إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية

تواجه روسيا، بحسب توصيف الرئيس الأمريكي جو بايدن، العقوبات الأكبر في التاريخ المفروضة ضد دولة، وهو ما تجلّى بشكل إساسي في إعلان القوى الغربية استبعاد روسيا من نظام "سويفت" للتحويلات المالية، وما لذلك من تداعيات سلبية على الاقتصاد الروسي في المديين المنظور والمتوسط، ومن جانب آخر، فقد تم إغلاق 34 دولة مجالها الجوي أمام الطيران المدني الروسي، كما تمّ فرض عقوبات أمريكية وأوروبية ضد الرئيس الروسي وبعض المُقرّبين منه جنباً إلى جنب مع فرض حزمة عقوبات غربية صارمة ضد البنك المركزي الروسي، وقد وصفت موسكو العقوبات المفروضة ضدها بأنها "حادة ومؤلمة". وفي ضوء هذا يقدم الفيديو التالي أبرز العقوبات المفروضة على روسيا، ويمكن كذلك مشاهدة الفيديو عبر الصفحة الرسمية لـ "إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية" على موقع "يوتيوب" من خلال الرابط التالي.

ما هي العقوبات الأكبر في التاريخ المفروضة ضد روسيا؟ (فيديو)

تكسير العظام:

تشهد الفترة الحالية تحولات هائلة في السياسة الخارجية الألمانية التي تميزت لعقود بالاستمرارية، والتوازن الدقيق، والتكيف البطيء مع الظروف المتغيرة، وتجنُّب العسكرة؛ حيث قررت الحكومة الألمانية زيادة ميزانية الدفاع للبلاد بدرجة كبيرة، وتوسيع الالتزامات داخل الناتو، وتقديم دعم عسكري صريح لأوكرانيا، وفرض عقوبات قاسية على روسيا. وتأتي تلك التحولات الكبرى مدفوعة بعدد من العوامل؛ لعل أبرزها الحرب الروسية الشاملة على أوكرانيا، والتحالفات الداخلية للحزب الحاكم في ألمانيا، وتراجُع نفوذ الجناح المؤيد لموسكو في الحزب الحاكم، وتوجُّه برلين إلى تقليل الاعتماد على الغاز الروسي، بالإضافة إلى تقارب برلين مع الإدارة الأمريكية الحالية. وقد فرضت الحرب الأوكرانية واقعاً جيوسياسيّاً جديداً بالنسبة إلى السياسة الخارجية، حتى الدفاعية الألمانية؛ إذ وفرت توافقاً نادراً بين النخبة الحاكمة والشعب الألماني من أجل تبني تحولات جذرية إزاء تموضع برلين أوروبيّاً وعالميّاً. وقد أعلن المستشار الألماني "أولاف شولتس" عن إحداث "تحول تاريخي" في السياسة الخارجية والدفاعية الألمانية؛ حيث أجبرت الحرب الأوكرانية أكبر اقتصاد في أوروبا على التخلي عن عقود من التردد في رفع مكانتها العسكرية، والتوجُّه نحو تعزيز ثقلها الإقليمي والدولي.

كيف أدت الحرب الأوكرانية إلى ثورة في السياسة الألمانية؟

تحوُّلات برلين:

ترتبط تطورات الحرب الأوكرانية الحالية بشكل وثيق بنفوذ الولايات المتحدة على المستوى العالمي، خاصةً في ظل مساعي واشنطن لتوحيد الموقف الغربي والدولي إزاء التدخل الروسي، ومن هذا المنطلق فإن تلك الحرب تخلق العديد من الفرص للولايات المتحدة في المدى المنظور، إذ يرى الرئيس التنفيذي لمركز تحليل السياسة الأوروبية بواشنطن "أرون ويس ميتشيل" أن الحرب تمثل فرصة لن تتكرر للولايات المتحدة على المستوى الاستراتيجي، وأنه في حال صمود المقاومة الأوكرانية ضد الروس، فإنه يمكن تسليح الأوكرانيين لإلحاق هزيمة واسعة بموسكو، ومن جانب آخر، تدفع الحرب الحالية الحلفاء داخل الناتو إلى زيادة الإنفاق الدفاعي ودعم أوكرانيا وتعزيز تماسك الحلف. وفي ضوء هذا يقدم الفيديو التالي أبرز الفرص المحتملة لواشنطن جرّاء الحرب الأوكرانية، ويمكن كذلك مشاهدة الفيديو عبر الصفحة الرسمية لـ "إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية" على موقع "يوتيوب" من خلال الرابط التالي.

لماذا تمثل الحرب الأوكرانية فرصة استراتيجية لواشنطن؟ (فيديو)

تطويق موسكو:

طرح التدخل الروسي في أوكرانيا عدة تساؤلات حول الموقف الصيني منه، ومدى انحيازه إلى روسيا مقابل الغرب، خاصةً في ظل العلاقات الاستراتيجية بين بكين وموسكو، ومحاولات الصين تقليل الاعتماد على الغرب. ويطرح الهجوم الروسي على أوكرانيا تساؤلات أيضاً حول قدرة الصين على استغلاله في مساعيها الرامية إلى تقليل الاعتماد على الدول الغربية، والرهان على روسيا بوصفها حليفاً استراتيجيّاً، وكيف يمكن أن يساهم الهجوم في بلورة موقف صيني محدد، وتكثيف سياساتها الاستقلالية، في المقابل، فإن ذلك يطرح بعض التحديات على الجانب الصيني خاصةً في ظل العقوبات المكثفة المفروضة ضد روسيا واعتبار بكين هي الشريك التجاري الأكبر لموسكو.

الحرب الأوكرانية

الإصدارات

الأكثر مشاهدة