عبد الله جمال

أعلنت شركتا "أوبن إيه آي" (OpenAI) و"إنفيديا" (Nvidia)، في 12 سبتمبر 2025، عن شراكة استراتيجية تهدف إلى ضخ استثمارات ضخمة في مجال البنية التحتية للذكاء الاصطناعي داخل المملكة المتحدة، مع تركيز خاص على تطوير مراكز البيانات المتقدمة. وقد كشفت شركة إنفيديا عن خطتها لإنشاء ما أسمته "مراكز بيانات للذكاء الاصطناعي" في الأراضي البريطانية، بالتعاون مع شركاء من أبرز شركات التكنولوجيا، من بينهم "كور ويف" (CoreWeave) و"مايكروسوفت" (Microsoft) و"إن سكيل" (Nscale). وتشير التقديرات إلى أن حجم الاستثمارات سيصل إلى نحو 11 مليار جنيه إسترليني، لدعم البنية التحتية السيادية للذكاء الاصطناعي، وتمكين تطوير النماذج المحلية داخل المملكة المتحدة. وتأتي هذه الخطوة في ضوء جهود المملكة المتحدة لتعزيز قدراتها في مجال الذكاء الاصطناعي وتدعيم طموحاتها السيادية في هذا القطاع الحيوي، بما يؤهلها لاحتلال موقع استراتيجي مثالي للاستثمار في تكنولوجيا المستقبل، نظراً لما تمتلكه من بيئة علمية واقتصادية مشجعة ومرنة.

كيف تُعيد صفقة "إنفيديا" و"أوبن إيه آي" تشكيل المشهد التكنولوجي البريطاني؟

تحالف تقني:

تشهد منطقة آسيا الوسطى تحولاً جوهرياً في بنيتها الجيوسياسية، يتجلى في تقارب استراتيجي متسارع مع الصين، مما يعكس تغيراً أعمق في موازين القوى الإقليمية والدولية؛ إذ يُعدّ انعقاد "قمة الصين وآسيا الوسطى 2025" في العاصمة الكازاخية أستانة في 17 يونيو 2025، تتويجاً لمسار تصاعدي في العلاقات بين الطرفين، وبمثابة تجسيد لمستوى غير مسبوق من التنسيق السياسي والاقتصادي والاستراتيجي، خاصة في ضوء انعقادها في سياق إقليمي وعالمي متقلب، إذ تتزامن مع استمرار الحرب الأوكرانية وبقاء تبعات التصعيد الإيراني - الإسرائيلي، وتداعيات الانسحاب الغربي من المنطقة، مما خلق فراغاً جيوسياسياً تسعى بكين إلى ملئه بقوة وفاعلية. وفي ظل هذه الديناميكيات، تبدو القمة محطة مهمة في تعزيز تموضع الصين كقوة خارجية رئيسية تمتلك رؤى طويلة المدى تجاه أمن وتنمية آسيا الوسطى، في وقت باتت فيه هذه المنطقة ساحة صراع على النفوذ بين القوى الكبرى.

النتائج الرئيسية لقمة الصين وآسيا الوسطى في كازاخستان

تقارب استراتيجي:

دخلت الحرب الروسية–الأوكرانية عامها الثالث، ولا تزال تتسم بمزيد من التعقيد والاتساع في مساراتها العسكرية والسياسية؛ ففي تطور لافت يوم 8 يونيو 2025، أعلنت موسكو أنها شنت هجوماً على منطقة "دنيبروبيتروفسك" الواقعة في وسط شرق أوكرانيا، وبعد ذلك أُعلِن عن السيطرة على بعض الأراضي داخل المنطقة. وصرَّح الكرملين بأن هذه العمليات العسكرية جاءت في إطار ما وصفه ببدء إنشاء "منطقة عازلة" للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب، في خطوةٍ تُعد تصعيداً إقليمياً ملحوظاً، خاصةً في ظل تعثر محادثات السلام. وفي السياق ذاته، جاء هذا التصعيد متزامناً مع مطالب روسية متزايدة لكييف تتضمن انسحاباً كاملاً من خطوط التماس، وإنهاء كل أشكال الدعم العسكري الغربي، وتخلي أوكرانيا عن تطلعاتها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.

لماذا تتجه روسيا نحو التوسع العسكري في منطقة "دنيبروبيتروفسك"؟

المنطقة العازلة:

استضافت سنغافورة، خلال الفترة من 30 مايو إلى 1 يونيو 2025، فعاليات "حوار شانجريلا 2025"، الذي يُعَد أكبر منتدى للدفاع والأمن في آسيا؛ وذلك في وقتٍ يشهد فيه العالم حالةً غير مسبوقة من الاضطراب الأمني والتقلبات الجيوسياسية؛ فعلى خلفية استمرار الحرب المحتدمة بين روسيا وأوكرانيا، وتصاعد التوترات الاقتصادية والتجارية بين الولايات المتحدة والصين، وتجدُّد الاشتباكات الحدودية بين الهند وباكستان؛ جاء انعقاد هذا الحوار ليعكس بوضوح التحولات العميقة في ميزان القوى العالمي. وباعتبار أن آسيا أصبحت تمثل نقطة ارتكاز رئيسية في التنافس الجيوسياسي العالمي، فقد سلَّط المنتدى الضوء على التصدعات الجيوسياسية الجديدة، والتغيرات الطارئة على التحالفات الإقليمية والدولية، بجانب استشراف ملامح مستقبل العلاقات العسكرية والدبلوماسية بين القوى الكبرى والناشئة، خاصةً فيما يتعلق بالقضايا الأمنية الساخنة في آسيا.

ما الذي انتهى إليه حوار شانجريلا لعام 2025؟

استراتيجيات مضطربة:

منذ استعادة حركة طالبان السلطة في أفغانستان في أغسطس 2021، أصبحت سياساتها الداخلية، ومواقفها على الساحة الدولية، وطبيعة تعاملها مع القوى العالمية، محوراً لجدل واسع وتساؤلات عميقة حول الكيفية التي ينبغي أن يتعامل بها المجتمع الدولي، وفي مقدمته الولايات المتحدة، مع هذا النظام. ومع تصاعد وتيرة الانتقادات للسياسات الداخلية للحركة، والاتهامات الموجهة لطالبان بإيواء فصائل إرهابية، إلى جانب تفاقم الأزمة الإنسانية داخل البلاد، بدأت تتزايد في واشنطن الدعوات المطالبة بإعادة تصنيف طالبان كمنظمة إرهابية أجنبية. وقد جاء تصريح وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، في 21 مايو 2025، ليؤكد أن الإدارة الأمريكية بصدد دراسة هذا التوجه، كاشفاً عن دراسة بلاده لاحتمال تصنيف حركة طالبان كـ "منظمة إرهابية أجنبية".

دلالات بحث واشنطن تصنيف طالبان كمنظمة إرهابية أجنبية

سياسة الضغط:

أعلنت الهيئة العليا للانتخابات في رومانيا، يوم 19 مايو 2025، فوز المرشح المستقل نيكوسور دان على منافسه جورج سيميون زعيم تحالف وحدة الرومانيين اليميني المتطرف، في انتخابات الرئاسة التي أُجرِيت يوم 18 مايو الجاري، بنسبةٍ بلغت نحو 53.60% مقابل 40.46%. جاءت هذه النتائج ضمن انتخابات غير اعتيادية نُظِّمت بعد إلغاء سابق لانتخابات عام 2024، التي أُبطِلت على خلفية مزاعم تدخل أجنبي وصراع دستوري محتدم. وبناءً على ذلك، لم تكن هذه الانتخابات مجرد مواجهة انتخابية تقليدية بين مرشحين، بل تحولت إلى ساحة استفتاء حاسم على هوية رومانيا الأوروبية ومستقبلها الديمقراطي، خاصةً في ظل ما تمر به البلاد من استقطاب سياسي حاد، وأوضاع اقتصادية هشة، وتهديدات أمنية إقليمية متفاقمة نتيجة استمرار الحرب في أوكرانيا. وفي خضم هذا المناخ المضطرب، حسم الناخبون الرومانيون خيارهم لصالح توجه مناهض لليمين المتطرف، لتسفر الانتخابات عن فوز مفاجئ لنيكوسور دان عمدة بوخارست الوسطي والمؤيد بوضوح للمشروع الأوروبي، متغلباً على غريمه الشعبوي اليميني المتطرف جورج سيميون.

ما تداعيات فوز "نيكوسور دان" في الانتخابات الرئاسية الرومانية؟

هزيمة اليمين:

توصلت الصين والولايات المتحدة، يوم 11 مايو 2025، إلى اتفاق تجاري جديد، وهو ما يُعَد خطوة محورية نحو تهدئة واحدة من أكثر الأزمات الاقتصادية العالمية خطورةً، المتمثلة في تصعيد حرب الرسوم الجمركية بين الجانبَين منذ عودة الرئيس دونالد ترامب إلى الحكم في يناير الماضي. وتُعتبر هذه الاتفاقية، التي نتجت عن مفاوضات ماراثونية عُقِدت في جنيف، بمنزلة هدنة مؤقتة تستمر لمدة تسعين يوماً، تتضمَّن تعليقاً جزئياً وتخفيضاً للرسوم الجمركية العقابية، في مسعى حاسم إلى تبريد التوترات التي هزت الاقتصاد العالمي. وبموجب الاتفاق، ستخفض الولايات المتحدة رسومها الجمركية على الواردات الصينية إلى 30% مقارنةً بنسبة 145% المفروضة سابقاً، في حين ستُخفِّض الصين الرسوم الجمركية على السلع الأمريكية إلى 10% بدلاً من 125%.

ما تداعيات الاتفاق التجاري بين الصين والولايات المتحدة؟

هدنة مؤقتة:

شهدت العلاقات بين الهند وباكستان تدهوراً متسارعاً عقب الهجوم الذي وقع في كشمير، يوم 22 أبريل 2025، والذي وصفته الهند بأنه "عمل إرهابي غادر"؛ إذ حملت حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي باكستان مسؤولية التورط في هذا الهجوم، وتوعدت بـ"الرد القوي ومعاقبة من يقف وراءه"، وذلك على الرغم من نفي الحكومة الباكستانية أي علاقة لها بالهجوم. وفي تطور مفاجئ مساء السادس من مايو 2025، أطلقت الهند عملية عسكرية حملت اسم "سيندور"، اعتبرتها رداً "دقيقاً ومنضبطاً" على هجوم كشمير، حيث استهدفت تسعة مواقع للبنية التحتية الإرهابية داخل الأراضي الباكستانية، بما في ذلك مناطق في إقليم جامو وكشمير الخاضع للسيطرة الباكستانية. وهي الهجمات التي ردت عليها باكستان بقصف الشطر الهندي من كشمير، كما ذكر وزير الدفاع الباكستاني أن القوات الباكستانية أسقطت 5 مقاتلات عسكرية هندية وطائرة مسيرة.

ما تداعيات التصعيد العسكري بين الهند وباكستان؟

عملية "سيندور":

أعلن المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف، في 26 أبريل 2025، أن القوات الروسية نجحت في تحرير منطقة "كورسك"، وهي خطوة قد تُشكل تطوراً بارزاً قد يُفقد كييف ورقة تفاوضية أساسية مع موسكو بعد نحو تسعة أشهر من فرضها سيطرة جزئية على هذه المنطقة. وفيما نفت الحكومة الأوكرانية تلك المزاعم، مؤكدةً نجاحها في صد الهجمات البرية الروسية المتكررة، ومقاومة محاولات الحصار، فإنها اعترفت في الوقت ذاته بأن قواتها لا تزال في موقع "حرج" داخل كورسك.

عبد الله جمال

عبد الله جمال

متجر MIR

الأكثر مشاهدة