ياسمين أيمن

تتباين الآراء المرتبطة بمساعي إدارة "بايدن" لإنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والتي تجاوزت 400 يوم وتسبب في مقتل ما يتجاوز 40 ألفاً من المدنيين الفلسطينيين، وهو أمر يمكن لمسه في تصريحات كبار المسؤولين الأمريكيين، وعلى رأسهم وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الذي صرَّح مؤخراً بأن إسرائيل حققت أهدافها داخل غزة، وأن عليها إنهاء هذه الحرب. فيما هناك تصريحات أخرى تؤكد استمرار الدعم الأمريكي لإسرائيل. ومع فوز "ترامب" فإن الفترة المتبقية لبايدن في البيت الأبيض توصف بأنها "البطة العرجاء"، وهي الفترة الزمنية القصيرة التي تسبق تركه البيت الأبيض في 20 يناير 2025. إذ تتضاءل فيها قدرة الرئيس على إجراء تغييرات جذرية في ملفات السياسة الأمريكية المختلفة سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي. 

فرص تغيير "بايدن" مسار الحرب الإسرائيلية في غزة

البطة العرجاء:

محمد بسيوني عبدالحليم

يعود ترامب إلى البيت الأبيض مجدداً والشرق الأوسط في حالة أسوأ مما كان عليه حينما بدأ رئاسته السابقة في 2017؛ فالمنطقة تُعايِش حرباً في غزة تجاوزت عامها الأول في أكتوبر الماضي، وهي الحرب التي ظهرت آثارها على امتداد الشرق الأوسط ككل، لتصبح المنطقة على وشك الانفجار، لاسيما إذا قررت إيران وإسرائيل تجاوز كافة المحاذير والدخول في حرب إقليمية واسعة النطاق. هذه المعطيات تثير تساؤلات معقدة حول مستقبل حرب غزة في ظل الإدارة الأمريكية الجديدة؛ فالحرب كانت واحدة من الملفات الرئيسية التي طرحها ترامب خلال حملته الانتخابية، وتعهَّد في أكثر من مناسبة بأنه سوف ينهي الحرب حال عودته إلى البيت الأبيض، ولكن مع ذلك لا تزال ثمة شكوك مطروحة حول رؤية ترامب بشأن إنهاء الحرب، وخاصةً أن الوعود التي قدَّمها كانت شديدة العمومية وخالية من التفاصيل والخطوات المحددة، كما أنها جاءت في سياق انتخابي جعل من حرب غزة مجرد ورقة انتخابية يُوظِّفها ترامب في الضغط على الديمقراطيين، وتقويض فرصهم الانتخابية.

مستقبل الحرب في غزة بعد فوز ترامب

رسائل مربكة:

يعتقد المتابع للتصريحات الأمريكية الرسمية المتداولة على مدار العام المنصرم، وتحديداً منذ هجوم السابع من أكتوبر من جانب حماس على إسرائيل، أن واشنطن لا تدعم التصعيد في المنطقة، ولكن بدء إسرائيل في حربها غير المتكافئة على قطاع غزة، ثم توجهها لشن هجمات متفرقة على الضفة الغربية، وتوجهها الآن نحو التصعيد مع حزب الله في الأراضي اللبنانية، وتنفيذها سلسة من الاغتيالات واسعة النطاق ضد الموالين لطهران في منطقة الشرق الأوسط، وداخل طهران نفسها، وعقدها العزم على توجيه هجمات مباشرة لطهران خلال الأيام القادمة، وتوجيهها ضربات ضد الحوثيين في اليمن، وكذا في سوريا؛ يبرهن على أن واشنطن فقدت القدرة على ضبط السلوك الإسرائيلي المتهور الذي يتبناه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. لكن القارئ للتاريخ، والمتعمق في طبيعة العلاقات الإسرائيلية الأمريكية يدرك جيداً أن إسرائيل ما هي إلا أداة لواشنطن داخل منطقة الشرق الأوسط، وأن واشنطن قادرة على ردع تل أبيب في حال رغبت في ذلك، خاصة أنها تضررت كثيراً بسبب إسرائيل، وزاد الحديث عن تآكل دورها في المنطقة. وفي ضوء ما سبق، يمكن توضيح ملامح تراجع النفوذ الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط، وتوضيح تبعات ذلك على منطقة الشرق الأوسط وعلى واشنطن.

كيف كشف التصعيد الإسرائيلي عن تراجع النفوذ الأمريكي في الشرق الأوسط؟

تآكل التأثير:

رانيا سليمان سعد الدين

ثمة مخاوف من مآلات التصعيد الحالي بين إسرائيل وحزب الله، خصوصاً وأنه اختلف في سياقه وآلياته عن المناوشات والضربات الخفيفة المتبادَلة بينهما، والمستمرة منذ 8 أكتوبر 2023 بالتزامن مع الحرب على غزة؛ حيث بدأت إسرائيل في استخدام آليات وأدوات جديدة لإضعاف حزب الله، ومنها اختراق أجهزة الاتصال، وهو ما اتضح في تفجير أجهزة الاتصال اللاسلكية الخاصة بحزب الله، والذي أسفر عن إصابة آلاف اللبنانيين، بالرغم من عدم اعتراف إسرائيل رسمياً بالتورط في تلك التفجيرات حتى الآن، فضلاً عن الهجمات المباشرة التي وجهتها إسرائيل إلى جنوب لبنان على مدار الأيام الماضية، والتي أسفرت عن مقتل ما يزيد على 500 شخص، وإصابة الآلاف من المدنيين، الأمر الذي شهد إدانات إقليمية ودولية واسعة، وهو ما دفع العديد من المحللين إلى التساؤل حول مستقبل هذا التصعيد وما إذا كان سيتسع إلى حرب إقليمية شاملة في ضوء المواقف المختلفة للقوى الإقليمية والدولية من الحرب، وكذلك الأوضاع الداخلية لكل من إسرائيل وحزب الله اللذين أنهكتهما حرب غزة.

ما حدود التصعيد بين إسرائيل وحزب الله؟

عتبة الحرب:

سارة خليل

بالتزامن مع اقتراب الذكرى السنوية للهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر 2023، واستمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة؛ أصبحت الحكومة البريطانية واحدة من العديد من الحكومات في مختلف أنحاء العالم، التي أعربت عن قلقها المتزايد إزاء استمرار الحرب وتكلفتها المتصاعدة على المدنيين في قطاع غزة.

ما أبعاد قرار بريطانيا تعليق بعض تراخيص تصدير الأسلحة إلى إسرائيل؟

حسابات "ستارمر":

إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية

قررت الحكومة البريطانية تعليق 30 من أصل 350 ترخيصًا لتصدير الأسلحة لإسرائيل؛ لتخوفات من استخدامها في انتهاك للقانون الإنساني الدولي، ووفقاً لاستطلاعات الرأي التي أجراها مركز "YOUGOV" بشأن تعليق تصدير الأسلحة لإسرائيل؛ فقد افاد 58% من البريطانيين أنهم يؤيدون وقف تصدير الأسلحة لإسرائيل لحين انتهاء الحرب في غزة، وقد كان حزب العمال من أشد المناصرين لتعليق الأسلحة بنسبة 76% من البريطانيين المنتمين للحزب ، في حين لم يحظى إجراء تعليق الأسلحة بتأييد من حزب المحافظين، وقد كان الشباب البريطاني أكثر تأييداً من كبار السن البريطانيين، وفي ضوء هذا، يُقدِّم الإنفوجرافيك الآتي موقف البريطانيين من مبدأ تعليق صادرات الأسلحة لإسرائيل، كما يمكن الاطلاع على الإنفوجرافيك في صيغة "PDF" عبر هذا الرابط.

كيف يرى البريطانيون تعليق تصدير الأسلحة لإسرائيل؟ (إنفوجرافيك)

حظر جزئي:

مع استمرار الحرب في غزة لما يقرب من 11 شهراً، يبدو أن مأزق المؤسسات داخل إسرائيل يتزايد في ظل الانقسامات الظاهرة داخل هذه المؤسسات حول الأهداف من استمرار الحرب لهذه الفترة الطويلة، وما زاد من تعقيد المشهد تصاعد معدلات الاستياء المجتمعي داخل إسرائيل وتراجع الثقة بالمؤسسات الحاكمة، ومنها المؤسسة العسكرية. ولعل هذا ما كشف عنه نتائج استطلاع للرأي أجرته صحيفة هاآرتس الإسرائيلية، والتي أظهرت أن أكثر من نصف الإسرائيليين أعربوا عن ثقتهم المنخفضة بقادة المؤسسة العسكرية. وفي ضوء هذا، يُقدِّم الإنفوجرافيك الآتي أبرز نتائج استطلاع الرأي الخاص بثقة الداخل الإسرائيلي بالمؤسسات، كما يمكن الاطلاع على الإنفوجرافيك في صيغة "PDF" عبر هذا الرابط.

كيف أثرت حرب غزة على ثقة الرأي العام الإسرائيلي بالمؤسسات؟

استياء داخلي:

أحمد عدلي

حرصت الولايات المتحدة خلال الفترة الأخيرة على تعزيز حضورها العسكري في منطقة الشرق الأوسط بشكل لافت ومكثف، وهو منهج دائماً ما تتبعه واشنطن حينما توجد أزمة كبرى في الإقليم، على غرار الأزمة القائمة حالياً نتيجة الحرب الدائرة في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، وما أعقبها من توترات إقليمية واسعة خاصةً بين إسرائيل وإيران ووكلائها في المنطقة. وتستهدف الولايات المتحدة من وراء ذلك بطبيعة الحال حماية مصالحها الاستراتيجية في الشرق الأوسط والحيلولة دون تأثير أي تطورات سلبية عليها.

لماذا تكثف واشنطن حضورها العسكري في منطقة الشرق الأوسط؟

ردع الحاملات:

عبد الله جمال

أجرى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو زيارة مهمة إلى الولايات المتحدة، بدأت يوم 22 يوليو 2024 وانتهت بمغادرته يوم 28 يوليو 2024، وتضمنت الزيارة إلقاء كلمة أمام اجتماع مشترك للكونجرس، إلى جانب لقاء العديد من المسؤولين الأمريكيين، على رأسهم الرئيس الحالي جو بايدن ونائبته كامالا هاريس، المرشحة الديمقراطية للانتخابات الرئاسية القادمة، وكذلك الرئيس الأسبق والمرشح الجمهوري دونالد ترامب، وذلك في الوقت الذي يسعى فيه إلى تعزيز علاقات إسرائيل مع أقرب حلفائها، خاصة وأنه يواجه ضغوطاً متزايدة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة. وعلى المستوى السياسي الداخلي، يواجه نتنياهو أيضاً تراجعاً في شعبيته، مما دفعه لاستغلال هذه الزيارة كفرصة لإظهار نفسه كرجل دولة عالمي، يرحب به المشرعون وزعماء أقرب حليف لإسرائيل، وإحدى القوى العظمى الرئيسية في العالم.

حرب غزة

الإصدارات

الأكثر مشاهدة