أدت كلوديا شينباوم مرشحة حزب مورينا اليساري الحاكم، في شهر أكتوبر الجاري، اليمين الدستورية في الكونجرس بصفتها أول رئيسة للمكسيك في تاريخها الممتد لأكثر من 200 عام كدولة مستقلة. تولت الرئيسة الجديدة السلطة بعد فوز ساحق في يونيو الماضي؛ فقد انتخبها ما يقرب من 35.5 مليون مكسيكي – أي نحو %60 من الناخبين – وفازت بأكبر عدد من الأصوات من أي رئيس في تاريخ المكسيك، كما فازت في 31 من أصل 32 ولاية.

جاء فوز شينباوم بعد 70 عاماً من فوز النساء بحق التصويت في المكسيك. وقامت عمدة مكسيكو سيتي السابقة البالغة من العمر 62 عاماً بحملة تضمنت وعداً بالاستمرار في حماية وتوسيع المبادرات المميزة لسلفها الرئيس السابق أندريس مانويل لوبيز أوبرادور (2018–2024)، مع وعود بالحد من أسعار الغاز والمواد الغذائية، وتوسيع برامج توزيع النقد للنساء والأطفال، ودعم الاستثمار التجاري، والإسكان وبناء قطارات الركاب.

ومع ذلك، يُجادل بعض المراقبين بأن شينباوم ستكون قادرة على ترسيخ أسلوبها الخاص في الحكم، الذي سيكون مغايراً لسلفها ومرشدها السياسي؛ بسبب شخصيتها القائمة على الاستناد إلى العلم والبيانات لا على التوجهات والسياسات الشعبوية. وبغض النظر عن مدى الاستمرارية أو التغير في نهج الرئيسة الجديدة للمكسيك، فإنه سيكون عليها معالجة العديد من الملفات والقضايا الشائكة، التي ربما تُشكل مستقبل إدارتها وقدرتها على الحكم.

ملفات رئيسية

خلال حملتها للرئاسة، أعلنت شينباوم أبرز مقترحاتها وخططها في برنامجها الانتخابي، كما أوضحت بعض هذه المقترحات والخطط بشكل أكثر تفصيلاً خلال الأيام الأولى من توليها مهام منصبها، كما يتبين فيما يلي:

1– مواصلة سياسات التحول الرابع للرئيس لوبيز أوبرادور: هي عبارة عن حزمة من ثمانية عشر تعديلاً دستورياً اقترحها الرئيس السابق للمكسيك، في وقت سابق من العام الجاري، وهي الحزمة التي تشمل زيادة الحد الأدنى للأجور فوق معدل التضخم، وانتخاب جميع أعضاء السلطة القضائية عن طريق التصويت الشعبي. وتسعى سياسات التحول الرابع إلى إعادة هيكلة اجتماعية وسياسية للمكسيك، بهدف تمكين الفقراء والمهمشين في البلاد اقتصادياً، لكن معارضيها يشددون على أنها تفضي في الواقع إلى تقويض الديمقراطية وتقليص استقلالية المؤسسات الانتخابية والرقابية.

2– الالتزام بنهج "العناق وليس الرصاص" في مواجهة جماعات الجريمة: تُعاني المكسيك من تزايد النفوذ السياسي والاقتصادي لجماعات الجريمة المنظمة، وتشهد ارتفاعاً كبيراً في معدل القتل؛ حيث قتل ما يصل إلى 30 ألف شخص سنوياً منذ عام 2018، وفقاً لمجلس العلاقات الخارجية ومقره نيويورك، في حين تم الإبلاغ عن أكثر من 45 ألف في عداد المفقودين، أو يفترض أنهم ماتوا خلال السنوات الست الماضية. وتشهد البلاد أيضاً ارتفاعاً في عدد جرائم قتل النساء التي ستكون بلا شك على رأس قائمة مهام شينباوم. وشكك لوبيز أوبرادور في الإحصاءات، مدعياً أنه تم تضخيمها لإلحاق الضرر به سياسياً. في مواجهة مستويات العنف المرتفعة، كان نهج أوبرادور هو "العناق وليس الرصاص"، وهو برنامج يقدم مساعدات حكومية وبرامج اجتماعية بقصد رفع مستوى معيشة الطبقة العاملة لجعل العصابات الإجرامية أقل جاذبيةً للمجندين الشباب. هذه المبادرة المشكوك فيها – التي يصر الخبراء على أنها لم تفعل شيئاً للحد من عنف المخدرات وتقليص نفوذ العصابات – يمكن أن تظل موجودة لفترة، بالنظر إلى أن شينباوم تعهدت بأن إدارتها لن تخوض حرباً مع عصابات الجريمة المنظمة، وستواصل استراتيجية استهداف الأسباب الاجتماعية التي تجعل الكثير من الشباب المكسيكيين أهدافاً سهلة لتجنيد العصابات الإجرامية، مع التصدي لعدم الإفلات من العقاب.

3– تنفيذ برامج اجتماعية جديدة: انتقدت شينباوم السياسات الاقتصادية النيوليبرالية للرؤساء السابقين للمكسيك، بحجة أنها ساهمت في تفاقم أوضاع عدم المساواة في البلاد، ووعدت بتوسيع برامج الرعاية الاجتماعية تحت رئاستها، كما أنها تعتزم مواصلة البرامج التي بدأها لوبيز أوبرادور، مثل المعاشات التقاعدية الشاملة، وخلال حملتها الانتخابية، قدمت برنامجين اجتماعيين من المقرر البدء فيهما في أوائل عام 2025، وسيوفر أحدهما المعاش التقاعدي للنساء اللائي تتراوح أعمارهن بين 60 و64 عاماً، بقيمة 3000 بيزو مكسيكي كل شهرين، بالإضافة إلى توفير منحة للعائلات بقيمة 1900 بيزو مكسيكي كل شهرين، علاوةً على 700 بيزو مكسيكي إضافي لكل طالب إضافي، في مرحلة ما قبل المدرسة إلى التعليم الثانوي.

4– إيلاء مزيد من الاهتمام بالطاقة النظيفة: تتمتع شينباوم الحاصلة على درجة الدكتوراه في هندسة الطاقة ودرجات علمية في الفيزياء، بخبرة في مجال السياسة البيئية؛ لكونها شغلت منصب وزيرة البيئة في مكسيكو سيتي، وعملت في الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC)، التي فازت بجائزة نوبل عام 2007. في فترة ولايتها وزيرةً للبيئة، شهدت العاصمة المكسيكية انخفاضاً ملحوظاً في نسب تلوث الهواء، وأنشأت محميات بيئية مجتمعية. ورغم دعمها شركة PEMEX (شركة النفط المملوكة للدولة)، فقد شددت على أهمية التحول إلى مصادر الطاقة النظيفة.

خلال أول خطاب عام لها بعد تنصيبها، تحدثت شينباوم عن أهدافها لمستقبل قطاع الطاقة في المكسيك، التي تمثلت في أنه بحلول عام 2030، ستسهم الطاقة النظيفة بنحو %45 من إجمالي إنتاج الكهرباء. هذا الهدف أعلى بكثير من %24 من الكهرباء النظيفة التي حققتها المكسيك عام 2024، وفقاً لوزارة الطاقة في البلاد، وأعلنت أنها ستشجع الاستثمار الخاص في الطاقة المتجددة، وهو الأمر الذي أحبطته الحكومة السابقة. وقالت شينباوم إنها ستطلق "برنامجاً طموحاً لانتقال الطاقة"، يهدف إلى "الحد من غازات الدفيئة التي تسبب تغير المناخ" في الأيام المقبلة، وأعلنت أن البلاد سيكون لديها أول حد لإنتاج النفط يبلغ 1.8 مليون برميل يومياً. وتمثل سياسات شينباوم المقترحة تحولاً كبيراً عن سياسات سلفها الرئيس المكسيكي السابق، وهو مؤيد قوي للوقود الأحفوري.

5– الدفاع عن حقوق النساء: تصف شينباوم نفسها بأنها نسوية، تدعم مبادئ المساواة بين الجنسين وحقوق المرأة، وهي تدعو إلى إضفاء الشرعية على الإجهاض، وتتقارب مواقفها مع الحركات الأوسع التي تهدف إلى تعزيز الحقوق الإنجابية والاستقلال الذاتي للمرأة. وفي ثاني يوم لها في منصبها، أعلنت الرئيسة المكسيكية الجديدة عن حزمة من الإصلاحات تهدف إلى تعزيز حقوق المرأة، ومنها ضمان دستوري للمساواة في الأجر عن العمل المتساوي.

في المكسيك، تكسب النساء 65 بيزو مقابل كل 100 بيزو يكسبها الرجل، وفقاً لوكالة الإحصاء الوطنية. وتسعى الإصلاحات أيضاً إلى ضمان التحرر من العنف والمطالبة بالمساواة بين الجنسين في المجالس الحكومية على مستوى الولايات والمستوى الاتحادي، في بلد يشهد بعض أعلى مستويات العنف ضد المرأة عالمياً. في المتوسط، يتم قتل ما بين 9 و10 نساء كل يوم، وفقاً لبيانات الحكومة، وعشرات الآلاف في عداد المفقودين. في عام 2022، تعرض أكثر من 70% من النساء اللائي تتراوح أعمارهن بين 15 عاماً وما فوق لنوع من العنف، بزيادة 4% عن المسح السابق الذي أجرته وكالة الإحصاء في عام 2016.

تحديات شائكة

ينتظر كلوديا شينباوم، التي ستحكم المكسيك للفترة 2024–2030 ولولاية رئاسية واحدة، العديد من التحديات الداخلية والخارجية، التي ربما تعيق قدرتها على تنفيذ برنامجها الانتخابي، ومنها:

1– قيود الموازنة العامة: ترث السياسية اليسارية اقتصاداً قوياً من سلفها لوبيز أوبرادور. نما الناتج المحلي الإجمالي للمكسيك ثاني أكبر اقتصاد في أمريكا اللاتينية، بنسبة 3.2% عام 2023، مسجلاً في السنة الثانية على التوالي التي ينمو فيها أكثر من 3%. تُظهر البيانات الرسمية أيضاً أن معدل الفقر انخفض من 43.9% في عام 2020 إلى 36.3% في عام 2022، مع انخفاض عدد المكسيكيين الذين يعيشون في فقر بنحو 8.8 مليون مكسيكي.

مع ذلك، سوف يأتي أحد الاختبارات الرئيسية الأولى التي ستواجهها شينباوم في شهر نوفمبر 2024 عندما تقدم ميزانية إدارتها. ورغم أن سياسات الرعاية الاجتماعية التي انتهجها لوبيز أوبرادور اكتسبت شعبية بين عموم المواطنين، فإنها ساهمت في تضخم العجز المالي الذي ستحتاج شينباوم إلى معالجته. ويبلغ عجز الميزانية الفيدرالية نحو %6 من الناتج المحلي الإجمالي هذا العام. ومن المحتمل للغاية أن يستمر العجز في الارتفاع عام 2025؛ ما يزيد خطر خفض تصنيف الديون السيادية للمكسيك، إذا استمرت مستويات الديون في النمو، وفقاً لتقرير تحليل Banco Base.

2– تصاعد الاحتجاجات الداخلية: شهدت المكسيك على مدار الأسابيع الماضية احتجاجات حاشدة من قبل القضاة ورجال القانون اعتراضاً على خطة الإصلاح المثير للجدل للقضاء، الذي سيستبدل بجميع قضاة البلاد قضاةً جدداً يُنتخَبون بـ"تصويت شعبي" على مدى السنوات الثلاث المقبلة. ويخشى البعض من أن يؤدي هذا الإصلاح إلى نظام قضائي مسيس للغاية يعمل لصالح الحكومة والرئيس، بينما أعربت شينباوم عن دعمها الإصلاح القضائي الذي تبناه لوبيز أوبرادور، الذي اعتبره ضرورياً لمنع الفساد، والأحكام التي تسمح بإطلاق سراح تجار المخدرات؛ فقد وافقت على تدشين تسعة منتديات لمناقشة ومعالجة جوانب الإصلاح الأكثر إثارةً للجدل.

3– التعامل مع ميراث لوبيز أوبرادور: بصفتها رئيسة، من المتوقع أن تتبع شينباوم إلى حد كبير نهج سلفها. كلاهما عضوان في حزب مورينا السياسي اليساري، وكان لوبيز أوبرادور يعتبر من أكثر القادة المكسيكيين تقدميةً منذ عقود، كما أنهى ولايته الرئاسية بنسبة تأييد مرتفعة للغاية تزيد عن 70%، وترتبط بالسياسات الاجتماعية التي يتردد صداها لدى العديد من المكسيكيين. مع ذلك، تفتقر شينباوم إلى هذه الشعبية الطاغية والشخصية الكاريزمية، لكنها تتميز بأنها شخصية أقل صداميةً من سلفها، كما ستتمتع بمستوى غير مسبوق تقريباً من السلطة تحت تصرفها. يأتي هذا نتيجةً لعدة عوامل، منها ضعف القضاء في المكسيك، وتمتع حزب مورينا بأغلبية قوية في مجلسي الكونجرس المكسيكي. ثلاثة أرباع حكام الولايات الـ32 في البلاد هم أيضاً من حزب مورينا.

4– استمرار الضغوط الأمريكية: مع تقاسم البلدين حدوداً تبلغ 2000 ميل، تعد المكسيك أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة، وحليفاً رئيسياً في إدارة ملف المهاجرين غير الشرعيين وعصابات تهريب المخدرات. وستكون إحدى أكثر القضايا إلحاحاً، التي ربما تواجه رئيسة المكسيك الجديدة، هي تأمين الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، وهي قضية لطالما شكلت محوراً رئيسياً لعلاقاتهما الثنائية، وقد تصبح مثار توتر كبير إذا فاز الرئيس "دونالد ترامب" في الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة في نوفمبر المقبل، في ظل تعهد ترامب بترحيل ملايين المهاجرين وتهديده بتوجيه ضربات عسكرية ضد عصابات المخدرات في المكسيك. يضاف إلى ذلك التوترات الناشئة بين البلدين بشأن خطة الإصلاح القضائي التي أثارت انتقادات من قبل السفير الأمريكي في المكسيك، وهي الانتقادات التي أعقبتها اتهامات من لوبيز أوبرادور للولايات المتحدة بالتدخل في الشؤون الداخلية لبلاده، وإعلانه تجميد العلاقات مع السفارة الأمريكية في المكسيك.

5– إدارة العلاقات المعقدة مع بعض القوى الدولية: بينما تولت كلوديا شينباوم منصبها رسمياً، تتصاعد المخاوف في واشنطن بشأن تحالفاتها السياسية وإمكانية زيادة النفوذ الصيني بالقرب من الحدود الأمريكية. وينظر إلى شينباوم، التي انتُخبت على أساس برنامج يساري راديكالي، على أنها شخصية تتماشى مع القوى العالمية التي تتحدى الغرب، ومنها الصين وروسيا. ويشعر المسؤولون الأمريكيون بالقلق بشكل خاص من عمالقة التكنولوجيا الصينيين Huawei وZTE وHikvision ، الذين أنشؤوا بالفعل موطئ قدم في المكسيك، على الرغم من فرض عقوبات من قبل الولايات المتحدة. وتشارك هذه الشركات في مشاريع البنية التحتية الرئيسية جنوب الحدود. وسيكون على رئيسة المكسيك الجديدة إعطاء الأولوية للجهود الرامية إلى تحقيق التوازن في علاقاتها مع أول وثاني شركاء بلادها التجاريين.

فيما يتعلق بالعلاقة مع روسيا، فقد دافعت شينباوم عن توجيهها الدعوة إلى الرئيس "بوتين" لحضور حفل تنصيبها رئيسةً للبلاد، بالرغم من الانتقادات الأوكرانية؛ حيث طالبت سفارة كييف في المكسيك باعتقال بوتين. في الوقت نفسه، شارك رئيس برلمان أوكرانيا في حفل تنصيبها. جدير بالذكر أن لوبيز أوبرادور لم يقل إن روسيا معتدية في حربها في أوكرانيا، وسعى إلى نقل رسالة مفادها أن كلا الطرفين يتحملان المسؤولية في الصراع الدائر. وأصرت الرئيسة الجديدة للمكسيك على أن مبادئ السياسة الخارجية لبلادها تقوم على "عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى"، في إطار إعلانها أنها لا تخطط لزيارة أوكرانيا، مشيرةً إلى إعطائها الأولوية للقضايا الداخلية.

في الوقت ذاته، سيكون على الرئيسة الجديدة للمكسيك معالجة الأزمة الدبلوماسية الراهنة مع إسبانيا، التي كانت نتاج عدم توجيه الدعوة لفيليبي السادس ملك إسبانيا لحضور حفل تنصيبها؛ حيث بررت شينباوم ذلك بعدم رده على رسالة لوبيز أوبرادور عام 2019 التي طالب فيها مدريد بالاعتذار عن الانتهاكات التي ارتُكبت خلال الغزو الإسباني للبلاد، وهو الأمر الذي أدى إلى توجيه رئيس الوزراء الإسباني انتقادات حادة لحكومة المكسيك، كما رفض إرسال أي ممثل عن الحكومة إلى الحفل.

6– الأزمات الدبلوماسية بين دول أمريكا اللاتينية: خلال خطاب أدائها اليمين الدستورية رئيسةً للمكسيك، قالت شينباوم: "ستتبع سياستنا الخارجية المبادئ الدستورية لتقرير المصير للشعوب، وعدم التدخل والتسوية السلمية للنزاعات [...] وسنواصل تعزيز علاقتنا الاقتصادية والثقافية مع بلدان أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي. نحن متحدون بالتاريخ ويوحدنا الالتزام". مع ذلك، سيكون على رئيسة المكسيك الجديدة، معالجة الخلافات الدبلوماسية لبلدها مع بعض دول المنطقة، مثل الإكوادور وبيرو، اللتين لم تتم دعوتهما لحضور حفل تنصيبها.

سيكون من المهم أيضاً أن تحدد شينباوم بوضوح موقفها من الأزمة السياسية التي اندلعت في فنزويلا، عقب إعلان السلطات الانتخابية هناك فوز الرئيس "نيكولاس مادورو" في الانتخابات الرئاسية التي جرت في يوليو 2024، والتي تسببت في انقسامات حادة وتوترات شديدة بين بعض دول المنطقة.

من جملة ما سبق، يمكن القول إن كلوديا شينباوم دخلت التاريخ لكونها أول سيدة تتولى رئاسة المكسيك، وتنبع أهمية إنجازها التاريخي من كونه جاء في واحدة من أكثر دول أمريكا اللاتينية محافظةً اجتماعياً، التي حكمها حتى الآن سلسلة من 65 رجلاً منذ حصولها على استقلالها عن إسبانيا قبل قرنين من الزمان. مع ذلك، سيكون على رئيسة المكسيك الجديدة معالجة جملة من التحديات، التي بالرغم من كونها تفرض ضغوطاً قوية عليها، فإن نجاح شينباوم في معالجتها سيوفر لها فرصاً مهمة لإثبات قدرتها على حكم البلاد، الذي سيكون مدعوماً بسيطرة حزبها على أغلبية المقاعد في الكونجرس؛ ما يمنحها قدرة كبيرة على تمرير الإصلاحات الدستورية ومشروعات القوانين التي تروج لها، هذا بالإضافة إلى شخصيتها التصالحية، التي تستند إلى النهج العلمي في الإدارة والحكم.

ما فرص نجاح رئيسة المكسيك الجديدة في إدارة شؤون الحكم؟