د. صدفة محمد محمود

في 2 يونيو 2024، اتجه المكسيكيون للإدلاء بأصواتهم في صناديق الاقتراع؛ للمشاركة في انتخابات تاريخية هي الأكبر من حيث عدد الناخبين والمرشحين. كان لأكثر من 98 مليون شخص الحق في التصويت – وهو عدد قياسي من الناخبين لأول مرة – وذلك لاختيار نحو 21 ألف مسؤول على المستويات المحلية والولائية والوطنية، بما في ذلك رئيس البلاد، وجميع أعضاء المجلس التشريعي البالغ عددهم 628 عضواً، وحكام تسع ولايات (بما في ذلك مكسيكو سيتي)، وأكثر من 19 ألف مسؤول محلي.

ما دلالات فوز أول امرأة برئاسة المكسيك؟

انتصار شينباوم:

أثار اقتحام الشرطة الإكوادورية، في 5 أبريل 2024، سفارة المكسيك في كيتو، قدراً كبيراً من التوتر الدبلوماسي؛ ليس فقط بين الإكوادور والمكسيك، بل أيضاً مع العديد من بلدان أمريكا اللاتينية التي انتقدت عملية الاقتحام، واتخذت إجراءات دبلوماسية تصعيدية في مواجهة الإكوادور. كان التوتر الذي ارتبط بهذا الاقتحام أحدث مثال على ما تشهده المنطقة من خلافات ومشاحنات سياسية بين العديد من قادة دولها، على نحو يُثير التساؤل حول الأسباب الكامنة وراء هذه التوترات التي بخلاف سابقاتها، لم تعد تحركها الانقسامات الأيديولوجية (ما بين حكومات اليمين واليسار) فحسب، بل أصبحت مدفوعة أيضاً بالأوضاع الداخلية وكذلك السياسات الخارجية لحكومات دول المنطقة، وهو الأمر الذي يحمل في طياته العديد من المخاطر التي يمكن أن تهدد مستقبل أمريكا اللاتينية.

تصاعد حدة التوترات الدبلوماسية بين بلدان أمريكا اللاتينية

إقليم مأزوم:

شهدت كولومبيا، في 21 أبريل الجاري، تنظيم قطاعات واسعة من المعارضة والجمعيات الطبية واتحاد سائقي الشاحنات، احتجاجات حاشدة ضمَّت مئات الآلاف من الأشخاص، ولم تتركز فقط في المدن الرئيسية، مثل بوجوتا وميديلين وكالي، ولكن أيضاً في العديد من البلديات، وهو ما يُعَد اختباراً لمدى شعبية الرئيس الكولومبي "جوستافو بترو". وتعكس المشاركة الواسعة في الاحتجاجات، قلقاً مجتمعياً بشأن مخاطر مقترحاته الإصلاحية.

أبعاد اندلاع الاحتجاجات في كولومبيا

معضلة "بترو ":

أصدر قادة مجموعة G–7 – وهي: الولايات المتحدة والمملكة المتحدة واليابان وألمانيا وفرنسا وإيطاليا وكندا – والأمين العام لمنظمة الدول الأمريكية والاتحاد الأوروبي بيانات منفصلة أعلنوا فيها عن إدانتهم "بشكل لا لبس فيه" هجوم إيران غير المسبوق على إسرائيل بالطائرات بدون طيار والصواريخ في 13 أبريل الجاري، وأعربوا عن "تضامنهم" مع تل أبيب، كما هدد بعضهم بفرض عقوبات موسعة على طهران. في المقابل، فشل قادة دول أمريكا اللاتينية في تبني موقف منسق بشأن الهجوم، وتفاوتت ردود أفعالهم حيال الهجوم الإيراني الذي جاء رداً على التفجير الأخير لقنصليتها في دمشق، وألقت إيران بالمسؤولية عنه على إسرائيل.

كيف تفاعلت دول أمريكا اللاتينية مع الهجوم الإيراني على إسرائيل؟

مواقف متباينة:

تشهد هاييتي في الوقت الحالي موجة من العنف الدموي المتصاعد، الذي تُغذيه حالة انعدام الأمن الذي تُعاني منه البلاد منذ عدة سنوات بسبب تزايد قوة ونفوذ العصابات الإجرامية المسلحة، وفراغ السلطة الذي برز بوضوح عقب اغتيال الرئيس "جوفينيل مويس" في 7 يوليو 2021، ورفض قطاعات من المواطنين الاعتراف بشرعية رئيس الوزراء الحالي " أرييل هنري"، إضافة إلى تردد دول العالم في الاستجابة لدعوات الحكومة في هاييتي لإرسال قوات للمساعدة في التصدي للعصابات الإجرامية.

أبعاد تصاعد الأزمة الأمنية في هاييتي

سلطة العصابات:

في التاسع والعشرين من ديسمبر الماضي، أرسلت بريطانيا السفينة الحربية (HMS Trent) إلى غيانا، في ظل تأكيدات وزارة دفاعها أن السفينة ستشارك في تدريبات مشتركة بعد عيد الميلاد؛ وذلك في استعراض للدعم الدبلوماسي والعسكري للمستعمرة البريطانية السابقة. وكانت هذه الخطوة مثيرة للجدل بوجه خاص، بالنظر إلى أن أمريكا اللاتينية لم تكن في مقدمة أولويات الدفاع والأمن في بريطانيا، في ظل الغياب النسبي للتهديدات النووية والإرهابية النابعة من دولها.

دلالات إرسال بريطانيا سفينة حربية إلى غيانا

مساندة "جورج تاون":

قام الرئيس الأوكراني " فولوديمير زيلينسكي"، في العاشر من ديسمبر الجاري، بزيارة العاصمة الأرجنتينية "بوينس أيرس"، تلبيةً لدعوة الرئيس الجديد "خافيير ميلي" لحضور حفل تنصيبه. وكانت هذه الزيارة الرسمية الأولى لزيلينسكي إلى منطقة أمريكا اللاتينية منذ توليه رئاسة أوكرانيا في عام 2019. وسعى الرئيس الأوكراني إلى أن تكون زيارته إلى الأرجنتين، التي التقى خلالها عدداً من قادة بلدان أمريكا اللاتينية، بمنزلة نقطة انطلاق لتعزيز حضور بلاده في المنطقة، وكسب دعم حكوماتها لموقف أوكرانيا من الحرب الدائرة مع روسيا.

هل ينجح الرئيس الأوكراني في تعزيز العلاقات مع دول أمريكا اللاتينية؟

معضلة كييف:

مع الإعلان عن فوز "خافيير ميلي" الليبرتاري اليميني المتطرف برئاسة الأرجنتين، بعد حصوله على 55.7% من الأصوات مقارنةً بـ44.3% لمنافسه "سيرجيو ماسا" مرشح "الاتحاد من أجل الوطن" اليساري الحاكم، في جولة الإعادة التي جرت في 19 نوفمبر الجاري؛ من المُرجِّح أن يواجه العديد من التحديات والأزمات المرتبطة بكيفية إدارته للأوضاع الداخلية وكذلك ملف السياسة الخارجية للأرجنتين.

ما السياسات المحتملة للرئيس الأرجنتيني الجديد؟

أجندة "ميلي":

أسفرت نتائج جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية الأرجنتينية، التي جرت في 19 نوفمبر الجاري، عن فوز "خافيير ميلي" الليبرتاري اليميني المتطرف، بعد حصوله على 55.7% من الأصوات مقابل 44.3% لمنافسه "سيرجيو ماسا" مرشح "الاتحاد من أجل الوطن" اليساري الحاكم، الذي أقر بالهزيمة. تُمثل هذه النتيجة مفاجأة للعديد من المراقبين؛ لكونها مخالفة لنتائج الجولة الأولى التي جرت في 22 أكتوبر الماضي؛ حيث كان ماسا متصدراً، وحصل على 36% من الأصوات، على خافيير ميلي من حزب "تقدم الحرية" الذي جاء في المركز الثاني، بنسبة 30 % من الأصوات. يضاف إلى ذلك أن انتصار ميلي، بآرائه المتطرفة، يمكن أن يكون له تداعيات جوهرية على الأوضاع الداخلية في الأرجنتين، وشبكة علاقاتها الخارجية.

د. صدفة محمد محمود

د. صدفة محمد محمود

الإصدارات