د. منى سليمان

أعلن الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، يوم 11 يونيو 2025، عن توقيع بلاده اتفاقية دفاعية مع جاكرتا لإنتاج وتصدير 48 مقاتلة تركية من طراز "قآن" الجيل الخامس إلى إندونيسيا على مدى عشر سنوات، في أكبر صفقة للتعاون الدفاعي بينهما، إذ تبلغ قيمتها 10 مليارات دولار، وقد وصف "أردوغان" الاتفاق بالتاريخي وأشاد بدور نظيره الإندونيسي "برابوو سوبيانتو" في التوصل لهذا الاتفاق، الذي يعزز دور تركيا كمورد أساسي للمسيرات بالعالم، ويدعم تطوير الصناعات الدفاعية التركية، ويجعل تركيا أكبر شريك لإندونيسيا في التعاون الدفاعي، مما يرسخ الشراكة الاستراتيجية بينهما، ويرتقي بالدور التركي الإقليمي بالشرق الأوسط وبجنوب شرق آسيا.

أبعاد تزايد التعاون الدفاعي بين إندونيسيا وتركيا

صفقة "قآن":

اختتمت رئيسة الوزراء الإيطالية "جورجيا ميلوني" جولتها الأولى في آسيا الوسطى، حيث زارت أوزبكستان وكازاخستان خلال الفترة (28-30) مايو 2025، وأكدت على أهمية التعاون الاستراتيجي مع آسيا الوسطى، كما حضرت القمة الأولى بين (إيطاليا - آسيا الوسطى) بمشاركة رؤساء دول المنطقة، وأكدت أن روما ستعمل كجسر بين المنطقة والاتحاد الأوروبي، وصدر عن القمة بيان ختامي أكد أهمية التعاون الثنائي والتعاون في إطار الاتحاد الأوروبي والمنصات المتعددة الأطراف الأخرى، وتم الاتفاق على عقد القمة بصفة دورية كل عامين، وخلال زيارتها شهدت توقيع عدد من الاتفاقيات التجارية بين روما وكل من أستانة وطشقند تجاوزت قيمتها 7 مليارات يورو، الأمر الذي يؤكد مساعي إيطاليا لتعزيز دورها في آسيا الوسطى بما يحقق مصالحها الاستراتيجية والاقتصادية. 

دلالات زيارة رئيسة وزراء إيطاليا إلى آسيا الوسطى

قمة كازاخستان:

تفاقمت حدة التوترات بين تركيا والهند في الآونة الأخيرة، ففي يوم 22 مايو 2025، دعت وزارة الخارجية الهندية تركيا إلى حث "باكستان على وقف دعمها للإرهاب وتفكيك المنظومة المرتبطة بها. وجاءت هذه الدعوة بعد إصدار وزارة الخارجية الهندية بياناً في 17 مايو 2025 عن تعليق العلاقات التجارية والتعليمية مع تركيا ووقف الطيران التركي للهند، وذلك في إطار سياسة الوزارة لمراجعة علاقاتها الدولية مع كافة الدول التي تشكك في سيادة الهند على إقليم جامو وكشمير، وجاء البيان للرد على الدعم التركي لإسلام آباد خلال الجولة الأخيرة من الاشتباكات المسلحة بين الأخيرة ونيودلهي على الإقليم المتنازع عليه مع باكستان. بالتزامن مع ذلك بدأت حملات من المقاطعة الشعبية بالهند تجاه كافة المنتجات التجارية التركية وتعليق التعاون الفني والإعلامي والسياحي، تضامناً مع الموقف الوطني الهندي من الإقليم المتنازع عليه، ولم يصدر موقف تركي رسمي للرد على الموقف الهندي، بيد أن ذلك ينذر بتوتر العلاقات الهندية التركية التي تشهد فتوراً بفعل الدعم التركي السياسي والعسكري لباكستان، وتصاعد التنافس الجيوسياسي الإقليمي بين أنقرة ونيودلهي بجنوب ووسط آسيا.

ما مآلات التوترات بين الهند وتركيا؟

علاقات مضطربة:

وقَّع وزير الدفاع الفلبيني "جيلبرتو تيودورو" مع نظيره الألماني "بوريس بيستوريوس"، يوم 14 مايو 2025 في برلين، على "اتفاقية تعاون دفاعي مشترك" بين الدولتين، تتضمن توسيع التعاون في مجالات الأمن السيبراني وأنظمة الأسلحة والخدمات اللوجستية العسكرية، وكذلك في عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة. وتعكس الاتفاقية اهتمام الدولتين بتطوير التعاون الاستراتيجي بينهما بما يحقق مصالحهما المشتركة، كما أنها تأتي تفعيلاً لنتائج زيارة "بيستوريوس" إلى مانيلا في أكتوبر 2024، التي أسفرت عن توافق لتعزيز العلاقات الطويلة الأمد بين جيشَي الدولتَين. وهذا التعاون العسكري بين الفلبين وألمانيا سيعمل على تعزيز قدرة الفلبين على مواجهة التهديدات الصينية لها إثر النزاع الحدودي بينهما ببحر الصين الجنوبي، كما سيعمل على تعزيز الوجود العسكري الألماني بجنوب شرق آسيا وإقليم "الهندوباسيفيك"، وسيُلقي بظلاله على الترتيبات الأمنية بالمنطقة، في ظل تصاعد أهميتها الجيوستراتيجية الراهنة.

دلالات الاتفاق الدفاعي بين ألمانيا والفلبين

تحالفات مانيلا:

أجرى الرئيس الصيني "شي جين بينج" زيارة إلى روسيا، استغرقت أربعة أيام (7- 10) مايو 2025، استقبله خلالها نظيره الروسي "فلاديمير بوتين" وحضرا احتفالات "عيد النصر" في روسيا، وشهدت الزيارة توقيع الرئيسين على بيان مشترك لتعميق الشراكة الشاملة والتعاون الاستراتيجي، كما جددا التوافق لمعالجة كافة الأزمات الإقليمية والدولية الراهنة، وطرحت بكين التوسط بين موسكو وكييف لحل الأزمة الأوكرانية، وتكتسب زيارة "بينج" لروسيا أهمية بالغة نظراً للثقل الاستراتيجي للدولتين والمساعي لإرساء تحالف جيوسياسي بينهما، تنعكس تداعياته على إعادة ترتيب توازنات القوى بالقارة الآسيوية وتلقي بظلالها على طبيعة النظام الدولي؛ حيث تدعو موسكو وبكين لتغير النظام الدولي الحالي والتحول نحو نظام متعدد الأقطاب يكونان طرفين فيه، وهو ما تتصاعد إرهاصاته وفق المتغيرات الإقليمية والدولية الراهنة. 

ما دلالات زيارة الرئيس الصيني إلى روسيا؟

الحليف "بينج":

أعلنت إيران وأذربيجان عن بدء "خطة عمل استراتيجية" لتعميق التعاون بينهما؛ وذلك خلال زيارة الرئيس الإيراني "مسعود بزشكيان" إلى باكو في 28 أبريل 2025، التي التقى خلالها نظيره الأذري "إلهام علييف"، وقد وقَّعا على 7 مذكرات تفاهم في مجالات متنوعة. وأكد الرئيسان حرصهما على الارتقاء بالتعاون الثنائي، وإرساء السلام الإقليمي المستدام، وتنفيذ ممرات النقل الإقليمي؛ لأهميتها الجيوسياسية لربط منطقة القوقاز وآسيا الوسطى بأوروبا عبر إيران. ويُحتمَل أن تُمثِّل الزيارة نقطة تحول في العلاقات بين الدولتين، تُنهِي سنوات من التوتر بينهما، وتدشن مرحلة جديدة من التعاون الاستراتيجي بينهما، ستنعكس تداعياتها على منطقة جنوب القوقاز التي تشهد متغيرات إقليمية ودولية متزامنة بين عدد من القوى الفاعلة بها.

مآلات التقارب المتزايد بين إيران وأذربيجان

تجاوز الخلافات:

كشفت مصادر صومالية، في 24 إبريل 2025، عن نشر تركيا 500 جندي في مقديشو، كمرحلة أولى ضمن خطة لإرسال 2500 جندي لاحقاً، بناء على طلب الحكومة الصومالية وبغية دعم قوات الأمن الصومالية وحماية المقرات الحكومية والبنية التحتية بالعاصمة، عقب تصاعد هجمات "حركة الشباب" الإرهابية منذ بداية العام الحالي وسيطرتها على مدن استراتيجية بوسط البلاد وتنفيذها محاولتين لاغتيال الرئيس الصومالي "حسن شيخ محمود"، وذلك بعد عامين من الهدوء النسبي بالبلاد عقب تراجع هجمات الحركة، ويأتي الانتشار العسكري التركي بالصومال تفعيلاً لاتفاق التعاون الأمني الموقع بينهما في فبراير 2024، كما أنه سيعزز الدور التركي بالصومال والقرن الأفريقي، بيد أنه سيواجه عدداً من التحديات الجيوسياسية وفق المتغيرات الإقليمية والدولية الراهنة. 

دوافع إرسال تركيا قوات للصومال لمكافحة الإرهاب

تهديد "الشباب":

كشفت مصادر دبلوماسية عن عقد مفاوضات بين وفدَين تركي وإسرائيلي بعاصمة أذربيجان باكو، يوم 9 أبريل 2025؛ لبحث وجودهما العسكري في سوريا بغية تفادي وقوع أي صدامات أو حوادث بينهما؛ هذا بعد تصاعد حدة التوتر بين أنقرة وتل أبيب، عقب القصف الإسرائيلي لمواقع عسكرية في مدينتَي حمص وحماة بسوريا، كانت أنقرة تعتزم بناء قواعد جوية لها فيها وفق الرواية الإسرائيلية؛ وذلك وسط تأكيدات من أنقرة وتل أبيب بعقد جولات جديدة من التفاوض بينهما حول سوريا، وترحيب أمريكي بتلك الخطوة؛ لتجنُّب أي صدام بين حليفَين لها بالشرق الأوسط، لا سيما بعد إعلان واشنطن سحب قواتها العسكرية من سوريا خلال شهرين؛ ما يعزز الموقف التركي التفاوضي مع إسرائيل، ويُنذِر بتقاسم النفوذ بينهما في سوريا، عبر إنتاج "آلية خفض تصعيد" جديدة، تحقق أهداف كلٍّ منهما بالمنطقة بناءً على المحددات الإقليمية والدولية الراهنة، الممثلة في تراجع النفوذ الإيراني الروسي بالشرق الأوسط.

ما فرص تهدئة التصعيد بين تركيا وإسرائيل داخل سوريا؟

احتواء التوتر:

اختتمت بمدينة سمرقند بأوزبكستان أعمال القمة الأولى بين الاتحاد الأوروبي ودول آسيا الوسطى التي عقدت يوم 4 أبريل 2025، وحضرها قادة دول المنطقة ومسؤولو الاتحاد الأوروبي تحت شعار "الاستثمار في المستقبل"، وبختام القمة اعتُمد "بيان سمرقند" الذي ارتقى بالعلاقات بين الطرفين إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، كما أعلن عن ضخ استثمارات أوروبية بقيمة 12 مليار يورو في دول المنطقة تركز على مجالات (النقل، المناخ، القطاع الرقمي، المواد الخام)، كما أكد البيان الختامي للقمة على دعم الاتحاد الأوروبي للاستقرار والأمن بآسيا الوسطى، وقد رسخت القمة دور الاتحاد الأوروبي كفاعل رئيسي في المنطقة في ظل تصاعد التنافس الإقليمي والدولي عليها. 

د. منى سليمان

د. منى سليمان

متجر MIR

الأكثر مشاهدة