ياسمين أيمن


        
<p><strong>أعلن نائب الرئيس الأمريكي السابق مايك بنس عن ترشحه للانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024؛ لينافس ا</strong><strong>لرئيس السابق دونالد ترامب، بجانب منافسين جمهوريين آخرين، على بطاقة الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية القادمة. و</strong><strong>من المقرر أن يُطلِق بنس حملته الانتخابية من ولاية أيوا، وتحديداً مدينة دي موين في 7 يونيو الجاري،</strong><strong> </strong><strong>وهو اليوم الذي يوافق تاريخ ميلاده. ويمتلك بنس العديد من المقومات التي تجعله مرشحاً قويّاً قد يكون قادراً على الفوز بترشيح الحزب الجمهوري إذا تغلب على ترامب، وعلى حاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتيس، اللذين يُعَدَّان أقوى المرشحين المنافسين له. ورغم امتلاك بنس مجموعة من الفرص التي يمكنه استغلالها، فإن هناك تحديات قد تعوقه عن تحقيق هدفه بالفوز ببطاقة الحزب.</strong></p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong><span class="has-inline-color has-vivid-red-color">فرص الفوز</span></strong></p>



<p><strong>يمتلك مايك بنس مجموعة من الفرص قد تؤهله للفوز بسباق الانتخابات التمهيدية داخل الحزب الجمهوري، وهو ما يمكن توضيحه فيما يلي:</strong></p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>1– محورية عامل العمر:</strong> بالمقارنة بالرئيس السابق دونالد ترامب، فإن بنس يمتلك ميزة نسبية تتمثل في أن عمره أصغر نسبيّاً من ترامب؛ إذ يبلغ 64 عاماً في حين يبلغ ترامب نحو 76 عاماً، وهو أمر يشغل اهتمام الناخبين في الوقت الراهن، خاصةً مع وجود الرئيس الحالي جو بايدن الذي يبلغ من العمر 80 عاماً، والساعي إلى الفوز بفترة رئاسية ثانية، والذي تكثر المخاوف بشأن عدم قدرته على أداء مهام الرئاسة إذا فاز بالانتخابات الرئاسية القادمة. ومن المتوقع أن تثار المخاوف بشأن تقدم عمر الرئيس الأمريكي السابق خلال الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري؛ ما قد يستغله بنس عند الترويج لنفسه عموماً.<strong></strong></p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>2– امتلاك خبرات سياسية:</strong> يمتلك بنس خبرة بالعمل السياسي داخل البيت الأبيض والكونجرس؛ حيث كان نائباً للرئيس السابق دونالد ترامب من عام 2016 إلى عام 2020، وهو أمر يجعل بنس على وعي وإلمام بطبيعة المهام الرئاسية، وكيفية عمل المؤسسات الأمريكية، على غرار الرئيس الحالي جو بايدن الذي سبق أن شغل أيضاً منصب نائب الرئيس الأسبق باراك أوباما. وقبل البيت الأبيض، عمل حاكماً لولاية إنديانا، وتحديداً منذ عام 2012 حتى عام 2016، وقد تم وصفه بأنه محافظ "قوي" خلال تلك الفترة، فضلاً عن خبرته في الكونجرس الأمريكي خلال الفترة من عام 2009 إلى عام 2011 في مجلس النواب.<strong></strong></p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>3– الدفاع عن الأفكار المحافظة:</strong> يمتلك بنس شخصية محافظة جعلته يتعامل مع النساء خلال السنوات الماضية بحذر شديد؛ ما جعله شخصيةً بدون فضائح أخلاقية، بالمقارنة بالرئيس السابق ترامب الذي اتُّهِم بالعديد من الفضائح الجنسية، وأخرى متعلقة بمعاملته المُزرية للنساء، وهو أمر ربما يكون عاملاً محفزاً للناخبين المحافظين المنتمين إلى الحزب الجمهوري، الذين يرفضون الفضائح التي طالت ترامب. ولعل ذلك كان من أسباب اختيار ترامب له نائباً في عام 2016؛ حتى يتمكن من جذب الفئات المحافظة في الحزب.<strong></strong></p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p>ويمتلك بنس موقفاً محافظاً بشأن قضية حقوق الإجهاض؛ إذ إنه يعارض الحق في الإجهاض، ويصف نفسه بأنه "مسيحي، ومحافظ، وجمهوري، بهذا الترتيب". ومن خلال إطلاق حملته من ولاية أيوا، فإن من المتوقع أن يلقى صدى واسعاً لدى ناخبي الولاية المسيحيين المحافظين.<strong></strong></p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>4– استغلال معاركه السابقة مع ترامب:</strong> لم يكن بنس على وفاق دائم مع الرئيس السابق؛ حيث تبنى أكثر من موقف مغاير لإرادة ورغبة ترامب، لا سيَّما مواقفه الرافضة لتحريض ترامب أنصاره على الاحتجاج على نتائج الانتخابات الرئاسية في عام 2020، والهجوم على مبنى الكابيتول هيل في 6 يناير 2021، فضلاً عن رفضه ترديد مزاعم ترامب المتعلقة بتزوير نتائج الانتخابات وبنظرية المؤامرة، رافضاً محاولات ترامب المختلفة لتقويض الديمقراطية الأمريكية، التي كان من بينها إعلان ترامب أن "بنس لديه سلطة إلغاء نتائج انتخابات عام 2020". وبالرغم من أن "بنس" قد أظهر اعتزازه وفخره بفترة عمله مع ترامب، لكن من المتوقع أن يستغل مواقفه المخالفة لإرادة ترامب خلال الانتخابات الجارية، خاصةً أن الديمقراطيين يستغلون تلك النقطة لإثارة الرأي العام ضد ترامب. وقد بدأ "بنس" بالفعل في تنفيذ ذلك؛ إذ سبق أن انتقد ترامب في عدة مناسبات، ومنها خطاب ألقاه في فبراير 2022.</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>5– الاستفادة من نجاحاته مع إدارة ترامب:</strong> رغم اللوم الذي تلقته إدارة ترامب في تعاملها مع جائحة كوفيد–19، فإنها وضعت الأساس للتعامل مع الجائحة عبر الاتفاق على عمليات تسريع إنتاج اللقاحات. وقد كان "مايك بنس" قبل مغادرته البيت الأبيض مشاركاً في هذا الموضوع؛ حيث ساهم في تنفيذ وضبط الخطوة الأولى المتعلقة باللقاحات، التي بنت عليها إدارة بايدن خطتها في توزيع اللقاحات المضادة للفيروس.<strong></strong></p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong><span class="has-inline-color has-vivid-red-color">تحديات رئيسية</span></strong></p>



<p><strong>بينما هناك فرص لفوز "بنس" في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، فإن هناك تحديات أيضاً قد تعرقل إمكانية فوزه، وتُضعف فرصه في أن يكون مرشح الحزب الجمهوري خلال الانتخابات الرئاسية 2024، ويمكن ذكر أبرز تلك التحديات فيما يأتي:</strong></p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>1– </strong><strong>امتلاك ترامب قاعدة شعبية:</strong> لا شك أن الرئيس السابق دونالد ترامب يمتلك قاعدة جماهيرية واسعة داخل المجتمع الأمريكي، وهي القاعدة التي ساعدته على الفوز بعشرات الملايين من أصوات الناخبين في انتخابات عامَي 2016 و2020. وتلك القاعدة ستجعل ترامب منافساً قويّاً لبنس لا يمكن التغلب عليه بسهولة، خاصةً أن بنس لا يملك شهرة ترامب، كما أنه لا يتمتع بالكاريزما التي يتمتع بها الرئيس الأمريكي السابق، علاوةً على أنه من المتوقع أن ينال انتقادات متعددة من جانب ترامب الذي بدأ يهاجم خصومه، ومنهم حاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتيس، فضلاً عن انتقاده لبنس بسبب موقفه غير الداعم في انتخابات عام 2020؛ حينما رفض تأييد مزاعمه بشأن تزوير الانتخابات الرئاسية السابقة. وقال ترامب بشأن ذلك: "إن بنس خيَّب أملي بشدة".</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>2– قوة المرشحين الجمهوريين المنافسين:</strong> تشير بعض استطلاعات الرأي المتعلقة بالانتخابات التمهيدية داخل الحزب الجمهوري إلى أن بنس يأتي خلف ترامب والمرشح الجمهوري حاكم فلوريدا رون ديسانتيس الذي يأتي في المرتبة الثانية بعد ترامب. وبوجه عام، فإن ترامب يمتلك نفوذاً قويّاً أيضاً داخل الحزب الجمهوري؛ حيث ساهم في إعادة تشكيل الحزب على مدار السنوت السبع الماضية بما سيكون تحدياً كبيراً لبنس؛ إذ نظر كثير من الجمهوريين إلى بنس نظرة سلبية بسبب انفصاله عن ترامب وعدم دعمه له خلال انتخابات عام 2020؛ فوفقاً لاستطلاع حديث أجرته جامعة كوينيبياك، نظر 35% من الناخبين الجمهوريين المسجلين نظرة سلبية إلى بنس، بالمقارنة بـ11% لترامب، و5% لديسانتيس.</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>3– معوقات تمويل الحملة الانتخابية:</strong> من المعروف أن الرئيس السابق ترامب لديه القدرة على تمويل حملته عن طريق ثرائه الكبير، كما أنه يمكنه جمع التبرعات بسهولة بسبب شهرته الواسعة. وبالنسبة إلى رون ديسانتيس فإن الصندوق الخاص بحملته الانتخابية أيضاً ثري بالنقود. وقد بدأ الاثنان حملتهما الانتخابية منذ أشهر؛ الأمر الذي ساعدهما على جمع أموال ضخمة؛ وذلك بالمقارنة ببنس الذي بدأ يمهد لحملته وترشحه منذ أسابيع؛ لذلك قد تمثل عملية التمويل أزمة لبنس إلا إذا لجأ إلى لجان العمل السياسي (PACs) الداعمة للحزب الجمهوري؛ إذ سيكون قادراً حينها على الحصول على تمويلات كبيرة على غرار ديسانتيس الذي من المتوقع أن تحصل حملته على نحو 200 مليون دولار من إحدى تلك اللجان.</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>4– تأثير سلبي لفترة عمله بإدارة ترامب:</strong> بينما يمتلأ سجل بنس من جراء عمله بجانب ترامب بالعديد من الإنجازات، فإن هذا القرب يحمل بُعداً سلبيّاً من شأنه التأثير على معدلات التصويت له؛ حيث إن ترامب متهم بالعديد من الأمور التي يتم استخدامها لإثارة الرأي العام ضده، على غرار قضية إخفاء وثائق سرية من البيت الأبيض، ومحاولته إسكات إحدى ممثلات الأفلام الإباحية، وترديده نظريات المؤامرة، وفشله في التعامل مع الوباء في بداية ظهوره. وهنا سيجد بنس نفسه في مأزق، ويجب أن يكون حذراً خلال الأحاديث العامة بحيث يروج لإنجازات الإدارة السابقة على أن يميز نفسه عن ترامب، وسيكون في حاجة إلى حملات دعائية أكبر إذا أراد إبعاد نفسه عن ترامب.</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>خلاصة القول: رغم أن نائب الرئيس الأمريكي السابق مايك بنس، بإعلانه الترشح للانتخابات الرئاسية، يزيد حدة المنافسة بين المرشحين الجمهوريين للفوز ببطاقة الحزب للانتخابات الرئاسية القادمة، فإن من غير المرجح أن يتفوق على منافسيه الآخرين داخل الحزب، خاصةً ترامب الذي يتمتع بشعبية واسعة بين الجمهوريين، ورون ديسانتيس الذي يتفوق على بنس في استطلاعات الرأي العام. ولكن ربما يكون ترشحه للانتخابات الراهنة مساحة للترويج لنفسه لانتخابات عام 2028.</strong></p>

      

هل يتفوق مايك بنس على ترامب في الانتخابات التمهيدية؟