ياسمين أيمن

بعد أشهر من الجدل حول ضرورة تمتع الرئيس السابق دونالد ترامب والمرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية القادمة 2024 بالحصانة خلال فترة عمله كرئيس للولايات المتحدة، خاصة في القرارات والتحركات الرسمية التي تبناها، وانعكاس ذلك على الانتخابات وعلى المحاكمات التي تُجرى ضد ترامب؛ حكمت المحكمة العليا ذات الأغلبية المحافظة، التي عين ترامب ثلاثاً من القضاة بها خلال رئاسته، بأن الرؤساء يكونون محميين من "الملاحقة الجنائية خلال خدمتهم في مناصبهم"، وهو ما يترك المجال لمحاسبة الرؤساء على السلوك الذي لا يندرج تحت بند السلوك الرسمي، مما أثار زوبعة جديدة من الجدل داخل مختلف الأوساط الأمريكية السياسية والقانونية؛ إذ إن هناك تخوفات من إسهام هذا القرار في الترسيخ لسلطة مطلقة استبدادية لرئيس الولايات المتحدة القادم.

تداعيات قرار المحكمة العليا بمنح الحصانة لمنصب الرئيس الأمريكي

أهواء شخصية:

يستخدم الديمقراطيون، مع اقتراب موعد انتخابات الرئاسة الأمريكية المقرر لها في الخامس من نوفمبر 2024، ورغبتهم في فوز الرئيس بايدن بولاية جديدة، استراتيجيات انتخابية مختلفة، منها استقطاب الناخبين الجمهوريين الذين لا يدعمون ترشح الرئيس السابق دونالد ترامب لولاية رئاسية جديدة. وبينما قد تنجح هذه الاستراتيجيات في اجتذاب بعض الناخبين، فإن هناك تحديات كثيرة تؤثر على فرص الرئيس بايدن في الفوز، وقد تدفع الناخبين للتصويت في النهاية لصالح منافسه ترامب على أمل حل هذه التحديات.

ما جهود حملة بايدن لجذب الجمهوريين المعتدلين للتصويت له؟

استغلال الانشقاقات:

أكد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، فوزه ببطاقة الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية بعد فوزه بـ783 مندوباً في "الثلاثاء الكبير"؛ حيث أُجريت الانتخابات في 16 ولاية أمريكية، بينما فازت حاكمة ولاية كارولاينا الجنوبية السابقة نيكي هيلي بـ47 مندوباً، لتعلن انسحابها من السباق الانتخابي، فيما حصل بايدن على أعلى أرقام التصويت مقارنةً بمنافسيه. وقد حملت تلك النتائج مجموعة من الدلالات يمكنها أن ترسم ملامح مشهد الانتخابات الرئاسية لعام 2024.

دلالات نتائج انتخابات الثلاثاء الكبير في الولايات المتحدة الأمريكية

خيارات محدودة:

يُواجه قطاع الطيران في الولايات المتحدة الأمريكية أزمات متتالية، بدأت تتفاقم مع تفشي جائحة كوفيد-19؛ حيث تأثر القطاع بسبب تراجع معدلات السفر، والإغلاق، ونقص العمالة، بجانب الأزمات الأخرى المتعلقة بالطائرات، وعيوب التصنيع. وهو الأمر الذي زاد تسليط الضوء عليها بعد حادثة انفصال أحد أبواب الطائرات من نوع بوينج 737 ماكس 9 التابعة لشركة "ألاسكا إيرلاينز" بعد إقلاع طائرة الركاب من مطار بورتلاند الدولي في اتجاه أونتاريو بولاية كاليفورنيا في الخامس من يناير الماضي. ولم يكن هذا الحادث هو الأول من نوعه.

كيف تصاعدت أزمات قطاع الطيران في الولايات المتحدة؟

معضلة بوينج:

فاز الرئيس السابق والمرشح الأكثر ترجيحاً للحزب الجمهوري دونالد ترامب، في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري بولاية أيوا التي عُقدت في 15 يناير الجاري، متقدماً على حاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتيس الذي انتزع المرتبة الثانية في الانتخابات، والسفيرة السابقة وحاكمة ولاية كارولاينا الجنوبية السابقة نيكي هيلي التي احتلت المرتبة الثالثة في السباق. وتحمل نتيجة تلك الانتخابات مجموعة من الدلالات على السباق الانتخابي الأمريكي ككل؛ أبرزها أن ترامب سيكون المرشح الجمهوري المنافس للرئيس الحالي جو بايدن، وهو ما أكده في خطاباته المختلفة بولاية أيوا؛ حيث قال في تجمع انتخابي في الولاية في وقت سابق قبل الانتخابات التمهيدية: "سنحقق نصراً عظيماً، وسنهزم جو بايدن المحتال أسوأ رئيس في تاريخ بلادنا".

ما دلالات فوز ترامب بالانتخابات التمهيدية بولاية أيوا؟

المرشح الأول:

واجهت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) مجموعة من المشكلات خلال العامين الماضيين، خاصة مع زيادة حدة الانتقادات التي تتعرض لها من جانب الجمهوريين، الذين عمل بعضهم على عرقلة الترقيات العسكرية بصورة تؤثر على أداء الجيش الأمريكي، فيما سعى آخرون إلى التقليل من جهود الإدارة بشأن نبذ التطرف والعنصرية داخل الجيش الأمريكي، فضلاً عن مكافحة التحرش الجنسي وحوادث الاغتصاب التي تتعرض لها المجندات دون أن يمتلكن القدرة على الإفصاح أو الشكوى. 

لماذا تزايدت انتقادات الجمهوريين لوزارة الدفاع الأمريكية؟

تسييس المؤسسات:

أعلن نائب الرئيس الأمريكي السابق مايك بنس عن ترشحه للانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024؛ لينافس الرئيس السابق دونالد ترامب، بجانب منافسين جمهوريين آخرين، على بطاقة الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية القادمة. ومن المقرر أن يُطلِق بنس حملته الانتخابية من ولاية أيوا، وتحديداً مدينة دي موين في 7 يونيو الجاري، وهو اليوم الذي يوافق تاريخ ميلاده. ويمتلك بنس العديد من المقومات التي تجعله مرشحاً قويّاً قد يكون قادراً على الفوز بترشيح الحزب الجمهوري إذا تغلب على ترامب، وعلى حاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتيس، اللذين يُعَدَّان أقوى المرشحين المنافسين له. ورغم امتلاك بنس مجموعة من الفرص التي يمكنه استغلالها، فإن هناك تحديات قد تعوقه عن تحقيق هدفه بالفوز ببطاقة الحزب.

هل يتفوق مايك بنس على ترامب في الانتخابات التمهيدية؟

صراع الجمهوريين:

في إطار التنافس المحموم مع الصين داخل منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وبعد أن قامت بكين خلال عام 2022 بالتوقيع على اتفاق أمني مع دولة جزر سليمان؛ تسعى الولايات المتحدة حثيثاً لتسريع خطوات تعميق العلاقات مع دول جزر المحيط الهادئ؛ فخلال فترة وجيزة، وقَّعت الإدارة الأمريكية على عدد من الاتفاقيات مع دول المنطقة، تتضمن تعزيز التعاون، وتقديم المساعدات المادية والمعنوية، فضلاً عن افتتاح المزيد من السفارات الأمريكية، وتكثيف زيارات المسؤولين الأمريكيين إلى المنطقة، وهو أمر لافت للانتباه العالمي، خاصةً أن الجزر التي تهتم بها واشنطن جزر صغيرة من حيث المساحة والكثافة السكانية، إلا أن إدارة بايدن تؤكد أن تلك الدول أو الجزر تمثل أهمية حيوية بالنسبة إليها.

لماذا تعزز إدارة بايدن نفوذها في جزر المحيط الهادئ؟

تنافس جيوسياسي:

من المُنتظَر أن يعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن عن رئيس جديد لهيئة الأركان المشتركة، في يوليو 2023، وفقاً لتصريحات المقربين، لكن هناك توقعات بأن يرشح قائد القوات الجوية الجنرال تشارلز كيو براون، ليحل محل الجنرال مارك ميلي الذي اختاره دونالد ترامب لهذا المنصب في عام 2018؛ حيث سيترك منصبه في سبتمبر 2023، وهو موعد انتهاء مدة خدمته في المنصب التي تبلغ 4 سنوات. وبالرغم من تصريح المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بأن "الرئيس بايدن عندما يتخذ قراراً نهائياً، فإنه سيبلغ الشخص المختار ثم يعلن ذلك علناً، فإن هذا لم يحدث بعد"؛ إذ إن هناك أقاويل أخرى حول احتمالية اختيار "بايدن" قائد سلاح مشاة البحرية الجنرال ديفيد بريجر، لتولي المنصب، لكن لا يزال كيو براون هو المرشح الأكثر ترجيحاً؛ نظراً إلى خبراته الواسعة، ورغبة "بايدن" في تحقيق تنوع داخل الإدارة الأمريكية، بما في ذلك وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون). وإذا تم تأكيد تعيين كيو براون من جانب مجلس الشيوخ فسيكون أول ضابط في القوات الجوية منذ عام 2005 يتولى هذا المنصب، بعد الجنرال المتقاعد ريتشارد مايرز، الذي ترك منصبه رئيساً لهيئة الأركان المشتركة في عام 2005.

ياسمين أيمن

ياسمين أيمن

الإصدارات