إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية

بعد جهود حثيثة شاركت فيها قوى إقليمية ودولية عدة، تم الإعلان عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان، دخل حيز التنفيذ في الساعات الأولى من يوم 27 نوفمبر 2024. ويتضمن الاتفاق 13 بنداً تشمل ترتيبات أمنية عديدة تم التوافق عليها بين إسرائيل ولبنان وحزب الله، برعاية أطراف عديدة من بينها الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا.

ماذا بعد إبرام اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان؟

مرحلة اختبار:

نوار الصمد 

في ظل التصعيد العسكري القائم بين حزب الله وإسرائيل، تبرز فرنسا لاعباً دولياً يسعى إلى القيام بدور الوساطة في هذا النزاع المعقد. واستناداً إلى تاريخها العميق في لبنان وعلاقاتها الإقليمية والدولية، تتهيأ أمام فرنسا عدة عوامل تعزز فرص نجاحها في القيام بهذا الدور، كما تظهر في الوقت نفسه عوامل أخرى تشكل عقبات أمام إتمامها هذه المهمة بنجاح.

هل تنجح فرنسا في لعب دور الوساطة بين حزب الله وإسرائيل؟

استعادة الدور:

د. محمد عباس ناجي

يواجه نظام الجمهورية الإسلامية في إيران حالياً أصعب الاختبارات التي مر بها على مدى أكثر من أربعة عقود. فرغم أنه تعرض لأزمات خارجية عديدة منذ عام 1979، إلا أن الأزمة الحالية قد تكون الأكبر والأكثر خطورةً على بقائه في السلطة. ومع أنّ المرشد الأعلى للجمهورية "علي خامنئي"، حاول في الرسالة التي أصدرها، في 28 سبتمبر 2024، بعد اغتيال الأمين العام لحزب الله "حسن نصر الله" في الهجمات التي شنتها إسرائيل على الضاحية الجنوبية لبيروت قبل ذلك بيوم واحد، تأكيد أن هذا المتغير لن يؤثر على قوة وتماسك الحزب؛ إلا أن ذلك لا ينفي أن هناك مخاوف تنتاب النظام في إيران من التداعيات التي يمكن أن تنجم عن ذلك، خاصةً في ظل الاختراقات الأمنية التي يعاني منها حالياً، وبدا أبرز وآخر تجلياتها في عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس "إسماعيل هنية" داخل مقر أمني تابع للحرس الثوري في 31 يوليو 2024.

كيف تفكر إيران في مرحلة ما بعد حرب لبنان؟

المسارات الخَطِرة:

محمد بسيوني عبدالحليم

رانيا سليمان سعد الدين

ثمة مخاوف من مآلات التصعيد الحالي بين إسرائيل وحزب الله، خصوصاً وأنه اختلف في سياقه وآلياته عن المناوشات والضربات الخفيفة المتبادَلة بينهما، والمستمرة منذ 8 أكتوبر 2023 بالتزامن مع الحرب على غزة؛ حيث بدأت إسرائيل في استخدام آليات وأدوات جديدة لإضعاف حزب الله، ومنها اختراق أجهزة الاتصال، وهو ما اتضح في تفجير أجهزة الاتصال اللاسلكية الخاصة بحزب الله، والذي أسفر عن إصابة آلاف اللبنانيين، بالرغم من عدم اعتراف إسرائيل رسمياً بالتورط في تلك التفجيرات حتى الآن، فضلاً عن الهجمات المباشرة التي وجهتها إسرائيل إلى جنوب لبنان على مدار الأيام الماضية، والتي أسفرت عن مقتل ما يزيد على 500 شخص، وإصابة الآلاف من المدنيين، الأمر الذي شهد إدانات إقليمية ودولية واسعة، وهو ما دفع العديد من المحللين إلى التساؤل حول مستقبل هذا التصعيد وما إذا كان سيتسع إلى حرب إقليمية شاملة في ضوء المواقف المختلفة للقوى الإقليمية والدولية من الحرب، وكذلك الأوضاع الداخلية لكل من إسرائيل وحزب الله اللذين أنهكتهما حرب غزة.

ما حدود التصعيد بين إسرائيل وحزب الله؟

عتبة الحرب:

د. أحمد عبدالقادر يحيى

تنوعت التحليلات وكثُرت التأويلات حول أسباب وتداعيات ما حدث من هجوم واسع على عناصر حزب الله اللبناني عبر أجهزة الاتصالات، وهي الهجمات التي بدأت يوم السابع عشر من سبتمبر الجاري عبر تفجير المئات من أجهزة النداء "البيجر" في العديد من المناطق اللبنانية، وفي بعض مناطق تُمركز الحزب في سوريا بشكل متزامن، أعقبها في اليوم التالي تفجيرات متزامنة أخرى لأجهزة اللاسلكي التي يستخدمها عناصر الحزب؛ ما أسفر عن مقتل 37 شخصاً وإصابة ما يقرب من 3000 آخرين، المئات منهم حالتهم حرجة، بحسب وزير الصحة اللبناني يوم 19 سبتمبر، لكن المؤكد أن تلك الأحداث تُشكل أكبر خرق أمني للحزب منذ نشأته؛ الأمر الذي ينسف كلياً قواعد الاشتباك القائمة مع إسرائيل منذ سنوات، بل لا يعتبر من قبيل المبالغة إن قيل إن هذا الخرق الاستخباراتي السيبراني غير المسبوق سوف يكون محل دراسة واهتمام العديد من أجهزة الاستخبارات حول العالم خلال الفترة القادمة.

ماذا بعد استهداف إسرائيل منظومة الاتصالات الخاصة بحزب الله؟

"حافة الهاوية":

محمد فوزي

لم يمنع التحالف القائم بين حزب الله والنظام السوري خلال السنوات الماضية، دون حدوث توترات بين الطرفين، وخاصةً أن الصراع داخل سوريا أنتج مجموعة من المصالح المتعارضة بين الطرفَيْن. وفي هذا السياق، أشارت تقارير إلى أن ثمة خلافات متصاعدة بين الحزب وقوات الدفاع الوطني التابعة للنظام السوري، على خلفية استحداث قوات الحزب عدة نقاط عسكرية جديدة قرب معابر التهريب مع لبنان، على أطراف منطقة سرغايا الحدودية بريف دمشق الغربي، وهو الأمر الذي اعتبرته قوات النظام السوري تهديداً لمصالحها ونفوذها، لا سيما أن النقاط العسكرية الجديدة تؤثِّر على تحركات القوات. وقد تزامن هذا التوتُّر مع سعي سوري إلى ضبط المناطق الحدودية، خصوصاً أنها تمثل مصدر تهديد لدول الجوار الإقليمي؛ ما قد يعوق محاولات دمشق لتطبيع علاقاتها مع جوارها الإقليمي.

لماذا تتزايد التوتُّرات بين حزب الله والنظام السوري في المناطق الحدودية؟

عوائد التهريب:

تصاعدت القدرات السيبرانية لميليشيا حزب الله اللبناني.. يدلل على ذلك تقرير شركة "كلير سكاي" للأمن السيبراني أواخر يناير الماضي، الذي كشف عن قيام مجموعة قرصنة تابعة لحزب الله، تحمل اسم "الأرز اللبناني"، بتنفيذ حملة تجسس عالمية. يُضاف إلى ذلك التقارير الاستخباراتية التي كشفت عن قيام الحرس الثوري الإيراني بإنشاء وحدة جديدة للأمن السيبراني في جهاز مكافحة التجسس التابع لميليشيا حزب الله. ويمكن فهم مسعى ميليشيا حزب الله اللبناني الحالي من أجل تعزيز قدراتها السيبرانية من أجل زيادة قدرة الميليشيا على التجسس بسهولة على مختلف مؤسسات الدولة اللبنانية. ومن المتوقع أن تحاول ميليشيا حزب الله اللبناني أن تستثمر قوتها المتصاعدة في المجال السيبراني من أجل القيام بهجمات سيبرانية على بعض دول المنطقة. ويأتي تأسيس طهران وحدةً استخباراتيةً جديدةً لميليشيا حزب الله اللبناني وإشراف طهران على تلك الوحدة في إطار مسعى إيران إلى إحكام قبضتها على لبنان.

حزب الله

الإصدارات

الأكثر مشاهدة