إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية

أعلن تنظيم "داعش"، في 28 أبريل 2025، تبنيه هجوماً أسفر عن مقتل خمسة مقاتلين أكراد في محافظة دير الزور بشرق سوريا. وأكد فرهاد شامي، المتحدث باسم "قوات سوريا الديمقراطية"، مقتل خمسة أفراد في الهجوم الذي وصفه بأنه أحد أعنف الهجمات ضد القوات منذ فترة. ورغم خسارته آخر معاقله في الباغوز القريبة من الحدود العراقية بريف دير الزور في مارس 2019، ظل "داعش" يشكل تهديداً جدياً لأمن سوريا واستقرارها عبر مجموعات متنقلة تنشط عبر البادية السورية، وهو ما يطرح تساؤلات عديدة حول دلالات تصعيد تنظيم "داعش" هجماته الإرهابية في سوريا في هذا التوقيت تحديداً.

دوافع تصعيد تنظيم "داعش" هجماته الإرهابية في سوريا

مغزى التوقيت:

كرم سعيد

أعلنت أجهزة الأمن المغربية، في 19 فبراير 2025، عن إحباط هجوم إرهابي بالغ الخطوة وشديد التعقيد، كان يستهدف بشكل متزامن منشآت اقتصادية وأمنية حساسة، ومصالح أجنبية في عدة مدن مغربية، منها مدينة العيون بإقليم الصحراء، والدار البيضاء، وفاس، وتامسنا، وطنجة، وأزمور، وتاونات، وجرسيف، وولاد تايمة؛ ما أسفر عن توقيف 12 شخصاً ينتمون إلى فرع تنظيم "داعش" بمنطقة الساحل والصحراء. ويُعد هذا الهجوم الذي تم تحييده هو الأسوأ الذي يتعرض له المغرب منذ عدة سنوات؛ ما دفع المديرية العامة للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني إلى وصفه بأنه مخطط "بالغ الخطورة"، كما يكشف هذا المخطط الإرهابي عن استمرار ترصد التنظيمات المتطرفة في منطقة الساحل بالمملكة المغربية، في ضوء تعرض المغرب في مايو 2024 لمخطط مشابه، تورط فيه تنظيم "داعش"، بما قد يهدد الأمن القومي المغربي.

كيف نجح المغرب في مواجهة نشاط الخلايا الإرهابية؟

تحرُّك استباقي:

د. محمود زكريا

قامت الولايات المتحدة الأمريكية بتنفيذ ضربات جوية ضد تنظيم داعش في الصومال في 1 فبراير 2025، وجرى تنفيذها في ولاية "بونتلاند" ذات الحكم شبه الذاتي، وتحديداً في منطقة جبال "جوليس" الواقعة شمال البلاد، وقد استهدفت أحد كبار مخططي الهجمات في التنظيم وأعضاء آخرين وفقاً لما أكده الجانب الأمريكي. وأسفرت هذه الضربة عن مقتل قادة رئيسيين في التنظيم، وسقوط نحو (46) عنصراً إرهابياً منهم (12) مقاتلاً أجنبياً وفقاً لما أعلنته حكومة ولاية "بونتلاند" يوم 2 فبراير الجاري.

ما دلالات الهجوم الأمريكي على تنظيم داعش في "بونتلاند"؟

استهداف القيادات:

لا يبدو أن المواجهات التي تدور بين الفصائل الموالية لتركيا وقوات سوريا الديمقراطية "قسد" شمال شرق سوريا سوف تتراجع خلال المرحلة المقبلة، وهو ما قد يزيد من حدة التهديدات التي تواجه الإدارة السورية الجديدة، بيد أن الارتدادات المحتملة لهذه المواجهات لا تقتصر على ما سبق؛ إذ بدأت اتجاهات عديدة في إطلاق تحذيرات من احتمال تأثير هذه المواجهات على مدى استمرار السيطرة على مخيمات التطرف، وخاصةً "الهول"، الذي يقع في محافظة الحسكة، ويضم أعداداً كبيرة من نساء وأطفال التنظيمات الإرهابية، وبخاصة "داعش". وزادت تلك المخاوف بعد إحباط الأجهزة الأمنية التابعة لــ"قسد" في 18 يناير 2025 والمكلفة بتأمين المخيم، محاولة فرار لعائلات مرتزقة "داعش" من داخل "الهول".

ما تأثيرات المواجهات العسكرية شمال سوريا على مخيمات التطرف؟

أعباء التأمين:

د. حمدي بشير

أكدت تقارير إعلامية إسبانية، في 16 يناير 2025، أن مواطناً يحمل الجنسية الإسبانية تعرض للاختطاف من طرف جماعة مسلحة بجنوب الجزائر، وتم نقله بعد ذلك إلى مالي، مشيرة إلى أن التنظيم المشتبه في قيامه بعملية الاختطاف هو تنظيم "داعش في الصحراء الكبرى"، وهو ما يطرح تساؤلات حول دلالات توسيع تنظيم داعش عملياته في جنوب الجزائر.

ما تداعيات عودة عمليات تنظيم داعش في جنوب الجزائر؟

هشاشة الحدود:

د. عمرو عبدالعاطي

أعلن وزير الجيوش الفرنسي، سيباستيان لوكورنو، في 31 ديسمبر 2024، أن فرنسا نفذت ضربات جوية ضد مواقع تابعة لتنظيم "داعش" في سوريا، وهي العملية الأولى من نوعها التي تقوم فرنسا بشنها منذ عامين. فقد استهدفت الضربات موقعين عسكريين في وسط سوريا باستخدام مقاتلات رافال وطائرات بدون طيار، حيث تم إطلاق سبع قذائف على الأهداف المحددة، وذلك في سياق مشاركتها في التحالف الدولي ضد التنظيم. وتكتسب تلك الخطوة التي أقدمت عليها باريس أهميتها لجهة توقيتها تحديداً، حيث إنها تأتي في سياق التحولات التي تشهدها سوريا في أعقاب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد، في ديسمبر 2024، وفي ضوء تصاعد حدة الضربات العسكرية التي توجهها الولايات المتحدة الأمريكية إلى التنظيم نفسه أيضاً لمنعه من محاولة استغلال ما يجري على الساحة الداخلية لإعادة تعزيز نشاطه مجدداً.

لماذا عادت الضربات الفرنسية ضد "داعش" في سوريا؟

تعزيز الدور:

نهلة عبد المنعم 

تفرض الملابسات المحيطة بانهيار نظام بشار الأسد في سوريا تساؤلات شائكة حول فرص استغلال تنظيم داعش للتطورات السياسية والأمنية المتسارعة من أجل إعادة ترميم صفوفه واستعادة نفوذه بالبلاد. ونظراً إلى تعقيدات المشهد السوري، تكتسب المخاوف المتعلقة بعودة تنامي داعش أهمية خاصة لدى الكثير من الأطراف المحلية والدولية؛ فمن جانبه حذر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، في 9 ديسمبر 2024، من محاولة التنظيم الاستفادة من الأوضاع الحالية لتعزيز قدراته وتأسيس ملاذات آمنة في المنطقة، فيما أكد قائد قوات سوريا الديمقراطية "قسد" مظلوم عبدي، في 6 ديسمبر 2024، أن عناصر التنظيم بدأت تنشط في البادية السورية.

ما فرص استفادة تنظيم داعش من انهيار النظام السوري؟

تحديات الفوضى:

أعلن رئيس الوزراء العراقي "محمد شياع السوداني"، في 22 أكتوبر 2024، مقتل "والي العراق" في تنظيم "داعش"، "جاسم المزروعي أبو عبد القادر"، بالإضافة إلى ثمانية من قيادات التنظيم بضربة جوية في جبال حمرين بمحافظة كركوك شمال العراق. وتشكل العملية نقطة تحول بارزة في مسار المواجهة مع التنظيم، باعتبار أنها ستفرض تداعيات مباشرة سواء على تماسك "داعش" من الداخل، أو على نمط تفاعلاته في مواجهة الاستراتيجية الأمنية الجديدة التي تتبناها الحكومة العراقية في مواجهته.

ما أهداف بغداد من تصفية "والي العراق" في تنظيم "داعش"؟

مكاسب منشودة:

أعلنت الولايات المتحدة، في 12 أكتوبر 2024، عن استهداف معسكرات تابعة لتنظيم "داعش" في الداخل السوري، وذلك في إطار الرد على تزايد هجمات التنظيم خلال الآونة الأخيرة على مناطق الإدارة الذاتية الكردية بشمال سوريا، وكذلك في منطقة سيطرة الحكومة السورية. وتزامنت هذه الضربات مع كثافة الاستهداف الإسرائيلي للعمق السوري، وهو ما وفر بيئة خصبة لعودة نشاط الجماعات الإرهابية، من خلال توظيف التأزم الحادث في صراعات المنطقة، والتطور الحادث في المواجهات بين إسرائيل وإيران والأذرع المسلحة الموالية لها في لبنان واليمن والعراق، بالإضافة إلى استمرار الحرب على قطاع غزة.

داعش

الإصدارات

الأكثر مشاهدة