د. يوسف داوود

أثار استهداف وتفجير جسر كيرتش (Kerch) الواصل بين روسيا وشبه جزيرة القرم، يوم 8 أكتوبر الجاري، موجة من التساؤلات المصحوبة بالريبة والتخوف حول حدود ما يمكن أن يصل إليه الرد الروسي للحيلولة دون تكرار مثل هذا الاستهداف. وفي حين جاء رد الفعل الروسي سريعاً وحاسماً، عن طريق شن هجمات صاروخية بعيدة المدى في العمق الأوكراني، رغم عدم إعلان أوكرانيا صراحةً عن مسؤوليتها عن التفجير، فإن التطور المتسارع للأحداث ينبئ بإمكانية تدهور الموقف واتساع آثاره إلى ما لا يُحمد عقباه. هذا ويتيح استعراض الخطوط الحمراء والمحاذير الروسية في خضم هذه الحرب توقع سيناريوهات رد الفعل الروسي؛ بحيث ترتفع احتمالية اللجوء لسيناريوهات رد الفعل الأعنف كلما تم تجاوز أحد هذه المحاذير أو الخطوط الحمراء.

ما حدود الرد الروسي على هجوم جسر القرم؟

محاذير استراتيجية:

إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية

تصاعد الاهتمام الدولي بتطورات الحرب في أوكرانيا مع إعلان روسيا فرض سيطرتها على أربع مناطق أوكرانية، وهم: جمهوريتيّ دونيتسك ولوهانسك، ومقاطعتيّ خيرسون وزابوريجيا، وذلك في ظل ما فرضه ضمّ تلك المناطق إلى الأراضي الروسية من جدل واسع على المستوى العالمي. وفي ضوء هذا يقدم الملف الإحصائي التالي أبرز المؤشرات والبيانات حول الأهمية الاستراتيجية للمناطق الأربع، وتوضيح توجهات الرأي العام تجاه تطورات الحرب في أوكرانيا. ويمكن الاطلاع على الملف كاملاً بصيغة "PDF" من خلال هذا الرابط

الأهمية الاستراتيجية للمناطق الأوكرانية المنضمة إلى روسيا (إنفوجرافيك مُجمّع)

خرائط جديدة:

أسماء الصفتي

أعلنت روسيا، في الثامن من أكتوبر الجاري، تعيين قائد جديد للقوات الروسية في أوكرانيا، وهو "سيرجي سوروفيكين" المعروف بشراسته وتاريخه الحافل المرتبط بالمشاركة في حروب عديدة. الإعلان بصورة رسمية عن هوية قائد العملية العسكرية الجديدة، وتزامنه مع تكبد موسكو العديد من الخسائر في الجبهتين الشرقية والجنوبية الأوكرانيتين، يؤكد أن الرئيس "بوتين" في طريقه للتعاطي بصورة مختلفة مع الحرب القائمة حالياً في أوكرانيا. وقد جاءت الضربات الصاروخية الكبيرة التي تعرضت لها العاصمة كييف، عشية استهداف الجسر الواصل بين روسيا وجزيرة القرم، لتعطي لمحة بسيطة عن المسار العسكري الجديد الذي ستكون عليه العملية الروسية في أوكرانيا تحت قيادة "سيرجي سوروفيكين".

كيف ينعكس تعيين قائد جديد للقوات الروسية على الحرب الأوكرانية؟

الجنرال "سوروفيكين":

صادق مجلس الدوما الروسي مطلع أكتوبر 2022، على اتفاقيات انضمام جمهوريتي دونيتسك ولوهانسك الشعبيتين ومقاطعتي خيرسون وزابوروجيا، إلى روسيا، في خطوة لم يعترف بها أغلب المجتمع الدولي، وفي ضوء هذا فمن الأهمية بمكان معرفة توجهات الرأي العام الروسي حول ضم المناطق الأوكرانية، حيث أجرى مركز "ليفادا" الروسي استطلاعاً للرأي حول مصير المنطقتين الأوكرانيتين "خيرسون" و"زابوروجيا"، ونُشرت نتائج الاستطلاع في سبتمبر 2022 قبيل الاستفتاء وقرارات الضم الروسي للمنطقتين. وفي ضوء هذا يقدم الفيديو التالي أبرز نتائج الاستطلاع، ويمكن مشاهدة الفيديو عبر القناة الرسمية لـ "إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية" على يوتيوب من خلال هذا الرابط.

هل شجَّع الروس بوتين على ضم المناطق الأوكرانية؟ (فيديو)

توجهات الداخل:

مجموعة مؤلفين

ما التداعيات الأمنية لتخريب خطَّي "نورد ستريم"؟

سلاح الطاقة:

يؤسس إعلان الرئيس الروسي "بوتين"، في خطابه يوم 30 سبتمبر 2022، ضم أربع مناطق أوكرانية – وهي: دونيتسك ولوجانسك وخيرسون و زاباروجيا – مرحلة جديدة أكثر تعقيداً في الصراع الأوكراني؛ فخلال الفترة من 23 إلى 27 سبتمبر 2022 أجرت المناطق الأربعة استفتاءات بشأن الانضمام إلى روسيا، وجاءت نتائج الاستفتاءات داعمة بغالبية كبيرة، بصرف النظر عن الجدل الدائر حول نزاهة إجراءات الاستفتاءات للانفصال عن أوكرانيا والانضمام إلى روسيا. وهي النتائج التي استند إليها الرئيس الروسي في شرعنة قراره ضم المناطق الأربعة؛ حيث أشار، في خطابه، إلى أن المواطنين في المناطق الأربعة اختاروا الانضمام إلى روسيا، لافتاً إلى أن هذا الأمر حق أصيل لهم، وأشار إلى أن حق تقرير المصير حتمي، وأن الأجداد دافعوا عن هذه الأراضي في الحرب العالمية الثانية.

لماذا يُعتبر ضم الأقاليم الأوكرانية إلى روسيا تصعيداً خطيراً؟

الاستنزاف المتبادل:

في خطاب مُتلفَز ألقاه الرئيس الروسي "بوتين" في 21 سبتمبر الجاري، دعا إلى التعبئة الجزئية، واستدعاء 300 ألف عسكري روسي لتعزيز قدرات الجيش الروسي على جبهة القتال. وتأتي هذه الدعوات عقب تكبُّد القوات الروسية خسائر واسعة في عدد من مناطق شرق أوكرانيا، خاصة خاركيف، ناهيك عن نجاح الجيش الأوكراني في تحرير عدد من أسراه لدى الجيش الروسي.

ماذا بعد إعلان الرئيس الروسي التعبئة العسكرية الجزئية؟

ارتباك القيادة:

ياسمين أيمن

نجح الدعم العسكري والاستخباراتي الذي قدمته إدارة الرئيس الأمريكي؛ "جو بايدن"، لأوكرانيا خلال الأشهر الستة الماضية عقب شن روسيا عمليات عسكرية ضد الأراضي الأوكرانية، في 24 فبراير 2022، في تحسين قدرات كييف للدفاع عن أراضيها، وتحقيق انتصارات عدة على الأرض ضد القوات الروسية. فمنذ بداية سبتمبر 2022، بدأت القوات الأوكرانية في التقدم، خاصة في المناطق الشمالية والجنوبية من البلاد، وأجبرت القوات الروسية على الانسحاب من أجزاء معينة من البلاد وتحديداً من 6000 كيلومتر مربع في الأراضي الواقعة شرق وجنوب أوكرانيا، وهو الأمر الذي وصفه "جون كيربي" المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، بأنه "تحول في زخم" الحرب، مشيراً إلى أن نتائجها النهائية غير متوقعة. وأكد استمرار الدعم الأمريكي لأوكرانيا في حربها ضد روسيا.

كيف تحولت سياسة واشنطن في ظل الحرب الأوكرانية على مدى نصف عام؟

حسابات جديدة:

د. صدفة محمد محمود

أفرزت الحرب في أوكرانيا أوضاعاً دولية غير مسبوقة، وفرضت ضغوطاً كبيرة على بعض البلدان التي دعمت روسيا علانية في هذه الحرب كبيلاروسيا. مع ذلك، أوجدت الحرب "نافذة فرصة" لبعض الأطراف المعزولة دولياً كفنزويلا وإيران وكوريا الشمالية وحركة طالبان؛ إذ دفعت القوى الدولية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة، للتقارب معها، برغم فرضها عقوبات قاسية عليها. فعلى مدى السنوات الخمس الماضية، حاولت الولايات المتحدة، دون نجاح يُذكر، الحد من طموحات إيران النووية وتقييد أنشطتها التوسعية في منطقة الشرق الأوسط، وذلك برغم تطبيق استراتيجية "الضغوط القصوى" لإدارة الرئيس الأمريكي السابق "دونالد ترامب"، الذي انسحب من الاتفاق النووي مع إيران في عام 2018. في الوقت نفسه، فرضت واشنطن عقوبات نفطية على فنزويلا، ووجهت لوائح الاتهام الجنائية لبعض قادة النظام الحاكم، ودعمت الانقلابات السرية في حملتها للإطاحة بالرئيس "نيكولاس مادورو".

الحرب الأوكرانية

الإصدارات

الأكثر مشاهدة