د. محمد عز العرب

يُعد أحد الاتجاهات الرئيسية الحاكمة لتفاعلات الشرق الأوسط، خلال النصف الأول من عام 2025، السعي من جانب الأطراف الحكومية (النظامية) وبعض القوى الإقليمية وكذلك بعض الأطراف الدولية لنزع سلاح المليشيات التي صارت لاعباً محورياً في تفاعلات الإقليم، لدرجة أن البعض طرح أن الملمح الأكثر بروزاً في الربع الأول من القرن الواحد والعشرين هو تنامي دور الفاعلين المسلحين من غير الدول التي صارت أقرب إلى الجيوش الموازية، وتمتلك قدراً من الموارد الاقتصادية، فضلاً عن محاولتها إدارة نمط من السياسات الخارجية مع القوى الدولية والإقليمية بما يجعلها أقرب إلى تعبيرات مثل "شبه الدولة" أو "سلطة الأمر الواقع" أو "دولة داخل الدولة".

كيف يشكل نزع سلاح الفاعلين المسلحين من غير الدول تفاعلات الإقليم في 2025؟

إضعاف النفوذ:

لم تعد التحولات العسكرية والسياسية التقليدية التهديدات الأهم لأمن واستقرار دول الشرق الأوسط، حيث تصاعدت التهديدات غير التقليدية النابعة عن الظواهر السكانية والمشكلات الاقتصادية والأزمات الصحية، على غرار انتشار الأوبئة التي باتت تُنذر بتقويض دعائم أمن الأفراد والمجتمعات في دول الإقليم بصورة غير مسبوقة، خاصة مع الطفرة الاستثنائية في انتشار بعض الأمراض الوبائية في بعض دول الإقليم التي يتوقع أن يتزايد انتشارها في إطار تدفقات العمالة العابرة للإقليم، وحركة الهجرة البينية في ظل تصاعد السيادة المتعددة والسيولة الحدودية بين دول عديدة بالإقليم.

كيف تعكس الأوضاع الصحية المتدهورة تفاعلات الشرق الأوسط عام 2024؟

مرآة دالة:

حَكَمَ تفكيرَ بعض المنظمات الخيرية والهيئات الإسلامية داخل الكويت، بدعم مؤسسات الدولة في عهد الشيخ الحالي مشعل الأحمد، وكذلك خلال حكم الأمير الراحل صباح الأحمد، في تنظيم مجموعة من المؤتمرات الدولية لإغاثة الشعوب المنكوبة في فلسطين والعراق وسوريا؛ مجموعةٌ من الاعتبارات تتمثل في: تعزيز المكانة الإقليمية للدولة الكويتية، وتجاوز إرث العداء مع دول الضد "صفر أعداء"، واستثمار دبلوماسية الدينار في جهود إعادة الإعمار للمناطق والأقاليم الجغرافية المنهارة، وغلبة التوجهات الإنسانية "الأنسنة" للسياسة الخارجية الكويتية في عهد شيوخ الهيبة، والتفرغ لمواجهة التنظيمات الإرهابية العابرة للحدود الوطنية.

لماذا يتصاعد دور الدبلوماسية الإنسانية في السياسة الخارجية الكويتية؟

بناء النفوذ:

تزايدَ الانفتاح بشكل ملحوظ على العراق من قِبَل العديد من القوى الرئيسية العربية في الشرق الأوسط، مثل مصر والإمارات والسعودية والأردن، في الثلث الأخير من العام الماضي، والثلث الأول من عام 2021، على نحو ما انعكس في انعقاد قممٍ على مستوى القيادات السياسية، وتنظيم زيارات متبادلة لتدعيم العلاقات الأمنية والمصالح الاقتصادية والتفاهمات في مجال الطاقة، وهو ما توازى معه اهتمامٌ من قِبَل القوى الدولية –وخاصةً الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وألمانيا– بما يجري في العراق، داخليًّا وخارجيًّا؛ الأمر الذي يثير التساؤل بشأن تفسير تصاعُد أهمية العراق بالنسبة إلى السياسات الخارجية للقوى الإقليمية والدولية في هذا التوقيت.

د. محمد عز العرب

د. محمد عز العرب

متجر MIR

الأكثر مشاهدة