الطائرات والصواريخ والطائرات بدون طيار. ويمكن إيجاز أبرز هذه العوامل على النحو التالي:

1– إثبات بعض الصراعات فاعلية أنظمة الدفاع الجوي الصاروخية: إن نجاح الدفاعات الصاروخية الباليستية في مواجهة السيناريوهات القتالية المعقدة والعالية المخاطر في إسرائيل والبحر الأحمر وأوكرانيا، قد يشجع الجيوش على مستوى العالم على الاستثمار في الأنظمة الدفاعية الجوية الصاروخية، بل سيزيد أيضاً من سباق التسلح الصاروخي؛ فعلى سبيل المثال، سلَّط الهجوم الإيراني على إسرائيل في أبريل 2024، الضوء على دوافع الطلب المتزايد على الصواريخ الاعتراضية؛ حيث سبق أن أوضح المسؤولون الأمريكيون والإسرائيليون لوكالة رويترز، أن إيران أطلقت ما يصل إلى 120 صاروخاً باليستياً متوسط المدى على إسرائيل، إلا أن أنظمة الصواريخ الدفاعية الجوية الأمريكية والإسرائيلية قد نجحت في تدمير أغلبها، بل استطاع نظام القبة الحديدية التصدي للطائرات المسيرة بدون طيار. وبجانب نجاحها داخل إسرائيل، نجحت الصواريخ الدفاعية الأمريكية أيضاً في التصدي للصواريخ الباليستية التي أطلقها الحوثيون في اليمن على القوات الأمريكية في البحر الأحمر.

وعلى صعيد الحرب الروسية–الأوكرانية، أسقطت بطاريات باتريوت الأمريكية عدد من الصواريخ الروسية الموجهة ضد أوكرانيا، بحسب ما أوضحته وزارة الدفاع الأوكرانية.

2– مخاوف دول أوروبا من ارتدادات الحرب الأوكرانية: أدى الصراع المستمر بين أوكرانيا وروسيا إلى زيادة الطلب على أنظمة الدفاع الجوي بين جيران روسيا، مثل السويد وفنلندا وبولندا؛ وذلك لأن دول الشمال الأوروبي ترى أن روسيا تشكل تهديداً محتملاً، وهو ما يتطلب أنظمة دفاع جوي متقدمة للدفاع عن حدودها من الغزو الروسي المتخيل.

3– اتساع رقعة الصراع في منطقة الشرق الأوسط: يبدو أن طهران تُضاعِف جهودها لتزويد حزب الله وغيره من الحلفاء الإقليميين بأنظمة دفاع جوي متقدمة؛ ما قد يؤثر على الحسابات الإسرائيلية والأمريكية في حرب غزة وما بعدها؛ إذ تشير عدة تقارير إلى أن حلفاء إيران في سوريا ربما يتدربون بشكل نشط على استخدام نظام صواريخ الدفاع الجوي الإيراني المتقدم (خرداد–15)، الذي يشبه نظام باتريوت العسكري الأمريكي؛ وذلك رداً على استمرار الغارات الجوية الإسرائيلية على أهداف عسكرية إيرانية في سوريا، وهو ما يتماشى مع التقارير التي تفيد بأن دمشق وطهران قد توصلتا إلى اتفاق في يوليو 2020 لتزويد نظام الأسد بعدد من أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية، ومنها (خرداد–15) الذي يقال إنه قادر على الاشتباك مع ما يصل إلى ستة أهداف بحجم طائرة مقاتلة في وقت واحد من مدى 120 كم.

4– الدعم الغربي لكييف في مواجهة الهجمات الروسية: على الصعيد التوترات الجيوسياسية في أوروبا الشرقية، اتسمت الحرب في أوكرانيا باعتماد روسيا على الضربات الجوية؛ حيث كان استخدام الطائرات بدون طيار والصواريخ ضد أهداف عسكرية ومدنية من الركائز الأساسية للاستراتيجية الروسية الرامية إلى استنزاف رغبة أوكرانيا في القتال، بيد أن إجراءات الدفاع الجوي الأوكرانية قد نجحت – إلى حد ما – في تخفيف حدة الهجمات الصاروخية الروسية.

وعلى مدى العامين الماضيين، اعتمدت أوكرانيا إلى حد كبير على المعدات التي قدمها الغرب لاعتراض أكثر من 2000 صاروخ باليستي، وصواريخ كروز، وأنواع أخرى من الصواريخ، بالإضافة إلى نحو 5500 طائرة بدون طيار إيرانية الصنع، سبق أن تم توريدها إلى موسكو. ومع ذلك، فإن معدلات الاعتراض في كييف آخذة في الانخفاض مع نفاد الصواريخ لديها.

وفي أبريل 2024، صرح مسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية بأن بلاده عازمة على بيع معدات عسكرية لأوكرانيا بقيمة تصل إلى 138 مليون دولار؛ وذلك بهدف صيانة وتحديث أنظمة الدفاع الجوي من طراز "هوك" HAWK؛ للمساعدة في الدفاع ضد الهجمات الروسية بطائرات بدون طيار وصواريخ كروز.

5– التصدي للتهديدات الإرهابية الجوية: أصبح نشر أنظمة الدفاع الجوي في المناطق الحضرية ومواقع البنية التحتية الهامة ضرورياً نتيجةً لتزايد خطر الهجمات الإرهابية، وخاصةً تلك التي يتم تنفيذها من الجو؛ حيث تقوم حكومات العالم بالاستثمار في الأنظمة القادرة على التعامل مع التهديدات الإرهابية المحتملة بسرعة. وعلى سبيل المثال، تستخدم السعودية منذ سنوات منظومة باتريوت للتصدي لهجمات الحوثيين، بجانب تشغيلها نظام الدفاع الصاروخي للارتفاعات العالية (ثاد) الذي تصنعه شركة لوكهيد مارتن.

6– تعقد الوضع الأمني في آسيا والمحيط الهادئ: في ضوء استمرار التوترات الجيوسياسية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، على خلفية النزاع حول تايوان وبحر الصين الجنوبي؛ من الملاحظ ارتفاع ميزانيات الدفاع في دول مثل الصين والهند وكوريا الجنوبية، وباكستان، وإندونيسيا، وفيتنام. ومن ثم أدت هذه النزاعات إلى تعزيز الطلب بشكل كبير على سوق أنظمة الدفاع الجوي في المنطقة، بل من المتوقع أيضاً أن تستحوذ هذه المنطقة على الحصة الأكبر من سوق أنظمة الدفاع الجوي العالمي خلال الفترة المقبلة، خاصةً من بين جيران الصين.

ختاماً، تشهد سوق أنظمة الدفاع الجوي توسعاً كبيراً مدفوعاً بمزيج من الاعتبارات الجيوسياسية والطبيعة المتغيرة باستمرار للتهديدات الجوية، ولا سيما اتساع دائرة الصراعات العالمية والتهديدات المتزايدة، التي تتطلَّب الحصول على المزيد من الصواريخ والطائرات والغواصات وأنظمة الأسلحة المعقدة الأخرى؛ لذلك فإن من المتوقع أن تستمر الحاجة إلى حلول الدفاع الجوي الذكية، على خلفية استمرار الحكومات في إعطاء الأولوية لقضايا الأمن القومي ذات الطابع العسكري. ولكن في المقابل، يواجه المنتجون ضغوطاً كبيرة في سلاسل التوريد العالمية؛ ما سيؤثر سلباً على حجم الإنتاج المتوقع، ناهيك عن استمرار ارتفاع تكاليف الإنتاج نتيجة نقص المعروض العالمي.

تزايد الطلب العالمي على أنظمة الدفاع الجوي الصاروخية