د. أحمد عسكر

توسع السنغال وموريتانيا من أطر التعاون بينهما في مواجهة الهجرة غير الشرعية؛ حيث أبرمت الحكومتان السنغالية والموريتانية في يونيو 2025 اتفاقية في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية، مدتها 5 سنوات قابلة للتجديد تلقائيّاً بموافقة الطرفين. وهي الاتفاقية التي تحدد طرق التعاون بين البلدين لوقف مغادرة المهاجرين غير الشرعيين من أراضيهما، لا سيما عن طريق البحر. وتهدف هذه الاتفاقية إلى إنشاء إطار رسمي ودائم للتعاون من أجل تصور وتطوير سياسات منسقة لمنع ومكافحة الهجرة غير الشرعية وتهريب المهاجرين والاتجار بالبشر. وكذلك تعزيز التعاون من أجل التصدي للأسباب العميقة للهجرة غير الشرعية، وتفكيك شبكات تهريب المهاجرين، بالإضافة إلى تشجيع الهجرة النظامية الآمنة والمنظمة، وتعزيز الإطار القانوني لتبادل المعلومات وتسهيل التنسيق بين السلطات المختصة في البلدين.

ملامح التعاون بين موريتانيا والسنغال في ملف الهجرة

تنسيق السياسات:

يبدو أن العلاقات بين الصين وبوروندي بصدد الدخول في مرحلة جديدة ربما يسودها التوتر والخلاف بين البلدين، بعد سنوات طويلة من العلاقات الإيجابية المتطورة بينهما؛ فقد عبَّر مسؤولون صينيون – في اجتماع غير رسمي مع نظرائهم من بوروندي، في أبريل 2025 – عن استيائهم من الصعوبات التي تواجهها الشركات الصينية في مواجهة التنافس الدولي المتنامي في البلاد، لا سيما أن بوروندي قد أبدت اهتمامها باستقطاب المزيد من المستثمرين الأجانب إلى الداخل لتعزيز اقتصادها الوطني وضخ المزيد من الاستثمارات الأجنبية.

دوافع تزايُد الخلافات بين الصين وبوروندي

انتقاد البيروقراطية:

أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، في 9 مارس 2025، انفتاح الولايات المتحدة على الشراكة مع الكونغو الديمقراطية في قطاع التعدين الحيوي؛ وذلك في إطار نهج جديد للسياسة الخارجية الأمريكية في عهد الرئيس دونالد ترامب منذ توليه المنصب في يناير 2025، يقوم بالأساس على تأمين الوصول العالمي إلى الموارد والثروات الطبيعية، بما يشمل الاتفاق المزمع مع حكومة الكونغو الديمقراطية كجزء من الاستراتيجية الأمريكية الجديدة تجاه أفريقيا.

دلالات عرض الكونغو الديمقراطية على واشنطن صفقة استغلال المعادن

ورقة الموارد:

يحمل قرار وزارة الخارجية الأمريكية تجميد جميع المساعدات الأجنبية في جميع أنحاء العالم، ومنها أفريقيا، عقب صدور الأمر التنفيذي من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في يناير 2025، الذي يقضي بوقف هذه المساعدات لمدة ثلاثة أشهر؛ تداعيات كبيرة على أفريقيا التي تعتمد معظم دولها على الدعم الأمريكي للإغاثة الإنسانية والجهود الأمنية وبرامج التنمية والصحة وغيرها، لا سيما أن جميع الدول الأفريقية قد تلقت في عام 2023 – باستثناء دولة إريتريا – مساعدات من الولايات المتحدة، فيما تحصل نحو سبع دول أفريقية هي جنوب السودان والصومال والكونغو الديمقراطية وليبيريا والسودان وأوغندا وإثيوبيا، على أكثر من خُمس مساعداتها من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.

كيف تتعامل الدول الأفريقية مع تقليص المساعدات الأمريكية؟

بدائل استراتيجية:

يستمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في إصدار سلسلة قراراته المثيرة للجدل على أكثر من مستوى ضمن دوائر اهتمام السياسة الخارجية الأمريكية، بما في ذلك قارة أفريقيا؛ فقد أعلن ترامب في 7 فبراير الجاري عن قرار رئاسي تنفيذي يقضي بتجميد المساعدات المالية الأمريكية لجنوب أفريقيا التي بلغت نحو 440 مليون دولار وفقاً لبيانات عام 2023؛ وذلك على خلفية انتقاده قانون الأراضي الجديد الذي أقرته حكومة بريتوريا في يناير الماضي، والذي اعتبره ترامب بمنزلة انتهاك لحقوق الإنسان في البلاد، من خلال الاستيلاء على ممتلكات الأقلية البيضاء (الأفريكان) من دون تقديم تعويضات مناسبة لهم، الذين وجه ترامب لهم الدعوة لاستقبالهم في الولايات المتحدة كلاجئين تفادياً لسياسات حكومة بريتوريا وفقاً للمزاعم الأمريكية، على الرغم من أن الغالبية العظمى من الأراضي الزراعية الخاصة في جنوب أفريقيا التي تبلغ نحو 86 مليون هكتار (72% من إجمالي مساحة الأراضي) مملوكة للأقلية البيضاء في البلاد، التي تشكل نحو 7% من إجمالي السكان هناك، وهو ما يشير إلى أن الانتقادات الأمريكية ما هي إلا ادعاءات تهدف إلى الضغط على نظام الرئيس سيريل رامافوزا في ملفات استراتيجية أخرى.

تداعيات تجميد إدارة ترامب المساعدات لجنوب أفريقيا

تصعيد الضغط:

أعلن وزير خارجية توجو روبرت دوسي، في مقابلة تلفزيونية على قناة "فوكس أفريكا" في 16 يناير الجاري أن بلاده لا تستبعد الانضمام إلى تحالف دول الساحل الذي يضم دول النيجر ومالي وبوركينا فاسو، وتأسس في سبتمبر 2023، وأن الأمر ليس مستحيلاً، خاصة أنه زعم أن هناك تأييداً شعبياً للانضمام إلى التحالف الثلاثي.

هل تنضم توجو إلى تحالف دول الساحل؟

حسابات معقدة:

أعلنت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين الموالية لتنظيم القاعدة، في 11 يناير 2025، مسؤوليتها عن الهجوم الإرهابي الذي تورطت في تنفيذه في منطقة "بوينت تريبل" شمال بنين بالقرب من الحدود المشتركة مع بوركينا فاسو والنيجر، في الثامن من الشهر نفسه، وهو الهجوم الذي أسفر عن مقتل 28 جندياً بحسب الرواية الرسمية، وأكثر من 30 جندياً بحسب رواية تنظيم القاعدة، في حين زعم حزب الديمقراطيين المعارض في بنين أن عدد القتلى بلغ نحو 30 جندياً، وهو ما اعتبره الجيش البنيني الهجوم الأكثر دمويةً الذي يتعرض له منذ سنوات.

لماذا تصاعدت التهديدات الإرهابية في بنين؟

اضطرابات "بورتو نوفو":

أعلنت أربع حركات سياسية وعسكرية مسلحة في شمال مالي في الأول من ديسمبر 2024 عن حل نفسها من أجل تشكيل تحالف سياسي وعسكري جديد يُطلق عليه اسم "جبهة تحرير أزواد"، وذلك عقب سلسلة من الاجتماعات التي عقدها قادة "الإطار الاستراتيجي الدائم للدفاع عن شعب أزواد" في الفترة من 26-30 نوفمبر 2024 في منطقة تينزاوتين أقصى شمال البلاد، وذلك بهدف إعادة إحياء المساعي لاستقلال إقليم أزواد والشمال المالي عن الحكومة المركزية وتحقيق تقرير مصير شعب أزواد، والدفاع عن المكون الأزوادي في منطقة الساحل، وهو ما يمثل خطوة فارقة في تطورات السياق المحلي في ظل تراجع حظوظ الحلول السياسية السلمية والتوجه نحو التصعيد، الأمر الذي قد يسهم في إعادة تشكيل المشهد السياسي والأمني في البلاد.

مستقبل الصراع في شمال مالي بعد تشكيل جبهة تحرير أزواد

تحالف جديد:

أطلقت المملكة المغربية بالتعاون مع شركة "أطلس مارين" Atlas Marine البريطانية بموجب مذكرة تفاهم أبرمها الطرفان في 11 ديسمبر الجاري خطين تجاريين بحريين يربطان بين ميناءي أكادير المغربي وداكار السنغالي، وذلك في إطار المساعي المغربية لقيادة جهود الربط التجاري والتكامل الإقليمي، عبر تعزيز الاتصال والتكامل الاقتصادي بين المغرب ودول غرب أفريقيا بما في ذلك السنغال.

د. أحمد عسكر

د. أحمد عسكر

متجر MIR

الأكثر مشاهدة