د. صدفة محمد محمود

وجّه الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين"، في 13 مارس الجاري، الشكر لعددٍ من قادة دول العالم، وكان من بينهم الرئيس البرازيلي "لولا دا سيلفا" على الجهود التي يبذلونها لمعالجة الصراع في أوكرانيا وجهودهم لوقف إطلاق النار. وقال: "نحن ممتنون لهم جميعاً على ذلك لأن هذا النشاط يهدف إلى تحقيق مهمة نبيلة، مهمة إنهاء الأعمال العدائية والخسائر في الأرواح".

مواقف دول أمريكا اللاتينية تجاه التسوية السلمية لحرب أوكرانيا

حسابات متشابكة:

في 28 يناير 2025، أعلنت رئيسة هندوراس " زيومارا كاسترو"، التي تتولى بلادُها الرئاسةَ المؤقتةَ لمجموعة دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي "سيلاك"، عن إلغاء القمة الطارئة لرؤساء الدول والحكومات التي كان مقرراً عقدها في 30 يناير. سبق أن دعت كاسترو إلى عقد القمة لمعالجة قضايا "الهجرة" و "وحدة أمريكا اللاتينية والكاريبي، عقب اندلاع أزمة دبلوماسية بين كولومبيا والولايات المتحدة في 26 يناير 2025، بشأن طريقة ترحيل المهاجرين الكولومبيين الذين دخلوا الأراضي الأمريكية بصورة غير قانونية. رفض الرئيس الكولومبي "جوستافو بيترو" أسلوب التعامل الذي وصفه بأنه "غير إنساني" للمهاجرين المُرحَّلين، ولم يقبل استقبالهم على طائرات عسكرية أمريكية مصفدي الأيدي.

كيف تستجيب دول أمريكا اللاتينية للإجراءات التصعيدية الأمريكية؟

غياب التوافق:

في 10 ديسمبر 2024، أعلنت السلطات البرازيلية والإيطالية عن تنفيذ عمليتين مشتركتين بهدف تفكيك مخطط لتهريب الكوكايين من أمريكا الجنوبية إلى أوروبا باستخدام سفن شحن أو طائرات. وأصدرت السلطات 18 مذكرة توقيف في البرازيل، ومذكرة توقيف في إسبانيا ضد أعضاء مشتبه في انتمائهم إلى جماعات إجرامية مرتبطة بالاتجار الدولي بالمخدرات. وفي إيطاليا قالت الشرطة في بيان إنه تم اعتقال خمسة أشخاص.

كيف تشكل تجارة المخدرات ملامح العلاقات بين أوروبا وأمريكا اللاتينية؟

شبكات الاتجار:

عقب سنوات طويلة من الإهمال النسبي لمنطقة أمريكا اللاتينية من قِبل الحكومات الأمريكية المتعاقبة، لأسباب عدة، من المُرجح أن تحظى المنطقة باهتمام أكبر من قِبل الرئيس الأمريكي المنتخب "دونالد ترامب"، بحكم تركيز حملته الانتخابية على مجموعة من القضايا، منها الهجرة غير النظامية، والمخدرات، والتجارة، والقوة الاقتصادية المتنامية للصين، وهي القضايا التي ستقود ترامب وحلفاءه إلى النظر، في كثير من الأحيان، إلى الدول الواقعة جنوب الولايات المتحدة، مع ما يترتب على ذلك من عواقب مهمة وحاسمة على هذه الدول. مع ذلك، فإن التأثيرات المحتملة لسياسات ترامب على أمريكا اللاتينية تظل مرهونةً بعدة عوامل، مثل درجة الاعتماد الاقتصادي، والقرب الجغرافي، وتدفقات الهجرة والمخدرات.

ما الذي تعنيه رئاسة دونالد ترامب الثانية لأمريكا اللاتينية؟

أجندة ضاغطة:

من المقرر أن يجري الرئيس الصيني "شي جين بينج" جولة في أمريكا اللاتينية خلال شهر نوفمبر الجاري، سيفتتح خلالها ميناءً ضخماً موَّلته بكين بالقرب من ليما في بيرو، وسوف يُسافر بعد ذلك لحضور قمة قادة مجموعة العشرين التي ستستضيفها مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية بين 18–19 نوفمبر 2024، ثم يقوم بزيارة دولة يلتقي خلالها نظيره البرازيلي "لولا دا سيلفا". علاوةً على ذلك، تستعد بكين لاستضافة منتدى الصين ومجموعة دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي في أبريل 2025، إضافةً إلى وجود خطط لدى بعض بلدان المنطقة للانضمام إلى مبادرة الحزام والطريق الصينية.

ما مستقبل الدور الصيني في أمريكا اللاتينية؟

حدود النفوذ:

أجرت "كامالا هاريس" نائبة الرئيس ومرشحة الحزب الديمقراطي للانتخابات الأمريكية، والرئيس الأمريكي السابق ومرشح الحزب الجمهوري "دونالد ترامب"، مناظرتهما الوحيدة في 10 سبتمبر 2024. من بين العديد من القضايا التي تم تناولها – مثل الإجهاض والاقتصاد وسياسة الهجرة – كانت مقترحات السياسة الخارجية لكلا المرشحين ذات أهمية خاصة. في هذا المجال، كانت الموضوعات التي احتلت معظم النقاش هي الحرب في أوكرانيا والصراع الإسرائيلي الفلسطيني والأزمة في فنزويلا. وباستثناء الإشارة إلى القضية الأخيرة وكذلك المكسيك في سياق سياسة الهجرة، لم يكن لأمريكا اللاتينية عملياً أي حضور في المناظرة الرئاسية الأمريكية.

التداعيات المحتملة للانتخابات الرئاسية الأمريكية على دول أمريكا اللاتينية

الفناء الخلفي:

في سبتمبر الجاري، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على 16 مسؤولاً فنزويلياً، منهم قادة المجلس الانتخابي الوطني المتحالف مع الرئيس نيكولاس مادورو؛ بسبب مزاعم إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن حول قيامهم بعرقلة عملية إجراء انتخابات حرة ونزيهة في البلاد. بالإضافة إلى استهداف الجيش والمخابرات والمسؤولين الحكوميين المسؤولين عن "تكثيف القمع من خلال الترهيب والاحتجاز العشوائي والرقابة".

كيف توظف واشنطن العقوبات في إدارة العلاقات مع دول أمريكا اللاتينية؟

الضغط السياسي:

إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية

يتعرض كتاب "القارة الغامضة: كيف يمكن فهم أمريكا اللاتينية؟" للدكتورة صدفة محمد محمود الخبيرة في شؤون أمريكا اللاتينية والكاريبي، والباحثة الأولى غير المقيمة بـ"إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية"، لمنطقة أمريكا اللاتينية، من خلال ثمانية فصول تُلقي الضوء على الاتجاهات والظواهر المؤثرة في تفاعلات المنطقة، والقوى والأطراف الفاعلة، والهيكل الاقتصادي، إضافة إلى التكتلات والتجمعات الإقليمية، وكذلك خريطة العلاقات الخارجية لدول أمريكا اللاتينية مع القوى الكبرى، بجانب العوامل المُحدِّدة لمستقبل القارة اللاتينية خلال الألفية الثالثة. ويفترض الكتاب أن ثمة تعقُّداً في المشهد الداخلي في بلدان أمريكا اللاتينية، في ظل ما تعانيه من أزمات اقتصادية واجتماعية وسياسية حادة. وهذا التعقد تزامن مع تنامي الضغوط الدولية التي تتعرَّض لها بلدان المنطقة، في ظل تفاقم حالة التنافس بين القوى الكبرى في العالم. وفي ضوء هذا يمكن الاطّلاع على محتويات الكتاب من خلال الرابط التالي:  للاطّلاع بصيغة PDF

كيف يمكن فهم أمريكا اللاتينية؟

القارة الغامضة:

أثار اقتحام الشرطة الإكوادورية، في 5 أبريل 2024، سفارة المكسيك في كيتو، قدراً كبيراً من التوتر الدبلوماسي؛ ليس فقط بين الإكوادور والمكسيك، بل أيضاً مع العديد من بلدان أمريكا اللاتينية التي انتقدت عملية الاقتحام، واتخذت إجراءات دبلوماسية تصعيدية في مواجهة الإكوادور. كان التوتر الذي ارتبط بهذا الاقتحام أحدث مثال على ما تشهده المنطقة من خلافات ومشاحنات سياسية بين العديد من قادة دولها، على نحو يُثير التساؤل حول الأسباب الكامنة وراء هذه التوترات التي بخلاف سابقاتها، لم تعد تحركها الانقسامات الأيديولوجية (ما بين حكومات اليمين واليسار) فحسب، بل أصبحت مدفوعة أيضاً بالأوضاع الداخلية وكذلك السياسات الخارجية لحكومات دول المنطقة، وهو الأمر الذي يحمل في طياته العديد من المخاطر التي يمكن أن تهدد مستقبل أمريكا اللاتينية.

أمريكا اللاتينية

الإصدارات

الأكثر مشاهدة