أسماء الصفتي

أثار ظهور تطبيق ديب سيك deep Seek الصيني تساؤلات حول حدود التنافس العالمي على تطوير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، فقد شهدت نماذج اللغة الضخمة والتي تعرف باختصار LLM، طفرة نوعية في قدراتها خلال السنوات العشر الأخيرة. ففي عام 2017، نُشرت ورقة بحثية من قبل 8 باحثين في شركة جوجل تحت عنوان "الانتباه هو كل ما تحتاجه Attention is all you need" والتي عرضت لآلية الانتباه التي تم الاعتماد عليها في تطوير قدرات النماذج اللغوية الضخمة، والتي ظهرت بصورة تطبيقية واضحة في أوساط العامة مع كشف النقاب عن تطبيق Chat gpt في أواخر نوفمبر 2022. ومع ظهور عدد من روبوتات الدردشة الأمريكية، بدأ التساؤل عن موقع الصين من هذه التطورات خاصة مع اندراج تطورات الذكاء الصناعي تحت إحدى أهم القضايا التي تتنافس حولها كل من الولايات المتحدة والصين. وبالرغم من بروز قدر كبير من الجداول والتأويلات والكتابات المختلفة التي تناقش حجم التقدم في مجال بحوث وتطبيقات الذكاء الصناعي، وتشكيك الكثيرين في قدرة بكين على الوصول إلى القدر نفسه من التقدم الذي وصلت إليه الولايات المتحدة الأمريكية في هذا المجال، ظهر تطبيق deep Seek، ليؤكد تحقيق الصين قدراً كبيراً في مجال الذكاء الاصطناعي، ويخلق حالة من الفوضى في سوق الذكاء الاصطناعي الأمريكي.

كيف يُعيد "ديب سيك" تشكيل التنافس العالمي في مجال الذكاء الاصطناعي؟

التطبيق الصيني:

عبد الله جمال

يشهد المشهد الدفاعي العالمي تحولاً جذرياً مع تزايد توظيف الذكاء الاصطناعي من قبل الدول لتعزيز قدراتها الاستراتيجية؛ فمن الأنظمة الجوية ذاتية التحكم إلى تحليل البيانات لاتخاذ قرارات أكثر دقة في ميادين القتال، أصبح الذكاء الاصطناعي عنصراً محورياً في التحديث الدفاعي. وتجد المملكة المتحدة نفسها في منعطف حاسم، إذ تسعى لتعزيز أمنها الوطني باستخدام الذكاء الاصطناعي في ظل التنافس مع القوى العالمية الكبرى، مثل الولايات المتحدة والصين. وفي تقرير نشرته لجنة الدفاع البرلمانية بمجلس العموم البريطاني بعنوان "تطوير قدرات الذكاء الاصطناعي والخبرة الدفاعية في المملكة المتحدة"، بتاريخ 10 يناير 2025، تم تسليط الضوء على الإمكانات التحويلية للذكاء الاصطناعي في شتى مجالات الدفاع، بدءاً من المهام الإدارية وصولاً إلى العمليات في الخطوط الأمامية، مؤكداً على أن الذكاء الاصطناعي لم يعد تصوراً مستقبلياً فحسب، بل بات واقعاً ملموساً ينعكس في استخدامه الفعلي في الصراعات الدولية، وعلى رأسها الحرب في أوكرانيا. ومع ذلك، أشار التقرير إلى أن قطاع الذكاء الاصطناعي الدفاعي في المملكة المتحدة يعاني من "تأخر نسبي"، مما يتطلب تدخلاً مباشراً من وزارة الدفاع لدعمه وتطويره.

تحديات توظيف الجيش البريطاني أنظمة الذكاء الاصطناعي

سباق عسكري:

عصام البدري

سلط إنشاء وزارة الدفاع الإسرائيلية، في يناير 2025، إدارة جديدة للذكاء الاصطناعي والتحكم الذاتي، الضوء على عملية التحديثات التي تسعى من خلالها إسرائيل لرفع قدرات الجيش والتي أتت استجابة لمجموعة من العوامل التي أفرزتها حرب غزة والمواجهة مع حزب الله في لبنان، ولا سيما بعد زيادة خسائر الجيش الإسرائيلي البشرية في مواجهاته الأخيرة وتعرضه للانتقادات، والتي دفعته لمحاولة تلافي ذلك مستقبلاً من خلال تعزيز القدرة الآلية للأسلحة وأنظمة التحكم الذاتي بجميع الفروع العسكرية للجيش، بما فيهم سلاح المشاة والقوات البرية، بالتعاون مع العديد من شركات الأسلحة والمؤسسات البحثية والأكاديمية.

أهداف تشكيل وزارة الدفاع الإسرائيلية إدارة للذكاء الاصطناعي

ثغرات تكنولوجية:

إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية

تناولت قنوات فضائية وصحف ومواقع إخبارية عدة باهتمام تقدير "إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية" المنشور تحت عنوان: "AI Conflict: هل تنجح واشنطن في تقييد وصول الصين إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي؟" الذي أوضح أن الذكاء الاصطناعي يعتبر حالياً جوهر المنافسة بين الولايات المتحدة والصين؛ إذ تدرك واشنطن أن بكين تنظر إلى الذكاء الاصطناعي باعتباره وسيلةً لاكتساب ميزة استراتيجية على الولايات المتحدة وحلفائها؛ حيث تعتزم استخدام الذكاء الاصطناعي لبناء جيش من الطراز العالمي. علاوةً على ذلك، قد تتعامل بكين مع مسألة الذكاء الاصطناعي باعتبارها أداة تمكينية للمراقبة يمكن أن تساعدها في تعزيز نموذجها السياسي الداخلي.

تغطية إعلامية لتقدير "إنترريجونال" حول التنافس الأمريكي الصيني على الذكاء الاصطناعي

صراعات التكنولوجيا:

تناولت صحف ومواقع إخبارية عدة باهتمام تقدير "إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية" المنشور تحت عنوان: "Chat Xi PT: أبعاد إطلاق الصين تطبيقاً جديداً للذكاء الاصطناعي"، الذي أوضح أن الذكاء الاصطناعي أوجد مجالاً جديداً للمنافسة المحتدمة بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية، مع إعلان بكين إطلاق تطبيق المحادثة (Chat Xi PT)؛ وذلك على الرغم من القيود العديدة التي حاولت الولايات المتحدة الأمريكية فرضها في الفترة الأخيرة لتعطيل وصول الصين إلى تلك التكنولوجيا. 

تغطية صحفية لتقدير "إنترريجونال" حول إطلاق الصين تطبيقاً جديداً للذكاء الاصطناعي

حروب التطبيقات:

سارة عبد العزيز سالم

شهدت دورةُ الألعاب الأولمبية في باريس، التي انعقدت في الفترة من 26 يوليو 2024 حتى 11 أغسطس 2024، اجتماع أكثر من 10 آلاف رياضي من حوالي 200 دولة؛ إلا أن أبرز ما ميز تلك الدورة هي كونها "أول أولمبياد للذكاء الاصطناعي"، حيث انخرط شركاء التكنولوجيا الأولمبيون في عرض مبادرات الذكاء الاصطناعي الجديدة، من برامج الدردشة للرياضيين إلى توصيات الأداء التي يتم إنشاؤها بواسطة التعلم الآلي، وهي المبادرات التي استهدفت في جانب رئيسي منها تطوير منظومة الألعاب الأولمبية، والمساعدة في إنجاح تنظيم الدورة.

أبعاد حضور الذكاء الاصطناعي في أولمبياد باريس 2024

ثورة رياضية:

نشرت وكالة أنباء الإمارات "وام" تقريراً خبرياً تحت عنوان: (منتدى الشارقة للاستثمار ينطلق سبتمبر القادم تحت شعار "رؤية مستقبلية للاقتصادات الذكية")، استندت فيه إلى تحليل "إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية" المنشور بعنوان "مكاسب التكنولوجيا: العوائد الاقتصادية لثورة الذكاء الاصطناعي"؛ حيث أوضح التحليل أن ثمة اتجاهات جديدة تشير إلى توقعات إيجابية بقدرة التكنولوجيا على إحداث ثورة في أماكن العمل، بما يحفز – بالتبعية – النمو الاقتصادي عبر رفع الإنتاجية، وكذلك تحسين الكفاءة في مختلف الصناعات باستخدام الآلات الذكية القادرة على تحسين سرعة ودقة العمليات الإنتاجية.

استناد "وام" إلى تحليل "إنترريجونال" حول عوائد ثورة الذكاء الاصطناعي

التكنولوجيا الفائقة:

عبدالمجيد أبو العلا

كشفت شركة "مايكروسوفت" في مايو 2024، عن تطويرها نموذجاً توليدياً للذكاء الاصطناعي منفصلاً تماماً عن الإنترنت، لافتة إلى أن وكالات الاستخبارات الأمريكية يمكنها بفضل هذا النموذج استخدام التكنولوجيا القوية بأمان لتحليل المعلومات السرية للغاية التي تعمل عليها. وذلك بما يشير إلى أن الثورة التي أطلقتها شركة "أوبن آيه آي" في مجال نماذج اللغات الكبيرة عبر إطلاق نموذج "شات جي بي تي" يصل مداها إلى أجهزة الاستخبارات التي تعمل منذ ذلك الحين على توظيف القدرات الكبيرة للنماذج اللغوية وتقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل عام، في المهام الاستخباراتية، بما لا يُخالف معايير الخصوصية والأمان المُتَبعة في الأجهزة الاستخباراتية.

هل تتجه أجهزة الاستخبارات إلى تطوير نماذج اللغات الكبيرة؟

CIA Model:

ثمة مقولة سادت خلال السنوات الأخيرة بأن الذكاء الاصطناعي سيغير المجتمعات والدول ونمط الحياة بصورة راديكالية؛ فإن ثمة اتجاهاً آخر يرى أن الذكاء الاصطناعي استدعى معه تهديدات جديدة ربما كان البشر في غنى عنها؛ هذه التهديدات تقاطعت مع مجالات متنوعة، في مقدمتها المجال العسكري والأمني، وخصوصاً مع امتلاك الذكاء الاصطناعي القدرة على شن هجمات سيبرانية متقدمة، وابتكار أسلحة بيولوجية مُستحدَثة، وفبركة الفيديوهات ومقاطع الصور، واستهداف المدنيين في الصراعات المسلحة. وحتى على المستوى الاقتصادي قد يؤدي الذكاء الاصطناعي إلى زوال بعض المهن والوظائف خلال السنوات القادمة، وهو ما قد يؤدي إلى بعض الاضطرابات المجتمعية. بالرغم من ذلك، فإن مسار تطوير الذكاء الاصطناعي لن يتوقف على الأرجح؛ لاعتبارات عديدة؛ من أهمها أنه خلق مجموعة جديدة من الوظائف والمهن. وهذه الوظائف تعطي مسار تطوير الذكاء الاصطناعي المزيد من الزخم. والأهم من ذلك أن ثمة تنافساً محتدماً بين شركات التكنولوجيا الكبرى لتعزيز حضورها في مجال الذكاء الاصطناعي. وفي ضوء هذا يمكن الاطّلاع على محتويات الإصدارة من خلال الرابط التالي:  للاطّلاع بصيغة PDF

الذكاء الاصطناعي

الإصدارات

الأكثر مشاهدة